كثّف الكونغرس الأميركي ضغوطاته على إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن الملف الإيراني حيث أرسل 360 نائبا جمهوريا وديمقراطيا رسالة إلى أوباما تشير إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران، فإن الكونغرس هو الذي سيتخذ القرار بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” فإن هذا العدد من النواب كافٍ لتجاوز أي فيتو رئاسي في الكونغرس بسهولة، حيث أوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنه سيمضي قدمًا في إعداد تشريع يُجبر أوباما على الحصول على موافقة أعضاء المجلس حول الاتفاق النووي.
وجاء في الرسالة إن “الكونغرس يجب أن يكون على قناعة تامة بأن شروط الاتفاق ستغلق أي طريق أمام إيران للوصول إلى تصنيع القنبلة، وعندئذ فقط سوف سيكون الكونغرس قادرا على النظر في تخفيف العقوبات الدائمة”.
وأشار النائب إليوت إنجل أحد كبار الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أمام مسؤولي الحكومة في جلسة الخميس، أن “الكونغرس لا يمكن تهميشه وستتم مقاومة أي محاولات لتجاوز الكونجرس من قِبل كافة الأعضاء”.
وبحسب الوكالة فإن “الإدارة الأمريكية ترى أن فترة السنة التي تفصل إيران عن تصنيع الأسلحة النووية هي النقطة التي لن تتجاوزها خلال المحادثات، كون هذه الفترة ستبقى قائمة طوال فترة الاتفاق التي تبلغ 10 سنوات على الأقل ستقضيها إيران في ظل القيود على برنامجها النووي، وبعد هذه المدة فإن القيود سيتم تخفيفها ببطء، حيث ستبلغ المدة الإجمالية للصفقة من 15 إلى 20 سنة”.
وأضاف تقرير “أسوشيتد برس” أنه “كجزء من الاتفاق، سيتم رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية على مراحل، حيث سيكون لدى الرئيس أوباما السلطة لإزالة بعض العقوبات على الفور، أما العقوبات الأخرى فسيتم تعليقها حتى تؤكد إيران امتثالها للاتفاق مع مرور الوقت، وبعض العقوبات سيتم تأجيل إلغائها حتى السنوات الأخيرة من الاتفاق، في حين أن المجموعة الأخيرة من العقوبات ستتطلب من الكونغرس الأمريكي المتشكك تغيير بعض القوانين”.
بقاء بعض القيود
ويقول مسؤولون إنه إذا تم التوصل الى اتفاق سيتم تخفيف بعض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وقد يشمل هذا التخفيف أجزاء من الحظر المفروض على الأسلحة التقليدية، وهو الحظر الذي تسعى روسيا والصين إلى رفعه في غضون أسابيع من الوصول إلى اتفاق كامل، ومع ذلك ستبقى بعض القيود كما هي عليه، مثل قيود نقل تكنولوجيا الصواريخ.
وفي هذا السياق قال نائب وزير الخزانة الأمريكية أدام زوين لأعضاء الكونغرس الأمريكي بأن النظام الإيراني وأثر فرض العقوبات المفروضة عليه يقع تحت ضغوط كبيرة مضيفا أن النظام قد خسر منذ 2012 مئتي مليار دولار إثر العقوبات الدولية.
كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي اد رويس في جلسة استماع لدراسة المفاوضات النووية بين إدارة أوباما والنظام الإيراني عقدت بحضور مساعد وزارة الخارجية الأمريكية، بأنه يشك في أن “التفتيش وفرض القيود في إطار توافق حكومة أوباما مع ايران يتمكن من منع النظام حيازة الاسلحة النووية”.
وأضاف “كان النظام الإيراني منهمكا بالتزوير ونكث التزاماته في معاهدة عدم انتشار السلاح النووي”.
من جهته نفى البيت الأبيض التوصل إلى مشروع اتفاق نووي مبدئي مع إيران ورفض صحة ما جاء في تقرير وكالة أسوشيتدبرس عن مشروع اتفاق لعشر سنوات بين إيران والقوى الست.
العربية نت