لابد من خلق تواصل إيجابي مع عموم رجال الشرطة ورجال المرور تحديدا.. فمن الواضح أن أصابع خفية ما تحاول أن تفت في عضد المؤسسة الشرطية لأسباب غير معلومة لي تحديدا! وهنالك سؤال كثيرا ما يطرأ على بالي عن سبب عدم تعيين وزير للداخلية من داخل الكيان الشرطي حتى الآن!!! فأنا على قناعة تامة من أن المؤسسات العسكرية لا يصلح لإدارتها إلا أولئك الذين خبروا مضامينها ومارسوا رسالتها عمليا، على أن تظل محتفظة بقوميتها بعيدا عن أي أبعاد سياسية أو حزبية أو جهوية!
وشئنا أم أبينا. اتفقنا أو اختلفنا تظل الشرطة السودانية في تطور مضطرد وملحوظ.. ودونكم ارتفاع معدل الأمن وانحسار الجريمة الذي يحيطنا ولا نشعر بقيمته الفعلية داخل ولاية الخرطوم! مع العلم بأن هنالك عدة مدن في ولايات كبرى بلغت حدا من انعدام الأمان حتى باتت تشتريه!! نعم.. بعض المدن المتاخمة لخط التماس يدفع مواطنوها رسوما مادية لدعم بسط الأمن، ويظل مواطنوها في ترقب دائم لحتفهم لذلك يقدرون قيمة الطمأنينة التي لا قيمة لها عندنا!!
وبالعودة للموضوع الرئيس أناشد قيادات شرطة المرور وضباطها العاملين في الإدارات والأقسام وأولئك المرابطين على نقاط الارتكاز ضرورة خلق علاقة ودودة تشوبها (رحمة الكاكي) وإخاء الإنسانية مع ضباط الصف والجنود العاملين تحت إمرتهم. فهم يقعون ضمن حدود مسؤولياتهم بظروفهم العصيبة وبساطتهم في كل شيء. وحتى أولئك (الشفوت) منهم تجدنا جميعا معنيين بترويضهم وتقويتهم حتى لا يتسببوا في مزيد من الانطباعات السالبة والصور الذهنية المتطرفة تجاه المرور.
وليس بالضرورة أن يكون الأفراد دوما على خطأ والمواطنون على صواب أو العكس. لذا وجب أن يتحرى المعنيون في كل الوقائع والشكاوي التي ترد إليهم حتى لا يظلموا أحدا وإن كان منهم فيبذروا الحنق في النفوس وتتسع الفجوة بين أفراد الفريق فتتبدد الجهود ويتراخى دولاب العمل وتطفو (المواكدات) والخلافات إلى السطح ويضيع بينهما العمل الرسالي.
رجل شرطة المرور بالمقابل عليه أن يكون واسع الصدر والبال.. شديد الصبر.. واعيا لجوهر عمله وأهدافه دون أن يكون همه الوحيد إنقاذ التعليمات وإهدار الوقت فحسب، كما على جميع رجال الشرطة وكافة القوات النظامية والقيادات أن يتذكروا أن سطوتهم وسلطتهم لم تدم لأحد قبلهم ولن !
وأن الشرطي الرسالي الحقيقي هو الذي يجعل البزة العسكرية تزهو بأخلاقة وجمال روحه وبشاشته. لا أن يزهو هو بها ويستغلها ضد الآخرين.
وأخيرا.. يبقى الحديث ذا شجون. والمتأمل في دهاليز هذه المؤسسة الشاملة سيجد الكثير المثير من المسكوت عنه، والذي أرجو أن نجد دائما السوانح لعرضه ومناقشته بكل احترام، فالمحزن أن الكتابات المتعلقة بالشرطة كثيرا ما تجد النقد وللأسف من بعض الذين كانوا يوما منها وأصبحوا لسبب ما خارج الخدمة وهو ما يجعلنا نرثي لحالهم ونحمد الله على كونهم لم يعودوا معنيين بتقديم أي خدمات لنا كمواطنين.. فمن لا يملك الولاء والاحترام لمؤسسته لا يمكن أن يكون إيجابيا تجاه أحد والعياذ بالله.
تلويح :
أرجو أن يحاول الجميع ترميم الهوة الافتراضية.. وخلق علاقة تكاملية… وتقديم خدمة رسالية.. هذا مع تحية الإسلام والتحية العسكرية !