بالصور : أغرب أسلوب علاج في العالم: «مَدد يا قضبان القطر مَدد»

رجال ونساء وأطفال يصطفون جميعًا أمام القضبان الحديدية للقطار الذي يمر بمقاطعة جاوة الغربية في إندونيسيا، يتخير كل منهم لنفسه مساحة محددة، وبعدها يتوالى الافتراش والتمدد في المسافات الواصلة بين القضيبين الحديديين للقطار.

على الجانب المقابل يشق قطارًا آخرًا طريقه على الشريط الحديدي الموازي، وسط حالة من الذهول التي تنتاب ركابه الذين لا يعلمون بحقيقة الاعتقاد الذي يتبناه أهل المنطقة الإندونيسية، وتجول بخاطرهم التساؤلات، ما الذي دفعهم إلى التمدد على القضبان بهذا الشكل؟ وما هذا الهدوء النفسي الذي يتحلون به؟ أهي تظاهرة؟ أم أنه قرار انتحار جماعي؟

الواقع أن ما يحدث على قضبان قطار إندونيسيا ليس بهذا ولا ذاك، ولكنه إحدى وسائل العلاج التي ابتكرها الإندونيسيون وتبنوا فكرتها التي تقوم على أن التيارات الكهربية التي تمر عبر القضبان تعد وسيلة للتعافي والاستشفاء من الأمراض بمختلف أنواعها، وبدلًا من الجمل الشهيرة المصرية التي تبدأ بكلمة «مدد» وتنتهي باسم شيخ أو ضريح أو ماشابه، يبدو أن الإندونيسيون اختاروا «قضبان القطر» ليقولوا لها «مدد».

المشهد العلاجي الذي يظهر على القضبان الحديدية يعكس ملمحًا من ملامح المجتمع الإندونيسي الذي خلق حالة من مشاطرة المشاعر والمؤازرة التي قد تعين مرضاه في التغلب على آلامهم العضوية، الناظر لمشهد تمددهم في هدوء واسترخاء على القضبان يدرك أن هؤلاء لم يفرقوا بين الشرائط الحديدية ورمال الشطئان، والواقع أن التيارات الكهربية التي تمر عبر القضبان ليست بالقوة التي قد تصيبهم بأي ألم، وهو ما يعني أنها لا يمكنها كذلك أن تحدث أي أثر علاجي، ولكن ربما حالة التجمع هي التي تترك بداخلهم أثر نفسي إيجابي، يجعلهم يوقنون بأنهم ليسوا وحدهم وأن هناك من هم مثلهم يشعرون بآلامهم ويصرون على التخلص منها، ولعل هذا هو سر الاستتشفاء الذي يكمن في علاج القضبان.

المصري اليوم

Exit mobile version