في “أبو العز” حسب الدراسات ينتشر سكر الأطفال بنسبة كبيرة في السودان.. حكايات “دانا” ورفاقها

لم تتمكن (دانا) هيثم التي أصابها “السكر” منذ أربعة أعوام مضت من الاستمتاع بحلاوة ذاك الطعم، فتقاومه بقطعة صغيرة، حفاظا على صحتها بعد أن تقبلت المرض. في كل مرة تبتاع فيها الأنسولين، تشتري الصبية التي تحب عمل الخير الدواء لأحد المحتاجين معها، فيكتمل حلاوة الطعم في داخلها.

هي إحدى صديقات الجمعية السودانية لأطفال السكري المداومات على مساندة الجمعية.. تلقت الدعم النفسي من الأطباء لتنثره على البقية المصابين في عمرها وهي تروي قصتها مع المرض لتبكي الحضور.

مركز جابر أبو العز الذي يضم أكثر من (2300) طفل مصابا بالسكري، والذي خصص غرفتين للأطفال تختلط فيها كل الأعمار بمختلف أوضاعهم الصحية ما يتسبب في بعض الأضرار النفسية للأطفال في الأعمار الصغيرة.. وبناءً على ذلك قررت الجمعية السودانية لأطفال السكري بناء قسم خاص بالأطفال، فالرقم الذي ذكر مسبقا يوضح أن نسبة سكر الأطفال ينتشر بنسبة كبيرة في السودان حسب الدراسات التي رصدتها التقارير في العام 1992م تشير إلى أن نسبة السكر تتراوح بنسبة طفل بين ألف طفل، بينما الدراسات الحالية التي تجرى تشير إلى أن النسبة ارتفعت بكمية كبيرة، وعزا الباحثون الأسباب إلى الاكتظاظ السكاني الهائل والسكر الوراثي الذي ينتقل بين الآباء والأبناء، كما أن للبيئة دور كبير في انتشار مرض سكر الأطفال. أما السمنة والبدانة لا علاقة له بسكر الأطفال، إضافة إلى أن ولاية الخرطوم سجلت أعلى نسبة سكر أطفال في السودان وأن معظم الحالات تأتي من ولايات الشرق وشمال كردفان.

ويشير بروف محمد أحمد، رئيس الجمعية السودانية لأطفال السكري، إلى أن علاج سكر الأطفال والمثول للشفاء نسبته صفرا، إلا في حالات نادرة، لكن تنظيم حقن الأنسولين يجعل الطفل في حالة توازن، كما أشار إلى أن العلاج بالأعشاب ليس له دورا أبدا في علاج المرض، لأن الأعشاب مثل الحلبة والمحريب وغيرها غير مضرة وليست بها نفاع، كاشفا عن حالات وفاة سجلتها الجمعية بسبب إهمال الأنسولين واستعمال العلاج بالأعشاب وما يسمى بطب الهاشمي، فالطفل في مرحلة مرض السكر من النوع الأول الذي يصيب معظم الأطفال في عمر يبدأ من ستة أشهر حتى خمس سنوات، لا يمكن أن يكون حقل تجارب، فهو ينتقص للمناعة لأن البنكرياس يكون تالفا تماما فيتم تنظيم السكر في الدم عن طريق حقن الأنسولين، ومضى بالقول إن الجمعية دخلت مراحل متقدمة فيمكنها اكتشاف سكر الأطفال من عمر يوم عن طريق المختبر وكن مثل تلك الحالات ضئيلة.

وأضاف بروف محمد: أن الجمعية تعاني من نقص الدعم العيني لإكمال المبنى، فقد التزمت وزارة الصحة بتعيين الطاقم الطبي بعد أن منحتهم الولاية قطعة الأرض التي قام عليها المبنى الذي دخل المراحل الأخيرة وشارف على الانتهاء والتأسيس، وأورد أيضا أن هناك معاناة أكبر وهي هجرة الاختصاصيين داخل وخارج السودان، فقد تمت هجرة (9) من جملة (11) طبيبا إلى السعودية ما اضطر الجمعية لبعث بعض الأطباء بغرض التخصص والتدريب.

الجمعية السودانية التي دربت مرشدات اهتماما بالأطفال المصابين بالسكري تم توزيعهم على المدارس وتثقيفهم وتوعيتهم على سكر الأطفال، ففي السنوات العشر الأخيرة كانت بعض المدارس ورياض الأطفال لا تقبل المصابين بالسكري.

الجمعية السودانية لأطفال السكر التي ولدت في العام 2003م، والتي حلمت بمستشفى للسكري منذ سبع سنوات تحقق ببناء مستشفى من أربعة طوابق مقسمة الأول والثاني عيادات للسكري والأمراض المصاحبة من أسنان وعيون، أما الطابق الثالث معهد للتدريب والأبحاث والرابع قسم لتنويم الأطفال.. وتابع البروف: أن المبنى قام (بالشحدة) من المنظمات الدولية والمحلية، بجانب أعضاء الجمعية أنفسهم، وأردف: الجمعية توفر الأنسولين داخل وخارج ولاية الخرطوم، كما قامت بإنشاء (25) مركزا للسكري في مختلف ولايات السودان بما فيها الجنوب سابقا، وأشار إلى أن الجمعية قامت بإعداد غرفة مؤسسة بأجهزة كمبيوتر مربوطة بشبكة (نت ويرك) تعمل على مدار الساعة في كل الولايات للاستشارة في حالات ارتفاع السكر والإغماءات.

واحدة من أهم اهتمامات الجمعية وأهدافها هي توفير الأجهزة والشرائط والأنسولين للأطفال، وكشف البروف أن الأحداث التي تم تلفيقها من قبل وسائل الإعلام قبل فترة ليست ببعيدة فهي عارية من الصحة، مشيرا إلى أن الجمعية السوادانية كانت المثالية في أفريقيا العام الماضي، فهذا يدل على أنها محل ثقة، مستنكرا الاتهام الذي وجه لها بتوفير أنسولين منتهي الصلاحية، مصححا المعلومة بأن الأنسولين بات خارج الثلاجة يوما واحدا فقط، بل كان محفوظا في ثلج.. فعلى الإعلام الحذر من تلك الاتهامات.

اليوم التالي