ظواهر اقتصادية: التسوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. خد وهات

لم تكثرث الموظفة منال يوسف العاملة بأحد البنوك لعملية التسوق التي كانت تنتظرها فهي ترغب في تجديد بعض أغراضها الشخصية وشراء بعض الاحتياجات المنزلية من أدوات للمطبخ ومفروشات ورغم ضيق الزمن لكونها موظفة ينتهي دوامها في وقت متأخر والتزاماتها الأسرية لم تستغرق عملية الشراء سوى نصف ساعة فقط بعد أن فتحت منال جهاز الحاسوب الخاص بها ثم حسابها على الفيس بوك لتتم عملية الاختيار وتحديد الأسعار والاتفاق على عملية التوصيل، ما تفعله منال هو ما تمارسه مئات النساء من العاملات وربات المنازل ولذا أصبح التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي مطلبا مرغوبا لشريحة كبيرة من المجتمع.

على موقع الفيس بوك الشهير تعرض عشرات من المنتجات الخاصة بالنساء من ملابس وإكسسوارات وعطور بالإضافة إلى ملابس الأطفال والأدوات المنزلية والأثاثات بيد أن الملاحظ أن كل ما يعرض على هذه المواقع تقوم بعرضه نساء يعملن في مهنة التجارة ويقمن بشراء البضائع من خارج السودان وما أن تصل البضاعة حتى يتم عرضها عبر صور وتحديد الأسعار عليها وهنا تدخل الراغبات في الشراء للاتفاق على عملية البيع والتوصيل وهذه عملية تختصر الزمن في التسوق مقارنة بالتسوق المباشر الذي يتم في الأسواق والذي يستنزف وقتا كبيرا قد يصل إلى أكثر من خمس ساعات بالإضافة إلى الزمن الذي يستغرقه الوصول إلى الأسواق عبر المركبات العامة أو الخاصة .

بيد أن ثمة ملاحظات على عمليات التسويق التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بعض المتسوقات واللائي يشتكين من بعض الإشكاليات المصاحبة إلا أنهن في نفس الوقت أكدن على أن عملية التسوق في الفيس والواتس تعمل على اختصار الزمن وذلك ما أكدته (نهى فتح الرحمن) اختصاصية التغذية في أحد المستشفيات الخاصة التي قالت إن التسوق عبر الفيس والواتس اختصر للنساء العاملات وقتا كان يتم إهداره في الأسواق بالإضافة إلى أنها ومن خلال (كبسة زر) –على حد قولها – تستطيع متابعة أحدث الصيحات في الملابس والاحتياجات الأخرى مما يجعلها مواكبة لخطوط الموضة وفي ذات الوقت فإنها تشتكي من ارتفاع الأسعار مقارنة بالأسواق وعدم مطابقة البضاعة التي تصل للزبائن في كثير من الأحيان لما تم طلبه مما يكون مثار جدل بين التاجر والزبون.

ما قالته نهى أكدته (ماجدة محمد الحاج) التي تعمل في إحدى الرياض الخاصة بخصوص الأسعار التي قالت إنها ترتفع بأكثر من الضعف مقارنة بالأسواق وأشارت في ذات الوقت لأن الزبائن يتحملون تكلفة ترحيل البضاعة.

أما اللائي يعرضن بضاعتهن على مواقع التواصل الاجتماعي فتحفظن على الاتهامات التي أدلى بها الزبائن وأكدن في حديثهن لـ(أرزاق) أن تكلفة البضاعة في الأصل مرتفعة خاصة في ظل تذبذب أسعار الصرف وارتفاع الرسوم الجمركية الأمر الذي يجعل سعر البضاعة مرتفعا، ورفضن في ذات الوقت تحمل تكلفة الترحيل وقلن إنهن لا يمكن أن يتحملن الخسارة بأي حال من الأحوال

اليوم التالي

Exit mobile version