عربات (بتبعر) الزموها بدفع النفايات!!

رغم (وساخة) الولاية وامتلاء الطرقات والميادين ومواقف السيارات بالنفايات والأنقاض وتلوث البيئة وكسورات المياه والصرف الصحي.. رغم كل هذا التردي، الولاية تلهث وراء الحصول على المال من الغلابة والمساكين أصحاب الدكاكين والمحال التجارية المختلفة بالأسواق والأحياء، ولم يسلم صاحب عمل من المطاردة اليومية للحصول على المال حلالاً أم حراماً. جاءني مواطن يشكو مر الشكوى من بعض المنسوبين أو المتحصلين لرسوم النفايات.. تعجبت لحديث الرجل وهو يبرز مستنداً مالياً دفع بموجبه مبلغاً من المال نظير نفايات.. سألته: ماذا تعمل أنت: قال: سائق عربة صغيرة منحتها الولاية لي بأقساط في إطار الخدمة التي تقدمها الولاية عبر المشاريع الصغيرة، أو عبر هيئة الصناعات الصغيرة، سألته: وكيف تدفع قيمة نفايات لهذه العربة.. هل العربة (تبعّر) حتى تأخذ الولاية نظير هذا (التبعير) في الشوارع؟! ليس هناك منطق أن يدفع صاحب عربة يحاول أن يقتات منها مبلغاً طائلاً كرسوم نفايات، فإذا هذه السيارات تلزم بدفع قيمة نفايات شهرياً أو سنوياً فما بال عربات (الكارو) و(الحمير) التي تنقل المياه بأطراف المدينة؟ كم يكون نصيبها من هذه النفايات إذا سلمنا جدلاً أن تلك الدواب فعلاً (تبعر) فلا بد أن يدفع صاحبها قيمة هذا (التبعير) باعتبارها أوساخاً تكلف الدولة مبلغاً مالياً لنظافتها.ولاية الخرطوم (فكت) عدداً من العاملين في الشوارع أقلقلوا راحة العباد، وبدأوا مطاردتهم بالحق والباطل للحصول على المال، وإلا فما هو التشريع الذي يلزم أصحاب المركبات بدفع نفايات؟؟ من المنطق أن يدفع أصحاب المصانع وأصحاب المحال التجارية وأصحاب المخلفات رسوم النفايات، لكن كيف تلزم عربة تعمل في نقل بضائع محددة أن تدفع قيمة نفايات وأصلاً تلك المركبة لا تحمل نفايات ولا تؤدي إلى تلوث البيئة لنلزمها بدفع شيء نظير شيء لم تقترفه؟!إن ولاية الخرطوم تعلم تماماً أن عربات (التاتا الهندية) التي قدمتها للشرائح الضعيفة بالأقساط عبر هيئة الصناعات الصغيرة، تعلم تماماً أنها عربات لا تزعج السلطات ولا تلوث الطرقات، وهي لا تقل عن كل السيارات التي تجوب الولاية ذهاباً وإياباً.. ما الذي يميزها عن بقية السيارات الأخرى حتى تلزمها بدفع قيمة نفايات؟ هل فشلت الولاية من الحصول على موارد مالية حتى تحاول مطاردة أصحاب تلك العربات لإجبارهم على الدفع وإلا سيتم حجزها لدى السلطات؟! سيدي الوالي والسادة المعتمدون بالخرطوم وأم درمان وبحري.. لا تضيقوا على العباد أكثر مما هو مضيق عليهم!!

Exit mobile version