يفتتح السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” مساء اليوم (الجمعة) المجمع الجديد لحوادث مستشفى بحري، وهو أكبر قسم للطوارئ بالسودان حسبما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم الدكتور “المعز حسن بخيت”.
ولأنني أعلم الدور والمهام الكبيرة التي تقوم بها أقسام الحوادث بالمستشفيات الثلاث الكبرى: أم درمان، الخرطوم وبحري، فإنني شأن أي مواطن من مواطني الولاية، لابد أن أسعد واستبشر ببناء صرح صحي جديد يضاف إلى المؤسسات العلاجية في بلادنا.
غير أنه يلزمني قبل قص الشريط والدخول في برنامج الافتتاح الكبير، أن أذكر ببعض ترتيبات ومطلوبات أساسية تجعل من المجمع الجديد أعلى قيمة وأكثر فائدة وأعم نفعاً.
لقد تعود غالب مسؤولي دولتنا في العديد من المرافق الحيوية الاتحادية والولائية، أن ينفقوا مالاً غزيراً على (المباني).. التجهيزات المعمارية والأجهزة والمكيفات والأثاثات، لكنهم يهملون أهم عنصر في عملية الإنجاز، وهو الكادر البشري .
فالأمر ليس مقاولاً يبني ثلاثة أو أربعة طوابق ويشطبها على أحدث تصميمات وديكورات، ومقاولاً آخر يستجلب الأجهزة والأدوات الطبية من شركة ألمانية أو يابانية، ولكن البشر هم مركز العمل ومحور الإنتاج .
ولذا فإننا نأمل أن يتم – دائماً – اختيار مدير كفء لأي مستشفى جديد وطاقم إداري وطبي مميز، وكاف كماً وكيفاً، له القدرة والرغبة والخيال في آن واحد، لتطوير الخدمة الطبية، قبل الاتفاق مع المقاولين.
لا نريد أن تكون أقسام الطوارئ في المستشفيات (مراكز تدريب) لأطباء الامتياز والعموميين، مع قلة من (السسترات)، ولكننا نطمح كمواطنين أن تكون أقسام الطوارئ ساحة لتبادل الخبرات بين الاختصاصيين والاستشاريين وتلامذتهم من النواب والعموميين والامتياز، وترقية خدمة التمريض بما يتناسب مع نظم العمل في دول متقدمة في مجال العلاج، على أن يتم كل ذلك وفق ترتيبات مالية وإدارية وتنسيق بين الوزارة وكليات الطب بمقابل أدبي ومادي مناسب .
(يوم واحد فقط) في الشهر، وليس الأسبوع يقضيه – تفضلاً – مستر فلان أو بروف علان في حوادث أم درمان أو بحري أو الخرطوم مع وجود عدد من نواب الاختصاصيين سيكون مفيداً جداً لصغار الدكاترة، وأكثر فائدة للمرضى الذين يصلون الطوارئ بحالات بالغة التعقيد.
أليس في الخرطوم (30) اختصاصي جراحة أو (30) للباطنية يمكنهم المشاركة بدوام واحد في الشهر لحوادث بحري، بالتناوب مع حوادث أم درمان وكذا للخرطوم أو إبراهيم مالك أو مستشفى النو بالثورة ؟!
الشيء الثاني هو الاهتمام بالنظافة والتعقيم، ليس لغرف العمليات فحسب، بل في العنابر وعيادات استقبال المرضى.
وقد ذكرت من قبل أن ميزانية مواد التعقيم المركبة في كل غرفة و(الروبات والجوينتات) في مستشفى ألماني واحد ربما تعادل ميزانية صحة الخرطوم.
النظافة والتعقيم هي بداية العلاج، وليس الأقراص والحقن والدربات .
حوادث بحري الجديدة تطل على شارع السيد “علي الميرغني”، وقد كان شارعاً هادئاً منساب الحركة قياساً للشارع الموازي شديد الزحام (المعونة)، غير أنني أتوقع زيادة وتيرة الزحام في شارع الحوادث بالموقع الجديد، واصطفاف مواكب من “الركشات” و عربات “الأمجاد”، فضلاً عن الوقوف الخاطئ للسيارات الملاكي، كما هو الحال في شارع حوادث أم درمان وحوادث الخرطوم ومستشفيات أخرى مثل “رويال كير” و”إمبريال” بشارع علي دينار وغيرها، حيث ترى نماذج حية لفوضوية بني آدم في بلاد السودان عياناً بياناً، ومع سبق الإصرار والترصد . . والما عاجبو يشرب من البحر الأحمر !!
إذن مطلوب من شرطة المرور توجيه (الدورية) التي ترابط هذه الأيام مع بداية شارع السيد علي جنوب (صينية) كبري شمبات، لتحصيل غرامات المخالفات، بالتفرغ لتنظيم حركة المرور والارتكاز المستمر أمام مبنى الحوادث الجديد، ويمكنهم تحصيل إيرادات أعلى من هذا الموقع، ومواقع أخرى مشابهة بدلاً من مداخل ومخارج الكباري حيث يبلغ الزحام ذروته.
مبروك لأهل بحري وأريافها افتتاح مجمع الحوادث.
أدام الله على الجميع نعمة الصحة والعافية.
{جمعة مباركة .
المجهر السياسي