الشاعر محمد يوسف موسى أحد رموز الإبداع في بلادنا رجل بديع يجيد انتقاء الكلمة ويتخير معانيها لذا جاء شعره الغنائي متسماً ببساطة الصدق وحرارة العاطفة ويسر الكلمات والمقاطع فأصبح علي الألسنة الأكثر ترديداً، تعامل مع عدد من كبار الفنانين على رأسهم الفنان الراحل عثمان حسين في (الدرب الأخضر) (تسابيح) (أغرتني) ومع الراحل سيد خليفة (صوت السماء) (حرت أضحك ولا أبكي) وجمع بينه والراحل محمد وردي عدد من الأعمال أشهرها (عذبني وتفنن) ويمضي في مشواره الفني مشكلا ثنائية مع الفنان صلاح بن البادية الذي تغنى له بأجمل الأعمال من بينها (صدفة غريبة) (فات الأوان) (كلمة) وغيرها من الأغنيات، ومنح الراحل زيدان إبراهيم ستة عشر عملاً من بينها (قلبك ليه تبدل) (آخر حب وأول) ومجموعة من الفنانين من بينهم ثنائي العاصمة محمد مسكين، ثنائي النغم، صلاح عثمان، صلاح مصطفى، نجم الدين الفاضل وسمية حسن، عبدالقادر سالم والقائمة تطول، (فلاشات) التقت يوسف في (كلمة) ودردشة مختلفة.
* محمد يوسف…عدد مؤهل من الأعمال التي لا يمكن تجاوزها لكن في السنوات الأخيرة قل المنتوج..؟
بالعكس أنا مواصل بذات النمط، وسنين العمر ومشاغل الحياة والمرض لم تقف حاجاً بيني والكتابة لكن أنا لا أحب إخراج عمل دون المستوى السابق حتى لا يحسب على تاريخي.
*هل تتعامل مع أي فنان كما يفعل بعض الشعراء من أجل المادة..؟
لا أتعامل مع شباب ولاغير الشباب إذا لم أكن مقتنعاً بما يقدمونه إضافة إلى أنني أبحث دوماً عن الفنان (الجادي) والقادر على توصيل إحساسي الذي كتبت به الكلمات بالشكل الذي يرضيني.
* حدثنا عن الثنائية التي جمعت بينك والفنان صلاح بن البادية..؟
مع بداية الستينات كان اللقاء الأول من خلال أغنية (صدفة غريبة) فصلاح هو من أدخل اسمي الإذاعة وامتد المشوار بيننا إلى الآن ولم يقتصر تعاملنا على الغناء العاطفي بل امتد إلى الغناء للوطن.
* هل منحت أذنك فرصة الاستماع لتلك الأعمال التي وصفت بالهابطة..؟
أقرأ عنها عبر الصحف ولست ميالاً للذين يرددون مثل هذه الأعمال حتى أستمع إليهم لأنه لا يوجد شيء مشجع حتى أستمع إليهم.
* ما رأيك بأصواتهم وبماذا تتنبأ لها..؟
استمعت لبعضهم عبر برنامج (أغاني وأغاني) فالبعض منهم يمتلك أصواتاً جميلة وأعتقد أن لهم مستقبل جيداً إن ابتعدوا عن الغناء الهابط وأخذوا الفن كرسالة، وليس تجارة ووسيلة للثراء والتباهي، كما يجب عليهم الاقتداء بالذين سبقوهم في هذا المجال حتى تصبح لهم رسالة تخلد في أذهان الناس.
* إن استمر الحال على ماهو عليه وواصلوا في تلك النوعية من الأعمال إلى أين سترسي بهم سفنهم..؟
إلى حيث اللاعودة بمعنى أنهم سيصبحون ظاهرة تزول في أقرب وقت والمتابع يلحظ خلود فنانين كثر من أمثال الراحلين الكاشف وأحمد المصطفى وغيرهم من الذين نحترمهم ونسمعهم لأنهم أصحاب أساس متين ومعافى والتاريخ يحفظ لهم هذا لأنهم قدموا ما يشفع لهم البقاء وأدوا الرسالة على الوجه الأمثل.
* محمد يوسف موسى هناك أغنيات كثيرة صاغتها أناملك وهي بلاشك كتبت عن واقع حقيقي فمن كنت تقصد في أغنية (عذبني وتفنن)..؟
-أطلق ضحكة- ثم قال: هو ذات الشخص الذي كتبت له (كلمة).
*ومن هو..؟
أرفض الإفصاح عنه، ويكفي أنني خاطبته في كل أغنياتي التي بدأت بأغنية (صدفة غريبة)، وكانت بداية المشوار الذي استمر ما بين التفاؤل تارة والتشاؤم في أحيان كثيرة ما بين الأمل واليأس ومع كل مرحلة كنت أكتب عملاً يحمل الإحساس الذي أعيش به، فكتبت (وحياة المحبة) و(آخر حب وأول) وأعود لمربع اليأس وأكتب (فات الأوان) وتمضي المسيرة لتنتهي بالعمل الذي وجد حظه من القبول وهو (كلمة) التي جاءت قاصمة الظهر لمشوار طويل.
*كلمة أخيرة..؟
السوداني