خالد حسن كسلا : ثورة النظافة «تعزيز» أم «ابتداء»؟

كان قبل أسابيع نشر رئيس حزب الوسط الإسلامي الدكتور يوسف الكودة في المواقع الإسفيرية مقالاً انتقد فيه بشدة ما اعتبره غياب النظافة في العاصمة والمقصود طبعاً ولاية الخرطوم على ما يبدو لأن أطرافها المسكونة حديثاً ليست كمركزها الذي تجول وتصول فيه سيارات النظافة وفيها وحولها عمال النظافة. يبدو أن ما ينجز من نظافة وتخضير وتبليط في مركز العاصمة لو لم يكن كافياً يبقى هو قدرة الدولة رغم إنه في ولاية تسدد أكبر حجم من الإيرادات المالية في خزينة الدولة.
ويجدر ذكره هنا مقارنة بين وصفين لباقان أموم قبل انفصال الجنوب بقليل ود. يوسف الكودة بعد أن هاجر إلى سويسرا لاجئاً سياسياً.
باقان بعد أن إطمأن لانفصال إقليمه قال جاحداً: «ارتحنا من وسخ الخرطوم». وهنا طبعاً لا يقصد «الوسخ» الذي شمرّت له ولاية الخرطوم ساعد الجد لنظافته بصورة أكثر تطوراً بدعم محلي وياباني عقدت لها حكومة الولاية لقاءً كبيراً في أحد أركان الساحة الخضراء شرفه الوالي ونائبه ووزيره وسفير اليابان. بقان يقصد ما يحسه بإحساسه العنصري الذي استطاع أن يسايره وينحني لعاصفة ياسر عرمان. ولا شك أن الأوسخ مجازاً في نظر باقان هو عرمان نفسه لانه يعرف لولا مادعاه إلى الهروب من «الشمال» إلى معسكرات تمردهم في الجنوب لربما كان الان أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو أحد أعضاء حركة حق إذا خرج من هذا الحزب مع الخاتم عدلان والحاج وراق.
أما يوسف الكودة فهو يقصد على ما يبدو رمي النفايات وورق الأشجار وكميات الغبار. ترى هل كان يقارن الخرطوم بجنيف «الربوية» التي قيم فيها الآن؟!. أم بباريس التي يتعلم الآن لغتها الفرنسية؟! أم بالمملكة العربية السعودية التي درس فيها المرحلة الجامعية؟!
إن كل هذه الدول اقتصاداتها منتعشة طبعاً، لذلك ليس من الإنصاف أن يتجاوز المقارنة في الاقتصاد إلى دقة النظافة التي يريدها في كل أنحاء العاصمة كان حري به أن يعزي السبب إلى العقوبات المفروضة على البلاد منذ عام 1997م.. وقد فرضت قبل إبعاد الترابي من دائرة صنع القرار. لكن كل هذا لا يهمنا هنا، فالمهم في الأمر هو أن حكومة ولاية الخرطوم بواليها د. عبد الرحمن الخضر ونائبه المهندس الصديق محمد علي الشيخ ووزيره المختص أحمد قاسم قد أعلنت عملية تطوير وتعزيز آليات النظافة.
هنا كلمة «تعزيز» التي جاءت في عنوان اللقاء الكبير لها مقصودها، فآليات النظافة وعملياتها أصلاً موجودة، لكن ما يحدث الآن بخصوصها هو عملية «تطوير».. هكذا هو المقصود من كلمة «تعزيز». إذن هي ثورة النظافة.. وهي لا تعني إنها لأول مرة بعد مقال الدكتور يوسف الكودة.. فقد شهدت البلاد ثورة التعليم العالي.. وقبلها كانت وما زالت توجد مؤسسات تعليم عالي.
شهد اللقاء جماعات الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي وكيان المرأة يتقدمها في موقع الحضور الكبير معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر والمديرين التنفيذيين بمحليات ولاية الخرطوم السبع.
العاصمة إذن موعودة بتعزيز عمليات التنظيف.. فهي ليست كما وصفها باقان.. وليست كما وصفها الكودة. باقان قال «ارتحنا من وسخ الخرطوم».. لكن أليست الخرطوم ارتاحت من وسخه النفسي؟!
الآن هو في دولة تتفجر فيها الأوضاع الأمنية بصورة مخيفة بسبب «وسخ النفوس». لكن الخرطوم تعيش في سلام اجتماعي رغم مظاهرات مريم الصادق المهدي من حين إلى آخر. إن آثار المظاهرات تجعل العاصمة متسخة جداً.. ترى هل شاهد الكودة آثارها من حرائق وأشياء متلفة في بعض شوارع الخرطوم مصورة وظن إنها بهذه الحالة كل يوم؟!
ثم هناك أولوية تسبق «النظافة» سواء كانت بصورة تطويرها عام 2002م أو ستكون بعد شهر من «الثورة» التي دشنها عصر الخميس الماضي والي الخرطوم. هذه الأولوية هي الصحة والتعليم.. وميزانياتهما تذهب إلى فاتورة الحرب وآثارها.
وهذا يعني أن القدر المنجز في نظافة العاصمة ومشهود رغم تحديات الأمن والاستقرار التي تبتلع مبالغ ضخمة من الإيرادات.. لهو عمل عظيم يستحق الإشادة والدعاء.. وليس الانتقاد بمنظار المقارنة بالدول الأوروبية والخليجية ذوات الاقتصادات المنتعشة.
الآن النظافة ليست لها قانون عقوبات لمن يخالفه.. وهذا يعني أن سلوك بعض الناس له الأثر الأكبر في الإصابة بالتلوث البصري. والسؤال أخيراً هل تعرض الكودة لتلوث بصري؟!.. ومتى وأين؟
نلتقي غداً بإذن اللهكان قبل أسابيع نشر رئيس حزب الوسط الإسلامي الدكتور يوسف الكودة في المواقع الإسفيرية مقالاً انتقد فيه بشدة ما اعتبره غياب النظافة في العاصمة والمقصود طبعاً ولاية الخرطوم على ما يبدو لأن أطرافها المسكونة حديثاً ليست كمركزها الذي تجول وتصول فيه سيارات النظافة وفيها وحولها عمال النظافة. يبدو أن ما ينجز من نظافة وتخضير وتبليط في مركز العاصمة لو لم يكن كافياً يبقى هو قدرة الدولة رغم إنه في ولاية تسدد أكبر حجم من الإيرادات المالية في خزينة الدولة.
ويجدر ذكره هنا مقارنة بين وصفين لباقان أموم قبل انفصال الجنوب بقليل ود. يوسف الكودة بعد أن هاجر إلى سويسرا لاجئاً سياسياً.
باقان بعد أن إطمأن لانفصال إقليمه قال جاحداً: «ارتحنا من وسخ الخرطوم». وهنا طبعاً لا يقصد «الوسخ» الذي شمرّت له ولاية الخرطوم ساعد الجد لنظافته بصورة أكثر تطوراً بدعم محلي وياباني عقدت لها حكومة الولاية لقاءً كبيراً في أحد أركان الساحة الخضراء شرفه الوالي ونائبه ووزيره وسفير اليابان. بقان يقصد ما يحسه بإحساسه العنصري الذي استطاع أن يسايره وينحني لعاصفة ياسر عرمان. ولا شك أن الأوسخ مجازاً في نظر باقان هو عرمان نفسه لانه يعرف لولا مادعاه إلى الهروب من «الشمال» إلى معسكرات تمردهم في الجنوب لربما كان الان أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو أحد أعضاء حركة حق إذا خرج من هذا الحزب مع الخاتم عدلان والحاج وراق.
أما يوسف الكودة فهو يقصد على ما يبدو رمي النفايات وورق الأشجار وكميات الغبار. ترى هل كان يقارن الخرطوم بجنيف «الربوية» التي قيم فيها الآن؟!. أم بباريس التي يتعلم الآن لغتها الفرنسية؟! أم بالمملكة العربية السعودية التي درس فيها المرحلة الجامعية؟!
إن كل هذه الدول اقتصاداتها منتعشة طبعاً، لذلك ليس من الإنصاف أن يتجاوز المقارنة في الاقتصاد إلى دقة النظافة التي يريدها في كل أنحاء العاصمة كان حري به أن يعزي السبب إلى العقوبات المفروضة على البلاد منذ عام 1997م.. وقد فرضت قبل إبعاد الترابي من دائرة صنع القرار. لكن كل هذا لا يهمنا هنا، فالمهم في الأمر هو أن حكومة ولاية الخرطوم بواليها د. عبد الرحمن الخضر ونائبه المهندس الصديق محمد علي الشيخ ووزيره المختص أحمد قاسم قد أعلنت عملية تطوير وتعزيز آليات النظافة.
هنا كلمة «تعزيز» التي جاءت في عنوان اللقاء الكبير لها مقصودها، فآليات النظافة وعملياتها أصلاً موجودة، لكن ما يحدث الآن بخصوصها هو عملية «تطوير».. هكذا هو المقصود من كلمة «تعزيز». إذن هي ثورة النظافة.. وهي لا تعني إنها لأول مرة بعد مقال الدكتور يوسف الكودة.. فقد شهدت البلاد ثورة التعليم العالي.. وقبلها كانت وما زالت توجد مؤسسات تعليم عالي.
شهد اللقاء جماعات الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي وكيان المرأة يتقدمها في موقع الحضور الكبير معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر والمديرين التنفيذيين بمحليات ولاية الخرطوم السبع.
العاصمة إذن موعودة بتعزيز عمليات التنظيف.. فهي ليست كما وصفها باقان.. وليست كما وصفها الكودة. باقان قال «ارتحنا من وسخ الخرطوم».. لكن أليست الخرطوم ارتاحت من وسخه النفسي؟!
الآن هو في دولة تتفجر فيها الأوضاع الأمنية بصورة مخيفة بسبب «وسخ النفوس». لكن الخرطوم تعيش في سلام اجتماعي رغم مظاهرات مريم الصادق المهدي من حين إلى آخر. إن آثار المظاهرات تجعل العاصمة متسخة جداً.. ترى هل شاهد الكودة آثارها من حرائق وأشياء متلفة في بعض شوارع الخرطوم مصورة وظن إنها بهذه الحالة كل يوم؟!
ثم هناك أولوية تسبق «النظافة» سواء كانت بصورة تطويرها عام 2002م أو ستكون بعد شهر من «الثورة» التي دشنها عصر الخميس الماضي والي الخرطوم. هذه الأولوية هي الصحة والتعليم.. وميزانياتهما تذهب إلى فاتورة الحرب وآثارها.
وهذا يعني أن القدر المنجز في نظافة العاصمة ومشهود رغم تحديات الأمن والاستقرار التي تبتلع مبالغ ضخمة من الإيرادات.. لهو عمل عظيم يستحق الإشادة والدعاء.. وليس الانتقاد بمنظار المقارنة بالدول الأوروبية والخليجية ذوات الاقتصادات المنتعشة.
الآن النظافة ليست لها قانون عقوبات لمن يخالفه.. وهذا يعني أن سلوك بعض الناس له الأثر الأكبر في الإصابة بالتلوث البصري. والسؤال أخيراً هل تعرض الكودة لتلوث بصري؟!.. ومتى وأين؟
نلتقي غداً بإذن الله

Exit mobile version