يا والينا.. ابحث عن هذه الأسرة..!!
في ذلك اليوم البارد كانت الطالبة أمنية عوض تنتظر بقلق في غرفة كبار الزوار في البيت الأبيض.. أمنية كانت قد كتبت مقالاً عن ميشيل أوباما في إصدارة مدرستها الثانوية.. حينما أقبلت ميشيل على ضيفتها السودانية حاولت أمنية أن تتعامل مع الموقف بشكل دبلوماسي ومدت يدها لتصافح السيدة الأولى.. ميشيل حضنت في مودة النابغة السودانية ذات الستة عشر ربيعاً.. لم ينته اللقاء الحميم في تلك الغرفة.. بل قضت أمنية وقتا طيباً مع أسرة الرئيس أوباما.
في يوليو من العام الماضي كان الرئيس أوباما على موعد مع التفوق.. حيث استقبل الطالبة السودانية آلاء عبد الله الصادق.. آلاء تصدرت دفعتها في كلية الطب جامعة هارفارد أربع سنوات متتالية.. هارفارد الجامعة الأولى على مستوى العالم.. ويدرس فيها الأذكياء حيث قدمت لأمريكا سبع رؤساء من بينهم الرئيس أوباما- نفسه.
في بريطانيا كانت صحيفة غارديان قبل أيام تحتفل بشعراء المستقبل.. من بين سبعة آلاف متسابق جاءت السودانية سلا السر فضل الله من ضمن العشر الأوائل.. سلا ذات الثلاثة عشر عاماً تنظم الشعر بالإنكليزية، وتكتب القصة القصيرة.
في الإمارات العربية المتحدة ظل الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم إمارة دبي يضبط جدول أعماله على حدث سنوي مهم.. الشيخ راشد يحرص كل عام أن يهاتف الطلاب المتفوقين حين إعلان النتيجة.. المكالمة تمتد لتشمل ولي أمر الطالب النجيب مع وعد بتبني الطالب المتفوق باعتباره ثورة قومية.
قبل أيام تحدثت أسرة الطالب عبد الجبار أحمد عبد الجبار- الذي أحرز المركز الأول في امتحانات الشهادة السودانية في العام المنصرم- الأسرة أكدت أن معظم الجهات التي أعلنت عن تقديم حوافز لابنها المتفوق لم تنفذ الوعد.. من بين هذه الجهات الاتحاد العام للطلاب السودانيين والذي يرأسه أستاذ جامعي.. اتحاد الأستاذ الجامعي تكفل بجهاز حاسوب هدية، وما زالت الأسرة في انتظار ذلك الكمبيوتر.. جهات أخرى (نفخت) في يوم المناسبة، ووعدت بترتيب زيارة للطلاب المتفوقين إلى دولة ماليزيا.. هذه الزيارة لم ترتب حتى الآن، والطلاب الجدد في طريقهم بعد أسابيع لأداء امتحان الشهادة الثانوية.
من بين الملاحظات التي قدمتها أسرة الطالب عبد الجبار أن والي الخرطوم لم يتكرم حتى هذه اللحظة بتهنئة الطالب الذي شرف ولاية الخرطوم.. الدكتور عبد الرحمن الخضر رجل مجامل، تجده في السراء والضراء، فكيف يغيب عن أسرة لا تريد غير كلمة مبارك؟.. أتمنى أن يتدارك الخضر هذه الملاحظة، ويبحث عن هذه الأسرة.
بصراحة.. نحن دولة لا تحتفي بالإبداع ولا النبوغ.. أتمنى أن يقوم رئيس الجمهورية باستقبال أول الشهادة الثانوية كل عام بدلاً عن اللقاء الراتب مع وزير التربية والتعليم.. هؤلاء النابغون يستحقون ولا تجعلوهم يندمون أنهم ولدوا لأبوين في مقرن النيلين.