مراكب “الترابي” الماخرة في “الأتربة”

بحسم؛ تعاطى عرّاب الإسلاميين، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. حسن عبد الله الترابي، مع منبر “أهل الرأي” وذلك لكون عرابي المنبر حاولوا استمالة الحزب نواحي “اليسار” ومكوناته الرافضة للحوار الوطني.

قادة الشعبي اختاروا نفي وجود منبر بهذا الاسم ابتداء، وذلك قبل أن ينفوا ما نقله موقع “سودان تربيون” عالي الصدّقية عن ما اجترحه الترابي بحق المنبر.

الأحوال داخل الشعبي، طولاً وعرضاً وارتفاعا، تنقله “الصيحة” لقرائها على امتداد “المنشية” ومداه وتأثيراته على الساحة السياسية السودانية.

الإصلاح بالضمير المستتر

حرّك الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي، عصاه الغليظة ضد مجموعات شبابية داخل الحزب قيل إنها قريبة من اليسار. الترابي حرّم على هاتيك المجموعات وعلى رأسهم منظمو منبر “أهل الرأي” إقامة فعاليات داخل دور الحزب، بل وحظر أنشطتهم بالكلية.

بيد أن الترابي في ضربه بعصاه، نسى أنه يفلق طوّد الستر المضروب على حزبه، ليكشف في مشيه وخطوته نحو الضفة الأخرى عن تيارات كبيرة تمور وتتلاطم داخل الشعبي وغير بعيد أن تنفجر مستقبلاً في وجوه الكل بسيناريو يخشاه الحزب الذي ذاق ويلات مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999م.

دعوة للتأمل

الملاحظة الجديرة بالتأمل أن كل ما يجري في الشعبي يتحرك ضمن محورين: محور انفلات بعض الأخبار نواحي الصحف والمواقع الخبرية عن تيارات متصارعة في الحزب، ومحور ناكر لذلك كله ويقوده قادة وأساطين الشعبي، ويصر على أنه لا وجود البتة لصراعات بالحزب، بل ويذهب قادة هذا المحور في اتجاه اتهام قوى خارج الشعبي بالعمل على بثّ فتن من شأنها أن تزعزع استقرار “المنشية” التي يربض في شارع رئيس من شوارعها دار حزب المؤتمر الشعبي.

قوة وضعف

يحق لقادة الشعبي إنكار كل ما تردده وسائل الإعلام عن نداءات لإصلاح حال الحزب انبثق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم من كوة الحركة الإسلامية، طالما اختار القائمون على دواعي الإصلاح القتال من وراء جدر الصحف ذات الورق الهش.

وتقول النظريات الإعلامية جمعاء إن الخبر عادة ما يكتسب قوته حال صدّر من شخص وجهة معلومة، بينما تقل قيمة الخبر كثيرا حال تم بناؤه للمجهول، حتى أن بعض الصحف تضع معياراً عملياً يمنع إبراز الأخبار التي يرفض أصحابها الكشف عن هوياتهم كعنوان رئيسي للصحيفة “مانشيت” وذلك مهما كان المحتوى قويا. وبالقياس على ذلك فإن الإصلاحيين حال اختاروا المجابهة فذلك أصدق لفكرتهم وأدعى أن تنجح، أما رفضهم البوح بأسمائهم فيطعن في أفكارهم ذاتها.

دعوة للمواجهة

(لا يمكن لمن يخشى المواجهة إحداث إصلاح) هذا رأي يصدّع به كثيرون بحسبان أن الإصلاح يحتاج لقوة وثبات. يقر أستاذ العلوم السياسية د. عمر عبد العزيز، أن الإصلاح يحتاج إلى شفافية ولكنه ينوِّه إلى أن عمليات الإصلاح عادة ما تجابه في الأحزاب السودانية بحسم وعنف، فزعماء السياسة في السودان لهم كلمة مسموعة، وذلك نتاج الكاريزما السياسية والمكانة الدينية وخلاف ذلك من أمور متفشيات في المجتمع، وعليه يلجأ الإصلاحيون عادة إلى اتباع منهاج السر، وإرسال فقاعات الاختبار، فعلّهم يصيبون أهدافهم دون دفع تكاليف باهظة، ومن ثم وفي حال عدم تحقق رؤى الإصلاح فإن الصوت يعلو تدريجياً ليتحول إلى تيار عريض، تيار إما يجبرن الحزب على إصلاح حاله، أو أن يمموا شطر قبلة يرضونها ولا ترضي أحزابهم الأم بحال.

نظرية المؤامرة

عن حرب المذكرات وحالة الأخذ والرد في أوساط الشعبي، يقول أستاذ العلوم السياسية د. صلاح الدومة باحتمالين: احتمال ينهض على أكتاف نظرية المؤامرة ويتبناه قادة الشعبي الذين يتهمون جهات خارجية بالعمل على إصابتهم بالخور والضعف، واحتمال ثانٍ يدور حول محور شخصية الترابي القابضة والدكتاتورية –والكلام لا يزال للدومة- التي ترفض أي أصوات نشاز، وبالتالي من غير المستبعد أن تبطش بكل من يرفع عقيرته بخلاف ما يراه خريج السوربون. أما إن سألتم إلى أي الاحتمالين يميل د. الدومة، فنقول إنه إلى الرأي الأول أقرب.

الخرطوم – مقداد خالد

صحيفة الصيحة

Exit mobile version