الحملة النسائية لترشيح “البشير”.. وقائع ملحمة المرأة بقاعة الشهيد “الزبير”
في ظاهرة نادرة قررت شريحة كبيرة من النساء ومن كافة القطاعات وبالتضامن مع قوى سياسية كبرى منها (20) حزباً يشكلون ثقلاً ووزناً انتخابياً بجانب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم – قررت قيادة حملة واسعة النطاق قبيل انطلاقتها. وهدفت المبادرة لدعم انتخاب الرئيس الحالي “عمر البشير” وإعادة ترشيحه رئيساً للسودان في الانتخابات القادمة.
وقرر القطاع النسوي عبر الحملة النسائية القومية الانتخابية للمرشح “عمر حسن البشير” والتي أعلن عنها أمس (الاثنين) في مؤتمر صحفي قرر تدشينها اليوم (الثلاثاء) بأرض المعرض ببري بحضور الرئيس “البشير” ومشاركة أكثر من (30) ألف امرأة وضع الآمال العراض بانتخابهن للرئيس الحالي ليقود دفة الحكم تارة أخرى ويحقق شيئاً من تطلعاتهن وأحلامهن ويكمل برنامجه الذي وضعه وعرف بالإصلاح جاء شعارها :(معاً نتبادل الوفاء ونواصل العطاء). وأجمعت نائبات الحملة على أن الحوار الذي طرحه الرئيس “البشير” هو المخرج الذي يفضي لتراضٍ عام لذا أكدن أن اختيارهن لترشيح “البشير” جاء لاستكمال الحوار والنهضة والإصلاح في محاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعزمن على أن ترشيحه سيكمل الجهد وإيمانهن قاطع بأن الرئيس “البشير” توجهه علمي وصادق لمستقبلهن ومستقبل السودان ككل.
وغالباً ما تعد النظرة لمثل هذه الحملات الانتخابية إجراء لأغراض حزبية أو استهدافاً لمجموعات من المحتمل أن تصوت لهذا المرشح ولكن د. “آمنة ضرار” من حزب جبهة الشرق الديمقراطي استبعدت أن يكون قيام الحملة النسائية التي تدعو لانتخاب “البشير” اعتباطاً. وقالت في المؤتمر الصحفي أمس بقاعة الشهيد “الزبير” للمؤتمرات إن جملة من المؤتمرات والاجتماعات عقدت في شأن ترشيح “البشير” مرة أخرى لتولي رئاسة البلاد. وأوضحت أن حزبها تحديداً عقد مؤتمراً سياسياً مؤخراً وفيه تم الإجماع على ترشيح المواطن “عمر البشير”. ولفتت “ضرار” إلى أن خبرة “البشير” الطويلة في الحكم رغم أزماته لها أثر في ذلك. وترى أن له دوراً ريادياً في تحمل المسؤوليات وإدارة الدولة. وأضافت أن حنكته جعلت أن يكون هنالك إجماع للنساء بعدد كبر من الأحزاب وغيرها أن يقود الفترة القادمة.
والملاحظ في المؤتمر الصحفي حضور نوعي وكبير لقيادات حزبية نسوية لقيادة الحملة على غير المعهود، وهو أن يكون إجراء مثل هذه الحملات وفي كثير من الأحيان أتى من قِبل مجموعات غير حزبية لاستهداف نطاق أوسع من الشعب لترشيح الشخصية التي أجمع عليها الكثيرون كالبشير مثلاً، ولكن وزيرة العمل “إشراقة سيد محمود” قطعت بأن حملة ترشيح “البشير” رئيساً خطوة متقدمة ومفخرة لتوحيد نساء السودان كونهن يجتمعن بهذه القوة خارج نطاق العصبيات الحزبية الضيقة، أبانت أن النساء في حزبها الاتحادي الديمقراطي اجتمعن في كل مستوياته وجاء قرار اختيار ترشيح “البشير” مرشحاً للحزب لرئاسة الجمهورية من المكتب السياسي بالإجماع. وأكدت على أنه كان عملاً مؤسساً مائة بالمائة أتى بعد خطوات طويلة خطاها حزبها وأن مقومات تنصيبه للترشيح مرة أخري هي كونه قائد القوات المسلحة وراعي الجيش وحاسم للتمرد في الكثير من بقاع السودان الملتهبة، هذا بجانب فتحه لمنافذ الحوار الوطني والمجتمعي من أجل السلام ودخوله في حوارات مع كل الأحزاب والمعارضة. وأضافت قائلة: (إن كل هذه الأسباب تجعله مؤهلاً لقيادة الإصلاح في الفترة القادمة). وتمضي نائبة الأمين العام للاتحادي الديمقراطي إلى أن الرئيس “البشير” مضى في خطوات متقدمة نحو الديمقراطية وأوفى كثيراً للسودانيين والنساء بترشيحه لتولي المنصب مرة أخرى لمزيد من الديمقراطية وبقوة. وقالت إنه كان للراحل مؤسس حزبها الشريف “زين العابدين الهندي” أمل في أن يرجع “البشير” الديمقراطية.
وبدورها أكدت د.”تابيتا بطرس” رئيس اللجنة العليا أن المرأة هي الأكثر تأثراً بعدم استقرار البلاد والحكم الراشد، وأنها المكتوية الأولى بنيران الحرب وجحيم النزاعات لذا ستكون الأكثر ترشيحاً للقوي الأمين. وقالت إنهن في الحملة علي يقين بأن تحسم النساء العملية الانتخابية لصالح “البشير”. ودعت النساء لأن يمارسن حقهن الدستوري في خوض الانتخابات كاملاً.
أما د. “تابيتا بطرس” من حزب الحركة الشعبية جناح السلام بقيادة الفريق “دانيال كودي” فأوضحت أن حزبها ومن خلال مكتبه السياسي قام بجمع توقيعات منسوبيه ودفع بها لمفوضية الانتخابات مرشحاً “البشير” رئيساً. وأضافت أنه قرار حزبي وليس انفرادياً.
وعن تمويل الحملة التي تبدو لناظريها مدعومة كثيراً وقادرة على أن تخوض الانتخابات القادمة بقوة وقدرة لفوز المرشح الرئاسي “عمر البشير” في ظل تمثيل كبير جداً لهذه الفئة المستهدفة من النساء، وفي هذا توضح د.”تابيتا بطرس” أن المفوضية القومية للانتخابات وبحسب قوانينها تمنع منعاً باتاً تمويل الحكومة للانتخابات عبر المرشحين. وتؤكد أن التمويل لهذه الحملة الضخمة أتى من تبرعات لعدد (150) امرأة من الحملة وبلغت في حينها (100) مليون جنيه كضربة بداية ومن ثم توالت وانهالت التبرعات من أجل ترشيح “البشير” وشاركت فيها عدد من القطاعات النسوية من بينها سيدات الأعمال والاتحادات. وتضيف “بطرس” أن التمويل عوني ذاتي. وكشفت “تابيتا” أنه سيتم التدشين اليوم وستواصل الحملة عملها بكل الولايات باستنفار المرأة وحثها على استكمال مشوارها ونهضتها بانتخاب المرشح “البشير” حتى يكسب الفوز رئيساً للسودان.
المجهر السياسي