{ أم كلثوم المصرية .. كانت هي سيدة الغناء العربي .. وحققت من الشهرة وحظيت بالإحترام بشكل لم تسبقها عليه أية مطربة أخرى وقد زارتنا في السودان وغنت على خشبة المسرح القومي .. أيام الحكومة الوطنية التي كان على رأسها الزعيم إسماعيل الأزهري ..وإستقبلها في المطار يوم وصولها الخرطوم وزير الثقافة والإعلام وقتذاك عبد الماجد أبو حسبو ولفت الأنظار أنه قبّل يدها .. وأجرى معها حوارا في التلفزيون أستاذنا الجليل البروفسيور علي محمد شمو وحكايات كثيرة تروى عن أم كلثوم .. وهي التي غنت أيام جمال عبد الناصر (أعطني حريتي .. أطلق يديّ .. إنني أعطيت ما إستبقيت شيئا) وكانت تعني بذلك إعتقال صديقها الأستاذ مصطفى أمين وقال مصطفى ان أم كلثوم إتصلت به في السجن وطلبت منه أن يستمع لها في المساء .. فأرسل لصاحب المقهى الذي كان قريبا من مبنى السجن وطلب منه أن يجعل الراديو مفتوحا حتى يستمع له من نافذة زنزانته.
وماتت أم كلثوم بكل عظمتها ومكانتها .. ورحلت عن هذه الدنيا الفانية .. وفي السودان أسفنا لذلك وحزنّا مثل كل العرب لكننا حمدنا الله لأنه ولدت عندنا سيدة الغناء السوداني السيدة الفضلى ندى القلعة .. التي إستطاعت أن تلفت إليها الأنظار وتحقق الإنتشار .. وقد كنت في بدايتها قريبا جدا منها وهي تعلم تمام العلم أنها كانت تزورني في كل يوم من العاشرة صباحا في عمارة التوحيد التي يملكها المرحوم التجاني محمد ابراهيم في مكتب إبنه الزاكي أيام أن كان وكيلا لسجاير حجار ويستورد حليب الهلال .. وبالمناسبة زعيم أمة الهلال الطيب عبد الله كان له مكتب في نفس العمارة .. وأتاح لي ذلك أن أجري حوارات عديدة مع ندى القلعة .. زاد عددها عن العشرة .. وأصبحت صديقا مقربا منها وصرت مستشارها في كل شئ وأؤكد أنني جعلتها تحقق الكثير .. وفي آخر إتصال هاتفي لها معي قالت لي ان والدها في طريقه إلى السودان من الولايات المتحدة الأمريكية التي كان يقيم بها .. وهو طبيب وقبل أن يغادر السودان طلب أن تدخل ندى القلعة كلية الطب .. لكن ندى إختارت الغناء .. وأعتقد أنها حققت نجاحا في مجاله .. ويكفي أنه قد أصبحت لها عمارة في جبرة .. وعربة ليكزس .. هدية من شريف نيجيريا الذي غنت له:
الشريف مبسوط مني
عشان أنا بريد فني
والشريف المعني الذي زال .. لا يعرف كما علمت الفرق بين ندى القلعة وأفراح عصام وريماز وصباح عبد الله .. وكانت ندى القلعة تخشى من عودة والدها فطلبت منها أن تضع أمام سيادته كل شرائط الكاسيت وتقول له أنها تزوجت وأنجبت .. ولا أدري ماذا حدث .. لكن الذي أعلمه تمام العلم هو ان أهل والد ندى القلعة بالخرطوم بحري رفضوا إستقبالها وقالوا لها أنهم يعرفون أنها إبنتهم لكنهم لا يريدون أن تربطهم بها أية صلة .. ووالدها له منزل في كافوري .. يمكن أن تأخذ حقها منه في أي وقت بعد أن يتوفاه الله.
{ والخلاف الذي حدث بيني وسيدة الغناء السوداني سببه إتصال هاتفي أجرته معي قالت لي فيه أنها قررت أداء فريضة الحج وبعدها سترتدي الحجاب وربما تعتزل الغناء وكان طبيعي جدا أن أقوم بنشر ذلك على صفحات صحيفة (الدار) فغضبت ندى القلعة وإتصلت بي محتجة .. وقالت لي ان ذلك ليس في مصلحتها وأن ما قالته لي لم يكن للنشر وهذه هي مشكلتنا دائما كصحفيين لأن النجوم الذين نتعامل معهم لهم كل يوم رأي .. وقطعت صلتي بها من ذلك اليوم وتألمت بعدها لأنها رفعت قضية ضد الصحيفة ووقفت بلا حياء أو خجل معنا أمام المحكمة .. ولعل هذا هو ما دفعني للقول يوم زواج إبنتي أنني أرحب بكل الفنانين في الحفل الذي أقمناه عدا ندى القلعة .. التي حققت بدون شك إنتشارا كبيرا وصارت مرغوبة لكن لم تعد لي معها صلة ، لكنها إختفت أخيرا عن الأنظار ولم تعد على نحو ما كانت عليه .. ولا أدري هل سبب ذلك تقدمها في السن أم انها أعلنت الإعتزال .. والحمد لله ظهرت إنصاف مدني .. وإستطاعت ان تبسط سيطرتها ليس بالاوركسترا .. ولكن بالدلوكة.