حزب المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم في حاجة ماسة إلى معالجات عاجلة في تركيبته (القيادية) ليصبح فاعلاً وقادراً ومواكباً لمستوى الفعل والحراك السياسي في ولاية تجمع ثلث سكان السودان وكل قادته ورموزه السياسية.
إلى ما قبل أسبوعين لم أكن أعلم من هو نائب رئيس الحزب في الخرطوم، بمعنى آخر من هو “غندور” الولاية؟!
ولما علمت أن خليفة الراحل “مندور المهدي” هو الأستاذ “كامل مصطفى” أمين قطاع الطلاب المركزي الأسبق، أرسلنا له مندوباً من (المجهر) ليحاوره، ويعرف به الناس، فاعتذر.. زاهداً، وأحاله إلى رئيس القطاع السياسي الأخ “عمر باسان” الذي يشغل في الوقت ذاته منصب وزير التخطيط الإستراتيجي!
السياسي يحتاج للإعلام ليس لتلميع نفسه ليصبح (والياً)، إذا كان (معتمداً)، ولكن ليحدث الشعب عن فكرة حزبه وبرنامجه ومشروعاته، ويدافع وينافح بالحق عن ما يعتبره آخرون من ذات الشعب أخطاء وتجنيات ومظالم.
رئيس القطاع السياسي نفسه التي تمت الإحالة إليه باعتباره (فيلسوف ) الحزب، لا نعلم عنه شيئاً سوى أنه كان مديراً عاماً لصحيفة الحزب (الرائد) التي أغلقت أبوابها مخلفة خسائر مليارية تكبدتها خزانة الحزب الحاكم على دفعات!!
كل ما هناك أن بعض (الكبار) الذين مضوا إلى حال سبيلهم (عليهم يسهل وعلينا يمهل)، شوهوا مؤسسات الحزب والحركة الإسلامية وما زالت آثار التشوهات وتداعياتها مستمرة، بتعمدهم إبعاد أصحاب الرؤى والأفكار والآراء القوية والدفع بمن يسمون (أولادهم) في مواقع سياسية وتنفيذية متقدمة، قبل أن تشتد أعوادهم، ويتدرجوا عبر مراحل الترقي الطبيعي في هياكل الأجهزة والمؤسسات العامة.
و (أولاد) فلان وعلان من (المركز العام) إلى الولايات ما زالوا يعبثون بسياستنا واقتصادنا ورياضتنا وثقافتنا.. وكل شيء والنتيجة هذا الهزال الحزبي والضعف الإداري والتنفيذي البائن!!
بالأمس نفى حزب المؤتمر الوطني بالولاية أقوالاً منسوبة لأمين إعلام الحزب، وزير الدولة الأستاذ “ياسر يوسف” تم نشرها في الموقع الإلكتروني للحزب بالولاية، قبل أن تلتقطها بعض الصحف!!
وأن ينفي الحزب ما ورد بموقعه الإلكتروني.. هذه (جديدة لنج) !! فقد كان معتاداً أن تنفي قيادات الحزب والدولة ما تنشره الصحف، مطالبة إياها بتوخي الدقة والأمانة والموضوعية!!
فهل قال “ياسر يوسف” إن الذين قاطعوا الانتخابات هم (أراذل القوم) أم لم يقل؟! هل ما ورد بالموقع من بنات أفكار وخيالات محرر إعلام الحزب.. أم (هاكرز) هاجم موقع الحزب الحاكم ونسب لأمين الإعلام المركزي ما نسب من إساءة لا تليق بمقاطعين أكارم من وزن الشيخ “حسن عبد الله الترابي” والإمام الحبيب “الصادق الصديق المهدي”؟!!
هذه الاهتزازات الحزبية تحتاج إلى تدخلات وجراحات من البروفيسور “غندور”، فالحزب الذي خرجت جماهيره بمئات الآلاف في الجزيرة على جراحاتها، والقضارف وجنوب كردفان وغرب دارفور، ما يشير لعمل كبير منظم بذله نائب رئيس الحزب المركزي، لا يناسبه ما يحدث بالخرطوم وبعض الأمانات المركزية.