في انتظار عودة (الجنوب).. في انتظار الشفافية !!

1
جاء في أخبار الأمس أن وفداً من سفراء (ترويكا) وهي دول الولايات المتحدة، بريطانيا والنرويج أجروا مشاورات حول الأوضاع بدولة (الجنوب) مع مسؤولين من حكومة السودان بين (القصر) والخارجية، حيث التقوا مساعد الرئيس بروفيسور “إبراهيم غندور” وآخرين .
وبالتأكيد هي مشاورات متأخرة جداً، وكان أجدر بالسادة (الخواجات) رعاة (انفصال) جنوب السودان عن شماله، أن يشاوروا حكومة السودان قبل العام 2011، وليس في مارس 2015، ليفهموا أن تقارير (المخابرات) ومذكرات وحملات المجموعات (الكنسية) و(الصهيونية) في أمريكا وأوربا، لا تبني دولة، ولا تحقق استقراراً وأمناً ورفاهية لأكثر من (10) ملايين (جنوبي) تبعوا “سلفاكير” و “مشار” و “باقان” إلى المجهول بوصاية ذات “الترويكا”.. قاتلهم الله جميعاً .
لقد أتيتم متأخرين – يا أصحاب السعادة.. السادة السفراء الموقرين – وفي بعض الحالات، لا علاج بعد التأخير. انتهى الزمن .
العلاج الناجع لا ينبغي أن يكون طرفه سفراء ومناديب دول (الخراب) التي سعت ونفذت مشروع تقسيم السودان لدولتين، ولكننا ننتظر العلاج من (أصحاب الوجعة).. شعب الجنوب الذي خدع وغرر به، فلينتفض كما انتفض (الألمان الشرقيون)، واندفعوا ناحية جدار “برلين” الذي ظل يفصل بالخرصانة الممتدة بين (الشرقية) و(الغربية) لعقود طويلة، فهدموا (الحائط) وحققوا الوحدة بين الألمانيتين بقرار سياسي شجاع واستثنائي كان بطله زعيم ألمانيا الغربية “هيلموت كول” !!
ننتظر ثورة شعب الجنوب ضد “سلفا” و “مشار” والمطرودين من السلطة “باقان” و “ألور” و”لينو” وصحبهم .. وإعلان الوحدة من جديد مع شمال السودان، رغم أنوف (الانفصاليين) المخربين.. هنا وهناك .
2
أصدرت الأمانة العامة لمجلس الصحافة والمطبوعات تقريراً (مرتبكا) عن حالة انتشار الصحف للعام 2014 قدمته بين يدي اجتماع المجلس، وأرسلته إلى إدارات الصحف، مخالفاً لما جرت عليه العادة بإعلان نتائج التحقق من الانتشار عبر تقرير مفصل وبالأرقام في مؤتمر صحفي !!
لماذا هذه العجلة وهذا الارتباك؟! لماذا سكت المجلس عن ترتيب الصحف من الصحيفة (السادسة) إلى الصحيفة (الطيش)، إعمالاً لمبدأ الشفافية الذي كان المجلس يحاول جاهداً – رغم الضغوط من هنا وهناك – تحقيقه أو تمثله.
لقد خاطبنا أمين المجلس كصحف، طالباً مراجعة تفاصيل التوزيع للأشهر الـ(12) من العام 2014، والرد خلال أسبوعين بالتصحيح أو الإجازة للمعلومات الواردة في تقريرهم، علماً بأن خطابهم لم يحمل (تاريخا)، وبالتالي لم نعرف متى تبدأ فترة السماح ومتى تنتهي، لكننا اجتهدنا ورددنا عليهم في وقت وجيز، وحوى ردنا تصويباً لرقم أعطانا (أكثر من حقنا) !! وقلنا لهم إن الكمية (الموزعة) في شهر من الشهور – حسب تقريركم – أعلى من الكمية (المطبوعة)!! وهذا مستحيل طبعاً !!
المهم.. ابتسر المجلس تقريره لهذا العام، ربما لظروف نقل الأمين العام إلى وزارة الخارجية وإعادة تشكيل المجلس، وبالتالي – وكعادة السودانيين – سعى للخروج من (الحرج) مع بعض الناشرين وترضية هذا وذاك، كما فعل العام الماضي بنشر تقرير عن توزيع الصحف للعام 2013 وأضاف ملحقاً سمَّاه تقرير التحقق من الانتشار لـ(الربع الأول) من العام 2014 !!
وقلت لهم يومها وفي هذه المساحة: وماذا عن الربع الثاني والربع الثالث والربع (الخالي) !!!
جاء تلخيص المجلس هذا العام لوضع انتشار الصحف كالآتي مختصراً في سطرين :
الأولى صحيفة كذا ثم كذا فكذا.. فكذا.. فكذا. ( (5) صحف من مجموع (29) صحيفة سياسية شاملة)!! طبعاً دون ذكر للربع الأول من العام 2015 !!
ولأنه تقرير مضطرب، فإنني لم أشر للصحف (الخمس) الأوائل ومن بينها (المجهر السياسي) بالتأكيد، ولكنني أقول وتعضيداً لتوضيحي السابق حول الارتباط الوثيق بين كمية المطبوع ونسبة التوزيع، وإلا الدخول عاجلاً لسجن الهدى – عنبر الشيكات (حمانا الله وإياكم وفك أسر المعسرين)، أؤكد جازماً وقاطعاً – وأعتقد أن مصداقيتنا عند قرائنا في مكان سامق – أن: الصحيفة الأولى طبعت أمس وباستمرار خلال الأشهر الأخيرة (34) ألف نسخة .
الصحيفة التي قيل إنها ( الثانية ) طبعت (17) ألف نسخة !!!
صحيفتكم (المجهر) طبعت (22) ألف نسخة .
نحن مع الشفافية ولو طبعنا (ألف) نسخة، لقلناها .
وإذا نظرنا في التراجع الذي لازم (جميع) الصحف بسبب ضيق الأوضاع السياسية والاقتصادية، والتضييق على الصحف، فإننا نلاحظ أن الصحيفة الأولى كانت تطبع العام الماضي نحو (70) ألف نسخة في اليوم وهبطت الآن إلى (33 ــ 35) ألف نسخة .
بينما هبطت (المجهر) وهي (الثانية) من (30) ألف إلى (21ــ 23) ألف نسخة، ويبدو واضحاً أن حالة التصدع التي أصابت صحف كثيرة؛ مما اضطر المجلس إلى حجب تفاصيل النتيجة، لم تتأثر بها صحيفتنا بنسبة كبيرة .
وبالتأكيد فإن أرقام التوزيع التي (تصنعها) شركات توزيع تابعة لذات الصحف هي محل ريبة وشكوك لا مكان لها في سوح الشفافية.. (الفي يدو القلم ما بكتب نفسو شقي) .
سادتي.. متى تتجاوزون مربع (المؤامرات الصغيرة) التي ما قتلت ذبابة؟!!

Exit mobile version