الفريق طيار الفاتح عروة : على عثمان ظُلم باتهامه بالتسبب في انفصال الجنوب، وهو نفذ ما أتفق عليه

م ينبرِ أي مسؤول عندما استهدفت (الجنائية) البشير شخصياً ليقول إنها مسؤولية الجميع وليس الرئيس

على عثمان ظُلم باتهامه بالتسبب في انفصال الجنوب، وهو نفذ ما أتفق عليه

ما يُقال حالياً عن انفصال الجنوب يشوبه كثير من النفاق السياسي

اقترحت في التسعينيات تسليم الجنوب للأمم المتحدة لتمكين أهله من تحديد مصيرهم

لولا تمسك وإصرار الرئيس على قرارات إستراتيجية لما مضت عدد من الوقائع كما سارت

البشير (جمل شيل) فهو الأكثر التزماً برأي الجماعة وسدد منفرداً فاتورة أخطاء قرارات جماعية خاطئة

الدكتور علي الحاج يتمتع بحسٍ عالٍ من الذكاء والنقاء والحس الوطني الملتزم ومن أفضل من عملت معهم في العمل العام

نواصل في الحلقة الثالثة لقاءنا مع الفريق طيار الفاتح عروة الذي قدم فيه رؤاه حول القضايا السياسية والاقتصادية السابقة والحاضرة والمستقبلية في ما خص (الصيحة) ببعضٍ من أسراره الخاصة المتصلة بعدد من الجوانب والقضايا التي كانت حاضراً ومشاركاً فيها، وعلاقته بعدد من الشخصيات العالمية على رأسها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وكارلوس بجانب تفاصيل جديدة يذكرها لأول مرة مرتبطة بوقائع محكمة الفلاشا. في هذه الحلقة يتحدث عروة لـ(الصيحة) عن رؤيته حول رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وقدم الرجل مرافعةً في حق الرئيس ليس باعتبارها صادرة من ابن المؤسسة العسكرية، وإنما ذات حيثيات موضوعية، فإلي الإفادات التي قدمها أوردها عروة.

++

* علاقتك مع الرئيس ومساندتك له يعتقد بأنها عاطفية أكثر مما هي موضوعية، وباعتباركما أبناء المؤسسة العسكرية أو كما يقال إنكما أبناء (الكار الواحد)؟

– العلاقة الشخصية والصداقة والزمالة أمر لا أنكره، بل وأعتز به، فقد تمتعت دوماً بثقته اللا محدودة، ولكن هذا لا يتناقض مع الموضوعية، فقناعاتي تستند إلى أسس موضوعية. وفي الوقت ذاته فإن المعايشة اللصيقة والعلاقة الشخصية تفتح أبواباً أخرى من القناعات الموضوعية وقناعاتي تأتي نتيجة وقائع موضوعية أذكر بعضها، وهي في اعتقادي ظاهرة للعيان فإنه (لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)، أولاً أتحدث عن شخصية الأخ الرئيس كما عايشته، فهو يتصف بالقيادة والشجاعة، وهو شخصٌ يضع العاملون تحت قياداته ثقتهم فيه لأسباب عديدة، منها تفرده بالحميمية في التعامل والشجاعة في المواقف، وهذا أمر مهم ولعلنا نرجع منذ الأيام الأولى لسنوات حكمه والتصاقه بعمليات القوات المسلحة، فكنا نرى دائماً أنه بعد كل معركة مهما كان مكانها أو درجة الخطورة يحضر وينزل ليقابلنا وجنودنا في أرض المعركة، وهذا أمر لديه أثر إيجابي كبير على الروح المعنوية للقوات المسلحة وتوضح بشكل حقيقي شخصية القائد رغم أنه رئيس الجمهورية الذي بحكم موقعه من أكثر الأفراد المفترض حمايتهم وإبعادهم من مواقع الخطر، ولذلك كان يختم في الصدور مكانة القائد العسكري المستعد للتضحية بنفسه كأسلوب يجب أن يتبعه جميع القادة في مختلف المراتب. ليس ذلك فحسب، وإنما ضرب وأسرته المثل في الاستعداد للتضحية فقد شارك جميع إخوانه بلا استثناء وأكرر بلا استثناء في الكثير من العمليات مع الدفاع الشعبي واحتسب أحد أشقائه شهيداً. ومع كل ذلك يظل الرئيس البشير رجلاً ودوداً و(ابن بلد) لا يتأخر عن الناس والمجتمع السوداني في أفراحه وأتراحه ولا يتعالى عليهم، وحباه الله تعالى بملكة تذكر الناس ويناديهم بأسمائهم ويتبسط مع الجميع. هذا الأمر هو التأثير الذي يتركه القادة الأفذاذ لدى جنودهم وهو لا يرتبط بأي التزام أيديولوجي أو سياسي بقدر ما هو تمسك بالقيادة المؤثرة، وأسوق لذلك أمثلة من التاريخ، فمثلاً هناك عدد من الضباط تبعوا المرحوم العقيد عثمان أبوشيبة في انقلاب هاشم العطا، فقط لأنه كان قائداً شجاعاً لهم في بحر الغزال، وكذلك العقيد عبد المنعم الهاموشي في المدرعات وتحاكموا معهم ولم يكونوا شيوعيين أو يساريين، وانطبق الإعجاب نفسه على المرحوم العميد طيار محمد عثمان كرار الشهير بـ(حلايب)، والذي كان مشهوداً له بالشجاعة النادرة.

ولعلنا بالرجوع إلى انتفاضة مارس/ أبريل نتساءل لماذا رفض المجلس العسكري السماح لطائرة الرئيس نميري بالهبوط في مطار الخرطوم، وأغلقوه بالشاحنات رغم أنهم استلموا السلطة، وكان بإمكانهم إنزال الطائرة والقبض عليه، ولكنهم خشوا من تأثيره القيادي على عدد ليس بقليل من الضباط والصف مما ينذر بتكرار سيناريو إعادة نميري الذي حدث في انقلاب هاشم العطا أو حدوث انقسام داخل القوات المسلحة. إن تأثير القيادة القوية الشجاعة والعادلة هو مفتاح الولاء.

الجانب الثاني هو الالتزام وتحمل المسؤولية وهو أمر كبير وجلل فقد ظل الرئيس البشير أكثر الناس التزاماً برأي الجماعة والشورى حتى وإن كان لديه رأي مغاير، وظل يتحمل هو شخصياً أخطاء الكثير من القرارات الجماعية والمؤسسية وحده، وأكررها لك ثانية (وحده)، وينطبق عليه المثل السوداني بأنه (جمل شيل) ولم يتخاذل أبداً أو يرمي باللائمة على الغير وكان الجميع يقومون بلا استثناء بالتسوق في كافة المتاجر ويقوم هو وحده دفع كل الفواتير فلم يكل أو يمل وحتى ادعاءات المحكمة الجنائية استهدفته شخصياً وأطالبك وأطالب أي شخص أن يبرز لي تصريحاً لأي قيادي بالدولة أو حتى التنظيم انبرى وقال (نحن جميعاً مسؤولون وليس الرئيس البشير وحده)، فحينما يكون الحديث عن المكاسب والترشيحات ينبري البعض ليقول إنها ليست من اختصاص الرئيس، ولكنها قرارات مؤسسية وجماعية، أما حينما يكون الأمر متعلقاً بالمسؤولية والمحكمة الجنائية (نسمع جعجعة ولا نري طحيناً)، فالبشير هو المتحمل الأكبر لأخطاء واخفاقات وحماقات الغير لأنه قائد شجاع وجسور وتحمل هذا الالتزام منذ بداية الإنقاذ قبل المفاصلة وبعدها ولولاه لما صمد الذين معه أيام الانشطار الذي حدث بالحركة الإسلامية والتنظيم.

الأمر الثالث هو امتياز الرئيس البشير بالأمانة والتجرد، ونحن لا نلتفت إلى الذين في قلوبهم مرض، ويتناولون الشائعات فالحقيقة التي لا يستطيع أحد أن يأتي بغيرها هي أن الرئيس البشير من أنظف الذين تسلموا مقاليد الحكم في البلاد، ولم تجعله السنوات الطويلة التي تسلم فيها الحكم التي بلغت الـ25 عاماً حاكماً ديكتاتورياً متسلطاً لم يضيق صدره بأي رأي مخالف قيل أمامه حتي إذا لم يوافق عليه وكثيراً ما كنا نجادل بغير ما يرى، ولم يضيق صدره أبداً، ولم يخونا أو يغرب وجه عنا بل أكثر من ذلك هو لديه الشجاعة الكافية والورع الذين لا يمنعانه من تغيير رأيه أو قراره، إذا ما رأى أنه مجافياً للصواب أو به نوع من عدم العدل أو الإجحاف، ولدينا في ذلك شواهد كثيرة لا حصر لها، وهو لا يتردد في اتخاذ قرار حاسم دون مجاملة في مواجهة أي كان إذا رأي فساداً بيناً.

* هل تلك الصفات الثلاثة التي أشرت إليها سابقاً هي كل ما يمييز الرئيس البشير؟

– لا.. توجد صفات وميزات أخرى وهي المتصلة بالصفات القيادية للرئيس البشير، فهو لم يكن محوراً خلافياً، ولم يكن طرفاً في أي من الصراعات التي تدور سواء كانت داخل الدولة والحزب أو خارجها، بل تدور هذه الخلافات من حوله، وكان دائماً يمثل صمام الأمان الذي يأمن إليه الجميع حينما تحتدم الصراعات الجهوية والتدافعات السياسية وغيرها، ولذلك نجد أن هذه الميزة تجعل من الرئيس البشير دائماً محل توافق للآراء واتفاق الجميع حول قيادته وهذا نابع من شخصيته وسيرته وأمانته، كما يتمتع بالحصافة والترتيب الذهني المميز ولماحاً مما يجعله يستوعب الأمور بصورة ممتازة ويصفها في ذهنه بصورة منطقية وهذا الأمر شهد بها الكثيرون من الأعداء والأصدقاء وهذا ما جعله يتميز في مواجهة الكثير من المواقف. ولعل جميع هذه الصفات جعلت من الرئيس البشير بالإضافة لصفاته القيادية وتحمله للمسؤولية، جعلته متمكناً وقادراً على اتخاذ قرارات إستراتيجية مهمة رغم المحاذير في الوقت المناسب، وأثبتت الأيام أنها كانت قرارات صائبة ووقتها لو فت في عضده ولم يصدر تلك القرارات لربما حدثت كوارث لا يعلم إلا الله تعالى مداها.

* أنت تتحدث عن قرارات إستراتيجية.. هل بإمكانك إعطاءنا أمثلة لها؟

– كثيرة هي، ولكن أذكر بعض الأمثلة مثلاً خلال جولة المفاوضات التي أعقبت التوقيع على بروتوكول ميشاكوس قامت الحركة الشعبية باحتلال توريت حينها أمر الرئيس البشير منفرداً وأشدد لك “منفرداً” بإيقاف التفاوض فوراً وعدم الرجوع لمائدة التفاوض مرة أخرى قبل استعادة القوات المسلحة لتوريت. وقد جوبه هذا القرار وقتها داخلياً وأقصد داخل الحكومة والحزب الحاكم، من الذين كانوا يرون وجوب وضرورة الاستمرار في التفاوض وعدم الانجرار لهذه الأشياء وتركها جانباً ولكن الرئيس البشير أصر على تنفيذ توجهاته إصراراً شديداً، وفي تقديري أنه كان محقاً في ذلك لأنه لولا حدوث هذا الموقف منه لمضت المفاوضات في منحى آخر ولما استطاعت بلوغ نهاياتها التي وصلتها لاحقاً، حيث أصر الرئيس على هذا الأمر وتمسك به رغم تلك الضغوط الداخلية الكثيفة داخل الحكومة والحزب الحاكم، من الذين يودودن الاستمرار في المفاوضات، ورغم ذلك تمسك البشير بموقفه وأثبتت الأيام بأنه كان محقاً في ما اتخذه من قرار.

وأسرد لك موقفاً آخر في أعقاب انفصال الجنوب واندلاع الحرب بين الشمال والجنوب وأثناء التفاوض رغب البعض في استمرار تدفق البترول أثناء المفاوضات واعترض الرئيس اعتراضاً كبيراً على ذلك وأصدر قراراه وأمره وتمسك بموقفه وهذا كان قراراً إستراتيجياً بأنه لن تمر قطرة بترول واحدة إذا لم يتم الاتفاق على كل القضايا وهذا القرار كان لديه تأثير إستراتيجي واضح بالرغم من المنتقدين وغيرهم تساءلوا عن أسباب حرمان أنفسهم من عائدات البترول، حيث كانت الرؤية الإستراتيجية حيال هذا القرار واضحة باعتبار أن هذا العائد للشمال والجنوب وضح أنه يسهم في تغذية الحرب بدلاً من إيقافها، ولذلك كان القرار الإستراتيجي حرمان الشمال وكذلك الجنوب من هذا العائد هو العامل الحاسم لإيقاف هذه الحرب، وإلا لذهبت جميع أموال تلك العائدات لتغذية الحرب بين البلدين بجانب بعض القرارات خلال التفاوض بربطه فتح الحدود بين دولتي السودان بتحديد الخط الصفرى، وأذكر أنه تصادف وجودي بأديس أبابا أثناء التفاوض، وكان يرأس وفد السودان وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين وجاءني دينق ألور للاستعانة بي لإقناعه بضرورة تليين موقفه بحكم علاقتي به، فقلت له أنتم تضيعون وقتكم هذا ليس موقف شخصي من عبد الرحيم ولكنها تعليمات الرئيس ولن يستطيع تغيرها فالأفضل لكم أن تتعاملوا مع الأمر ولا تحوموا حوله. قد نجد بعض الناس يعتبرون الرئيس متشدداً في تلك المواقف ولكنه في الحقيقة ليس تشدداً، وإنما يعبر عن رؤية إستراتيجية ثاقبة، فلولا اتخاذ تلك القرارات لما مضت الأمور كما يجب أن تسير.

* رغم رؤيتك الإيجابية عن الرئيس البشير إلا أن البعض يعتبره المسؤول الأول عن اختيار جنوب السودان للانفصال؟

– الحديث عن انفصال الجنوب يشوبه كثيرٌ من النفاق السياسي، أن بويضة السودان قد انشطرت لتوأمين متماثلين قبل الاستقلال منذ أغسطس 1955م، ولذلك أصبحت البلاد مكونة من جنينين يستحيل أن يصبحا كياناً واحداً، ولكن الخيار أما توأمين متماثلين يتربيان ويعيشان سوياً وأما أن يفترقا ويعيش كل منهما في بيئة مختلفة. وهذا هو واقع الحال وفي تقديري أن كل ما حدث لاحقاً هو تأخير لما تطور لاحقاً بانفصال الجنوب، وهذا التأخير أدى إلى نزيف دموي واقتصادي، وحينما أقول ذلك فليس المقصود بحديثي هذا التقليل من الذين كانت لديهم دوافع وطنية مؤمنون فيها بوطن واحد ولا أذيع سراً بأنني كنت أحمل هذا الرأي، حينما كنت بالسلطة وكنت رغم ذلك أقاتل بشراسة هناك لأن ذلك هو واجبي كجندي فوقتها كان رأيي أننا نقاتل أناساً يؤمنون بأنهم أصحاب قضية ولا يملك أي شمالي كان سياسياً أو عسكرياً أن يملي على شعب الجنوب مصيره، وأعتقد أن السياسيين الذين يتحدثون عن الانفصال بالكيفية التي ذكرتها في سؤالك يمارسون النفاق السياسي ويفتقرون الرؤية الواقعية لما يحدث، فالجنوبي العادي خلال سنوات القتال كان لديه هدف يتمثل في وجوب انفصاله بغض النظر عن اتفاقنا مع ذلك الاعتقاد أم لا، في النهاية هذه رؤى وتطلعات من حملوا السلاح في الجنوب ما تبقى وقتها هو التحلي بالإرادة السياسية. ونحن حينما كنا نقاتل بشراسة ولم نكن جبناء وأطلقوا علينا في بعض الأحيان لقب (آلهة الحرب) كنت أعتقد مخلصاً أنه يجب التوصل لاتفاق سياسي مهما أفضى أو انتهى إليه بل كنت قد صدحت برأيي في وقت من الأوقات في التسعينات، بأننا يجب أن نسلم الجنوب للأمم المتحدة ليقرر أهله مصيرهم وأذكر وقتها أن بعضهم نظر إليّ شذراً ولكن في حقيقة الأمر لا نستطيع أن نجبر أهل الجنوب على تبني خياراتنا، ونحن لسنا متسعمرين وصحيح أن بعض المسائل أصابنا منها الضيم كادعاءات الاضطهاد الديني والرق وغيرها، ولكن الحقيقة هي وجود شعب جنوبي يريد الانفصال، فلماذا لا ينفصل؟

* مقاطعة.. لكن حديثك يجابه بمنطق آخر من القوى السياسية خاصة المعارضة التي تحمله مسؤولية هذا الانفصال باعتباره الحاكم الذي انقسم السودان في عهده إلى بلدين؟

– أعتقد أنه شرف للرئيس البشير بانفصال الجنوب باعتباره اتخذ القرار الشجاع المشرف الذي جبن السياسيون الآخرون على اتخاذه، وهو اتخذه بشجاعة وشرف الجندي الذي أدى واجبه القتالي في الجنوب وفي الوقت الذي حكمت فيه الأحزاب وتم إهمال الجيش وتوالت عليه الضربات في الثمانينيات كان النصر الوحيد الذي تم هو في غرب النوير بقيادة العميد عمر البشير. جميع السياسيين في السودان الذين يتحدثون حديثاً نظرياً عن الجنوب لم يتشرفوا بقضاء ليلتين كاملتين في أرض الجنوب ولم يعيشوا فيه. إنها محمدة للرئيس البشير وليست مذمة في حقه بانفصال الجنوب في عهده إذا ابتعدنا عن النفاق السياسي. أن جميع القوى السياسة المعارضة قد أقرت في أسمرا في عام 1995م حق تقرير المصير لجنوب السودان (وهي تعني بلا منازع الانفصال) وأقول هذا أيضاً والأمر يمتد إلى نائبه الأول علي عثمان محمد طه الذي كان يقوم بالتفاوض والذي أصابته أيضاً الألسن والتهم في ما يتعلق بانفصال الجنوب باعتباره متسبباً فيه وفي تقديري هذه تهمة ليست صحيحة وفي غير مكانها فهو كان ينفذ ما اتفق عليه وبات سياسة واقعية للسودان.

ومن الضروري أن نذكر حقيقة تتمثل في موافقة الدولة على بروتوكول ميشاكوس الأول حينما كان د.غازي صلاح الدين هو من يقود المفاوضات وليس علي عثمان وبالتالي ذلك كان هو الاتجاه وأفضى إلى تقرير المصير، بل وقبلها كان هذا هو الاتجاه منذ توقيع الدكتور علي الحاج اتفاقي فرانكفورت، وفي اعتقادي أن د. علي الحاج رجل يتمتع بحس عال من الذكاء والنقاء والحس الوطني الملتزم وهو عندي من أفضل الذين عملت معهم في العمل العام. فلا يمكن المتاجرة بهذا الأمر وبنفاق سياسي ويتم إعداده وإدخاله في إطار المسؤولية والخيانة وغيرها، فالذين اتخذوا ذلك القرار شجعان، لأن الجنوب كما ذكرت لك سابقاً منفصل منذ اندلاع التمرد الأول في أغسطس 1955م قبل نيل الاستقلال ومن المهم هنا القول إن هذا لا ينفي وجود أخطاء حدثت في نصوص اتفاقية نيفاشا أو تطبيقها.

-نواصل-

طالع في الحلقة الرابعة غداً

أحلام وأوهام الوحدة لبعض المسؤولين أفقدت السودان كل شيء وجرتنا للحرب مجدداً

(الترتيبات الأمنية) قاصرة وأبعدت رؤية القوات المسلحة وهي سبب الأوضاع الحالية

لم يعترض قرنق أو دانفورث خلال اجتماع مجلس الأمن بنيروبي على أي من مطالبنا

التوقيع على بروتوكول (أبيي) أضعف موقف السودان في هذه القضية

كان علينا (قبض الثمن) ومعالجة كل مشكلاتنا الخارجية قبل توقيعنا على نيفاشا

تم إبعادي وتغييبي بشكل متعمد وقلت رأي ولكن (المكتولة ما بتسمع النصيحة).

االصيحة

Exit mobile version