أن تنتظر امرأة بالذات، خارج الزمن وخارج الحسابات، أن تنتظرها كما لو أنّه لا امرأة سواها على الأرض، يا للجهاد.. يا للنصر العظيم حين تفوز بها.
ثلاثة أشهر وهو يتقدّم نحوها بتأنٍّ كما على رقعة شطرنج. تصلها باقات وروده إلى أيّ مسرح تغنّي عليه، وأيّ برنامج تطلّ فيه. كقنّاص يعرف كلّ شيء عن طريدته، كان مُلمًّا بأخبارها، بينما لا تعرف هي شيئًا عنه.
يعنيه فضولها، ترقّبها، حيرتها. يودّ أن يدخل حياتها علامة استفهام جميلة، تغدو مع الوقت علامة تعجّب.. فعلامة إعجاب! هكذا تُكتَب قصص الحبّ الكبيرة. كلّ ما يأتي على عجل يمضي سريعًا، وكلّ ما نكتسبه بسرعة نخسره بسهولة. وهو بلغ من الحكمة عمرًا، أصبحت فيه متعة الطريق تفوق متعة الوصول، وانتظار الأشياء أكثر شهوة من زهو امتلاكها.
من “الأسود يليق بك”