نشأته ككل الشباب وسط أقرانه، يخالج أشياءه المحيطة من حوله ليتحسس معالم الحياة في كل يوم بتجربة جديدة، يهم نشاطاً لمحفز، ويثبط جماحه لحزن، يشارك الكل في أفراحهم واتراحهم، قطعا كان تمييزه وسط أقرانه بذلك التقدير الذي يكنه له الكل من حوله، مر بكل مراحل الدراسة بتفوق نظير ترتيبه لأشيائه، ولكن عند دخوله لمرحلة تحسس ذاته في رحلة المستقبل انقلبت التفاصيل رأساً على عقب، كان في دردشة على عجل مع “التيار” يحكي فيها ما مر به علها تكون عظة وعبرة لغيره، بدأ بالحكي وقال الشاب (م:ع): بدأت قصتي مع الإدمان فور دخولي إلى الجامعة، وقبل ذلك سبقتها كثير من التفاصيل؛ فمن قبل كنت منتظما في دراستي ومواظبا على صلاتي إلى نهاية السمستر الأول من السنة الأولى، بين تلك التفاصيل كنت على معرفة بفتاة والتي منها اقتضت الأشياء حراكها، لسبب ما تركتني وبعدها بفترة تزوجت بشاب غيري، حينها شعرت بأن الحياة لا تعني لي شيئاً، فقد ضاعت طلاسم الأشياء التي كانت تثبتني قليلاً، حاولت أن نسيانها ولم استطع فعل ذلك، ثم مر الوقت وتعرفت على مجموعة من الشباب يدرسون معي في الجامعة، ولكن في مجال آخر شرحت لهم قصتي، وبدورهم قالوا: لي انساها وعيش حياتك والبنات كتار غيرها،، ومن هنا بدأت التقي بهم كل يوم حتى علمت بأنهم مدمنون ونفس هنا ونفس هناك، شيئا فشيئا بت أعمل بأفعالهم إلى أن صرت مثلهم واتعاطى باستمرار، على ما ذكر أنني جربت كل أنواع المخدرات إلى أن ساءت حالتي النفسية وكثرت مشاكلي مع أفراد أسرتي، خاصةً مع أمي التي عرفت أني أصبحت مدمنا، وباتت ترفض أن تعطيني المال حتى لجأت إلى أخواتي، ولكنهم ايضاً رفضوا بأمر من أمي إلى أن منها تعلمت السرقة كي اشتري مزاجي من المخدرات، “ومن بين دموعه” قال لي: اتعلمي في طوال تلك الأيام تعديت بالضرب على أمي وأخواتي أكثر من مرة، “بتحسر” تنهد وقال: الآن ضاع مستقبلي الدراسي وتخرج كل أصدقائي وتوظفوا وتزوجوا وأنا مازلت على حالتي، إلى أن قررت مؤخراً اللجوء إلى العلاج، وبفضل من الله تحسنت حالتي كثيراً وعدت بعد غيبة إلى ربي وأسرتي، لذا امد بنصيحة مني للشباب أن يحلوا مشاكلهم بعيداً عن المخدرات وأن يستشيروا كبارهم في هذه الأمور وأن يبعدوا عن أصدقاء السوء.
الرعاية
بدورنا استطلعنا العديد من أولياء الأمور وقفا منا على تلك الظاهرة التي بدأت تستشري، كان أول محدثنا (عمر حسن) الذي قال بأن السبب الرئيسي في الإدمان هو غياب الأسرة بدءا بدور الوالدين في الرعاية، فيتوجب على الأهل احتواء أبنائهم والتعرف عليهم وعلى طبائعهم.
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته
أما )خالدة( حسن فقالت: علينا أن لا نقف موقف المتفرج بل علينا أن نشارك بكل قوة في محاربة هذه المخدرات فعلى الآباء والمربين وأولياء الأمور مراقبة أبنائهم والتقرب منهم لكي لا يضيعوا في هذا الزمن المبعثر وكونوا لهم القدوة والمثل الأعلى واحتوائهم في أوقات الشدة، وعلينا أن نحمي مستقبلنا من الضياع والتدهور وضياع الأمل في الحياة وكل هذه المواد مؤامرة لإبعاد المسلمين من الدين الإسلامي.
التيار