يظل الحصول على الشهادة الثانوية أمرا في غاية التعقيد والإرباك فهو الحد الفاصل في حياتك.. لذا درج الطلاب وذووهم على الاستعداد ليوم الامتحان منذ العطلة الصيفية عن طريق الدروس الخصوصية وإعطاء الطالب الممتحن مزيدا من الاهتمام في مراجعة واستذكار دروسه. وعادة ما نجد البيوت السودانية في حالة من القلق والتوتر ليلة الامتحان وتنتظر الأمهات والآباء أبناءهم لحظة خروجهم من الامتحان ليطمئنوا بأن مجهوداتهم لم تذهب أدراج الرياح، أما الطلاب فهم الأكثر حرصا على درجاتهم خوف ضياع المجهود وربما إعادة السنة القادمة وبما أن فاتحة كل شيء تعد استبشارا بالبقية كانت (اليوم التالي) حضورا داخل مراكز الامتحان في محليات الخرطوم المختلفة وبعض الولايات لنعرف كيف سار اليوم الأول في امتحان الشهادة السودانية.
“امتحان ساهل”
عدد من الطلاب بمدارس بحري أبدوا رأيهم عن الجلسة الأولى في امتحانات الشهادة السودانية، البعض منهم كان في حالة توتر وقلق شديد قبل بداية الجلسة حيث قال الطالب (أحمد يوسف) لليوم التالي: في بداية الأمر كنت خائفا جدا ومتوترا إلا أن الأمر مر بسلام والامتحان كان في غاية السهولة وغير متوقع كما ذكر أن الامتحان جاء عكس توقعاتهم، وكان أسهل من امتحان العام الماضي في نفس المادة كما أبدى قلقه الشديد من مادتي الجغرافيا والتاريخ، وأشار إلى أن حصص التركيز تمثل لهم دعما وإضافة في طريقة التعامل مع الامتحان، إلا أنها أصبحت غالية إذ يتفاوت سعر الحصة ما بين 25-50 جنيها ومعظم الطلاب لا تتوفر لهم القدرة المالية مع الالتزامات المدرسية الأخرى بينما ثمثل المواصلات مشكلة حقيقية لأحمد يوسف لبعد المركز عن سكنه.
(أحمد عمر) طالب في نفس المدرسة يسكن الحلفايا تحدث قائلا: الامتحان كان غير المتوقع تماما، وكانت الجلسة الأولى موفقة ونسبة الأداء فيها 85%، وان المراقبة كانت معقولة إلى حد ما وأبدى تخوفه من مادتي الجغرافيا واللغة العربية وعدم جاهزيته للمواد الأخرى.
أما (عبيد فضل) في المساق الأدبي فيظهر عليه الاطمئنان التام، قائلا إنه يشعر بالاطمئنان لما تقوم به الأسرة من توفير وتهيئة (الجو) للمذاكرة والتحصيل الأكاديمي، وقال: الامتحان كان سهلا، وجدول الامتحانات مريح وغير ضاغط يتيح لهم فرصة المرجعة والتركيز مع زملائهم قبل جلسة الامتحان.
“دا كان زمان”
مروة محجوب طالبة بمدرسة شروني الثانوية بنات بأم درمان – المساق الأدبي- قالت: امتحان الإسلامية لم يكن صعبا بل كان واضحا مباشرا، وقد فتح شهيتنا على باقي الجلسات التي نتمنى أن تكون بذات المستوى، وعن نفسي أحب مادة الجغرافيا جدا ولست خائفة منها، لكني سأتهيأ لها جيدا لكي أتمكن من إحراز معدل يخولني لدخول كلية الآداب.
ووافقتها الرأي زميلتها بذات المدرسة لكن في المساق العلمي، (مثاني محمد علي) وأضافت: بالفعل كان امتحان مادة التربية الإسلامية واضحا ومباشرا، ولم تكن هنالك محاولات للغش في صفنا، وذلك لأن إدارة المدرسة قامت بخلط الطلاب الجالسين للتربية المسيحية مع طلاب التربية الإسلامية منعا لأي محاولة غش، وواصلت قائلة: لست متخوفة من الجلسة القادمة لأنني أحب مادة الأحياء، كما أن الأسئلة لم تعد تحتاج لاستنتاجات كما في السابق بل أصبحت الأسئلة مباشرة جدا، وابتسمت ثم أضافت: أصبحت أستاء حين ينصحني عمي أو جدي بالتركيز في الامتحان وذلك خوفا من الأسئلة غير المباشرة، والتي تحتمل الإجابات الاستنتاجية، حينها أكاد أنفجر فيهم قائلة (دا كان زمان) فلم تعد هنالك أسئلة غير مباشرة.. وأبدت مثاني تخوفها من مادة الكيمياء.
حضور باكر ومراقبة مشددة
(عبد الله حسين بابكر) طالب من ولاية الجزيرة- الحصاحيصا- يدرس بمدرسة التفوق الرابع الخاصة المشتركة- قال: المراقبة كانت مشددة في أولى جلسات امتحان الشهادة السودانية، بالرغم من أن امتحان مادة التربية الإسلامية كان جيدا، وأضاف: أنا متخوف من مادة الكيمياء لأن مقررها كبير جدا.
فيما يقول الطالب (علي أحمد) – المساق العلمي- من مدرسة عمر الفارق بولاية سنار، لـ(اليوم التالي): الامتحان ليست له علاقة بالامتحانات التي وضعت في الولاية. جاء سهلا وشاملا كل المقرر والأسئلة مباشرة، مع التركيز في القرآن. ولا توجد حالات غش من قبل الطلبة.
ووافقه الرأي (غسان نصر) من مدرسة سنار تكتوك الخاصة المساق العلمي ممتحن للمرة الثانية من نفس المدرسة، بدا متفائلا في هذا العام بالنجاح الباهر، كما أشار إلى الاختلاف الواضح في امتحان مادة التربية الإسلامية هذا العام والأسئلة التي وردت فيه إذ كانت مباشرة ولا تحتاج إلى جهد، وأضاف: هنالك أسئلة كانت في غاية الدقة، وشددت المراقبة من قبل المركز ولا توجد حالات غش.
أما (عبدالمنعم صلاح) طالب بمدرسة سنار التقاطع فقال: الامتحان سهل جدا وأتوقع أن أحرز90 درجة في هذه المادة. ولكنه أبدى خوفه من مادة اللغة العربية، وأيده (محمد عثمان) من مدرسة المستقبل الخاصة مضيفا: في موضوع (البخور) أو البخرات إن صح التعبير هذه الظاهرة بدأت تتلاشى في هذه الفترة. وهناك متابعة شديدة من قبل الأساتذة في مسألة التفتيش ومنع الموبايلات منعا باتا.
وتقول (رفاء عبد الرحيم) من مدرسة دار المعالي الخاصة بشندي: اليوم الأمر مر بسلام والحمد لله، رغم حضورنا الباكر إلى المدرسة مما جعلنا ننتظر لوقت أطول في فناء المدرسة وما إن قرع جرس بداية الجلسة حتى بدأ الخوف يتسلل إلى قلوبنا لكن المعلمات طمأننا قليلا والآن نحن بانتظار الجلسة القادمة ونتمنى أن تكون على نفس شاكلة الامتحان الأول.
لا غش ولا غياب
أميرة جيب الله – معلمة الفيزياء بمدرسة طحنون الثانوية للبنين – قالت: بدأت الجلسة في التاسعة صباحا، حركة الطلاب داخل المدرسة لم يصاحبها أي شغب رغم وجود الشغب في مدارس البنين أما عن الأداء فقد كان في اليوم الأول جيدا ولم نواجه أي حالات غش كذلك خلا المركز من حالات الغياب والهدوء كان سيد الموقف في فناء المدرسة حيث التزم الجميع بقواعد الامتحان ولم نواجه أي صعوبات في إلزامهم بذلك والحمد لله.
وقالت الأستاذة (سميرة علي) – معلمة لغة إنجليزية: المراقبة جيدة والمعلمون متعاونون جدا مع الطلاب على الرغم من تأخر بعض الطلاب في زمن الحضور للمركز ولكن لم تكن هناك حالات غياب ولا غش الطلاب غير متخوفين من امتحان مادة التربية الإسلامية ولكن هنالك بعض التخوف من مادتي الكيمياء والرياضايات لطلبة المساق العلمي ومادة الجغرافيا للمساق الأدبي، كعادة الامتحانات المراقبة مشددة على الطلبة ولا يسمح لأي طالب بالتحدث مع زملائه أثناء الجلسة وان وجدت أي حالات غش يتم التعامل معها بكل حكمة من قبل المعلمين والكنترول ولا يسمح للطالب بالرجوع للقاعة بعد تسليم الورقة.
وقال (ن- ه) ولي أمر أحد الطلاب الممتحنين هذا العام: أنا شخصيا منزعج جدا من الأساتذة الذين يقومون بتقديم دروس تقوية باهظة الثمن، مع أن هنالك أساتذة يعطون الطلاب دروس تقوية مجانية، وأتمنى أن يحذو المعلمون حذوهم حتى يستطيع كل الطلاب الاستفادة من هذه الدروس.
أبجديات التعامل
قال (د. خضر الزبير أحمد) مدير تعليم المرحلة الثانوية بشرق النيل: عدد الطلاب الجالسين لامتحان الشهادة في محلية شرق النيل 19535 طالبا موزعون على 123 مركزا، من بينها 216 حالة غياب معظمهم من طلاب الاتحاد والمنازل، وواصل: سارت الجلسة بهدوء تام وفي موعدها المحدد في التاسعة صباح أمس، وكانت الورقة الثانية أمس مادة الفنون كما لم نواجه أي مشاكل في تعامل المراقبين مع الطلاب، وذلك لأن المراقبين هم تربويون في المقام الأول محاطون علما بأبجديات التعامل مع الطلاب، يقومون بمراعاة لوائح المراقبة التي يشرف عليها كبير مراقبي المركز، وأضاف: المراقب يستطيع أن يكتشف إذا ما كان الطالب يحمل (بخرة) أم لا، وذلك من الخبرة في التعامل مع الطلاب؛ ولا يلجأ المراقب لحرمان الطالب من الجلوس للامتحانات، فإذا وجد المراقب بخرة عند الطالب يأخذها منه، ولو استدعى الأمر يمكن نقله إلى حجرة خاصة لاستكمال الامتحان بلا ضوضاء.
صحيفة اليوم التالي