خالد حسن كسلا : في يوم المرأة «السلعة» و «العورة»!!

في مناسبة ما يسمى يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام ميلادي، استنطقت «ألوان» في حوار نشرته أمس في ذات يوم المرأة الناشطة و «الشاطحة» المصرية فريدة النقاش حول أحوال المرأة بصفة عامة الآن. ومما قالته فريدة كان فريداً من شخصية «ليبرالية» أو متحررة.. فقد قالت بأن «الليبرالية ترى المرأة سلعة».. انتهى.
وطبعاً لم يتجرأ شخص يحمل مفاهيم وأفكار فريدة النقاش من قومها الفكري «معشر الليبراليين العلمانيين» ليقول مثل هذه الحقيقة.
وطبعاً كل من يعترض على أن تلتزم المرأة بأحكام الإسلام يراها يمكن أن تكون سلعة. لكن من الذي جعل فريدة النقاش تقف في منطقة مفهومية وسطى بين الليبرالية وما تسميه هي «اليمين الديني».
هي تقصد باليمين الديني من يتمسكون بأحكام الاسلام تجاه المرأة.. وتقول إن اليمين هذا يعتبرها عورة. لكن من قال أصلاً إنها عورة؟!. إن كل ما قيل هو أن «الخضوع بقولها» هو العورة. ويكون صوتها «عورة» في هذه الحالة.. والنص القرآني واضح: «فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً».
إذن المشكلة تبقى في الاستيعاب.. واستيعاب فريدة النقاش وقومها الليبراليين العلمانيين إذا كان فاشلاً فهو ليس مشكلة أحكام الإسلام تجاه المرأة. إن أحكام الإسلام بشأن المرأة هو دستور حياة المرأة الذي يضمن لها أن تكون مصونة ومتعلمة ومثقفة ورائدة وقائدة وبروفيسوراً في الطب والجراحة والهندسة والبيطرة والصيدلة، وليست خبيرة في التجميل والرقص والغناء وعنصر ترويج من خلال نرجسية الجسد للإعلانات.. نعم حينما ينظر الليبراليون للمرأة على أنها سلعة فإن ما تسميه فريدة النقاش اليمين الديني ينظر اليها على أنها رائدة فضاء وأنها مخترعة ومكتشفة وأنها سيدة أعمال يعمل لديها الرجال الفقراء لكي يعولوا أسرهم، فرزق الله الواسع ليس مقصوراً على الرجال فقط أو لبعضهم.
وهنا وبمناسبة مناخ مرور اليوم العالمي للمرأة الذي صادف يوم أمس، نقبل من الناشطة رفيدة النقاش إعلانها حقيقة أن «الليبرالية ترى المرأة سلعة». وبهذه الحقيقة المعلنة نحتفي معها بيوم المرأة.. ونتمنى في الاحتفالات القادمة بيومها أن يصدر من الليبراليين العلمانيين مثلها مثل هذه الحقائق.
أما حكاية «اليمين الديني» هذي، فإن الاسلام ليس فيه مثل هذه المصطلحات.. وإذا عدنا الى مصدر هذا المصطلح ومعه المصطلح الآخر المقابل له وهو «اليسارى» فليس بإمكاننا تكفير كل يساري وسط المسلمين، وكذلك ليس بإمكاننا الاطمئنان إلى كل «يميني» على أنه مؤمن. فاليميني قد يكون من «اليمين الصليبي» في الغرب، وهذا طبعاً لا يعتبر المرأة عورة.. بل يعتبرها سلعة كذلك مثل الليبرالي. وما يسمى «اليمين المسيحي» أو «اليمين الصليبي» في الكونغرس الأمريكي مثلاً بالتأكيد يرفض التزام المرأة بأحكام الإسلام. لكن يبدو أن فريدة النقاش تقصد «اليمين الديني وسط المسلمين».
لكن السؤال هنا هل للمسلمين أكثر من منهج واحد للأحكام التي تحكم حياتهم وتنظمها حتى لا يعيشوها بحس حيواني؟!
إن الإسلام واحد، وهو الدين عند الله وأحكامه واحدة.. وإذا كانت «فريدة» ترى إن هناك من المسلمين من يرون غير ما ورد ضمن أحكام الاسلام تجاه المرأة، فعليها هنا أن تدافع عن الإسلام، وألا تحسب هؤلاء «المتطرفين» على الإسلام إذا فهمنا معنى مصطلح «التطرف» بدقة.
إن المرأة ليست عورة وهي في حالة التزام كامل بأحكام الإسلام.. وفي نفس الوقت ليست «سلعة». لكن تكون عورة حينما تتعرى أمام الناس في الطرقات والشاشات والصحف، لأنها في هذه الحالة تخالف أحكام الإسلام في جزئية معينة. وتكون سلعة حينما يحرضها الليبراليون والعلمانيون والملحدون على عدم الالتزام بأحكام الاسلام. وكل عام والمرأة طموحة طبيبة ومهندسة ومترجمة وصيدلانية.. وليست سلعة إثارة في الشاشات وصالات الأفراح وقاعات الجامعات ومكاتب المؤسسات. لأن كل هذا يؤدي إلى إفساد الشباب خاصة المراهقين، ونشر ثقافة الخيانة الزوجية بصورة أعمق في المجتمع.

Exit mobile version