أهم عنوان في صحف الأمس حسب تقديري هو ذلك الذي أبرزته صحيفة السوداني (البشير يعتذر عن افتتاح حوادث مستشفي بحري حتى لا يحسب دعاية انتخابية)..
وأهمية موقف البشير ليست فقط في نبل الموقف الذي يتجنب شبهة استغلال زخم الافتتاح في الدعاية الانتخابية لكن أهميته تكمن في أنه يقطع الطريق أمام أصحاب الإنجازات الدعائية إنجازات (أخنق فطس) إنجازات (الكلفتة) والاستعجال وقد كتبنا قبل أيام مقالا بعنوان (كلفتة المشروعات في موسم الانتخابات) حذرنا عبره من محاولات تقديم وجبات إنجاز غير ناضجة تستهدف اللحاق بسوق الدعاية الانتخابية وكتبنا في فقرة من المقال ما يلي: (رجاءً لا تنجزوا علينا بل أنجزوا لنا.. لكن ولاة الولايات وخاصة ولاية الخرطوم هذه الأيام ومع ضجيج وصخب موسم الانتخابات أراهم ينجزون علينا ولا ينجزون لنا.. وليس لديهم أدنى استعداد للتروي والانتظار بأجنتهم غير المكتملة ومشاريعهم الإنجازية غير (المستوية) حتى تستغرق الوقت الكافي والطبيعي وتنضج وتستوي على سوقها، لأن ذلك قد يضيع عليهم سوق الانتخابات وموسمها.. موسم الإنجاز الجاذب ولو على طريقة الإجهاز التام على أملنا الجريح.!!)..
وفي مقالنا الذي استدعى موقف البشير عندي فكرته وأنعشها من جديد أطلقنا تحذيرات حول ما يجري الآن من (كلفتة) واضحة لإتمام مشروع قطار المواصلات بأية صورة (بالفي والما في) وما نراه من حال ولاية الخرطوم التي تضغط بأرجلها على (دوَّاسة البنزين) بسرعة متهورة وغير محسوبة العواقب لأجل افتتاحه قبل موعد الانتخابات واستغلاله في الدعاية الانتخابية ولا تزال الولاية مصرة على ذلك حتى أول أمس مع أن الواقع يؤكد عدم اكتمال البنية التحتية الآمنة لتسيير هذا القطار.. الواقع يؤكد أن المشروع لم ينضج وأننا كمواطنين سندفع ثمن ذلك باهظاً.
لكن موقف البشير باعتذاره عن افتتاح حوادث بحري يحمل رسالة لولاة الولايات تقول لهم مهلاً.. فإنجازات الدقائق الأخيرة من عمر عهدكم في الحكم لا تلزمني.. ولا تلزمنا جميعاً للترويج عن أنفسنا.. تمهلوا وأتقنوا عملكم وأخرجوه مكتملاً في كافة جوانبه وفي وقته الطبيعي حتى ولو تركتموه لمن يأتي بعدكم ليكمله على مهل وباتقان..
الدنيا ليست (طايرة) ولو كانت تلك الهمة موجودة (من زمان) وبذات هذا الحماس والإيقاع لما انتظرت المدينة الرياضية عقوداً من السنوات.. من لم ينجز عمله في كل هذه السنوات فلن تسعفه لافتات الأيام الأخيرة ولن يعوض نتيجة مباراة حرجة في الثواني التي استعد فيها الحكم لإطلاق الصافرة..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.