لا تكترث الفتاة في أن يكون زوجها من ذوي المال والأعمال، لأنها كانت تحمل في طياتها حلماً بسيطاً، في تكوين أسرة تحنو عليها وتضع جل اهتمامها فيها، لا تهتم بأن تسكن منزلاً فخيماً أو تقود من السيارات فارهها أو ترتدي أفخم الملابس وتتزين بأغلى الحُلي.
لكن ما إن تبدل الحال وأصبح دوام الحال من المحال، ومع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية تبدلت الأفكار والرؤى، صار لكل فتاة فارس أحلام تفصله المخيلة وتتمناه النفس، فهل طغت المادة على مواصفات فارس الأحلام وأصبح الحلم حقيقة؟ أم لا تزال هناك من تحلم بالسترة وبيت العيال مع القليل من المال؟
روحي ومادي
وفي السياق، قالت آلاء آدم أحمد (طالبة بكلية الهندسة) إن المادة لم ولن تغطي على الرومانسية أبداً، لأنها تتعلق بالروحانيات، والشيء الروحي لا يمكن أن يختلط بالمادة أبداً، وألا يصبح الأمر مجرد أكذوبة. وأضافت: عندما تسمو روح الإنسان يكون أكثر سعادة ولا يعير المادة انتباه، فتصبح من الثانويات ووسيلة لقضاء الحوائج لا غير. وأشارت إلى الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في ذلك بشكل كبير لما يتمتع به مجتمعنا من تقليد أعمى لكل ما يرى ويسمع، لاسيما في ظل تغير المفاهيم التي علا فيها صوت المادة، رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد والعباد، لذلك تقول آلاء: يجب التدقيق عند اختيار فارس الأحلام حتى لا نقع في فخ المادة لأنها لا تجلب السعادة.
تدهور اقتصادي
فيما ترى رندا عثمان – موظفة – أن تدهور الظروف الاقتصادية التي يمر بها كل بيت سوداني هي التي غيرت وبدلت كل شيء، فلماذا لا تبحث الفتاة أو تحلم برجل يمتلك كل مقومات الحياة العصرية، في الوقت الذي أصبحت فيه الرومانسية “ما بتأكل عيش”، وتساءلت رندا: هل سآكل حباً؟ أم سأتعالج بالحب؟. وتابعت: بدون المال الرجل لا يسوى شيئاً، ومع كل تغير يحدث في المجتمع لابد أن تتغير مواصفات فارس الأحلام، أما عن مواصفات فارسها قالت: لابد أن يكون رجلاً ثرياً يمتلك كل مقومات الحياة العصرية.
مردود نفسي
قال اختصاصي الطب النفسي محمد صديق، بالرغم من التأثير الكبير الذي أحدثته وسائل التكنولوجيا الحديثة والاتصالات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية صغيرة، إلا أن الوضع الاقتصادي والمادي الضعيف للأفراد هو صاحب المردود النفسي والأثر الكبير والمسؤول الأول عن ما حدث من شرخ في جسد المجتمع السوداني ونفسيته، فباتت كل فتاة تحلم برغد العيش في كنف شاب ثري يغدق عليها بماله ولا يحرمها من حلو الحياة.
نخوة ورجولة
صبَّت الباحثة الاجتماعية رقية حيدر جام غضبها على فتيات العصر الحالي، لاهتمامهنّ بالمادة أكثر من الاهتمام بالمواصفات المثالية، بأن يكون رجلهنّ واعياً ومثقفاً، وتسوقهنّ المظاهر الخداعة إلى قدرهنّ المحتوم، الذي ربما يقودهنّ إلى أسفل السافلين.
وأكدت رقية أن التوافق في الأفكار والرؤى، أهم شيء عندما يتعلق الأمر بالزواج. وأردفت: لأن التفكير في الفيلا والسيارة الفارهة فقط، تقود في نهاية المطاف إلى الطلاق وتفكك الأسر وتشرد الأطفال التي ظهرت بشكل واضح على المجتمع في السنوات القليلة الماضية. وأصبحت مشكلة لم نستطع الفكاك منها، مشيرة إلى اختلاف الأزمان. وقالت بنات جيلي كان ينصب جل اهتمامهنّ في النخوة والرجولة والمحافظة على القيم، دون التفكير في المقدم والمؤخر الذي يؤكد أن للزواج عمراً افتراضياً يجب تأمينه بهذا المؤخر
اليوم التالي