بيت الأشباح !!
*ونبدأ كلمتنا هذه بعد قول (بسم الله الرحمن الرحيم)..
* فدونما سبب واضح صار (الآخرون!) محل اهتمام عالمي..
* فالأفلام الأكثر مشاهدة هي التي تهتم بـ (الآخرين) هؤلاء..
* ومواقع (الإنترنت) تتداول قصة الأماكن الأكثر جذباً للسياح بسبب غرابة ما فيها من (آخرين)..
* والصحف العالمية لا تكاد تخلو من حكاية – أو صورة – خاصة بـ (الآخرين)..
* وقبل فترة شاهدت فيلماً أجنبياً عنوانه (الآخرون)، أو (the others)..
* وأكثر ما في الفيلم من إبداع (غرائبي) هو لحظة اكتشاف قاطني البيت المرعوبين من (الآخرين) أنهم هم الآخرون (ذاتهم !) ..
* فقد وقفوا على حقيقة مدهشة مفادها أنهم (أشباح) في مقابل مساكينهم (الأحياء!)..
* وكل من الأشباح والأحياء هؤلاء كان يخشى (الآخر) لظنه أنه دخيل غير مرئي على المنزل..
* وإن كانت العلاقة التي طابعها الخوف هذه بين أحياء وأموات تبدو مفهومة فإن ما هو غير مفهوم أن يكون هنالك مكان لمصطلح (الآخرون) بين أحياء وأحياء في عالم السياسة..
* أي أن يخشى البعض من هؤلاء (الآخر) ويسعى إلى الاستعانة بمثل الذي سعى اليه (طرفاً) فيلم (الآخرون) من أجل طرده..
* فساكنوا المنزل الجدد الذين ظنهم أبطال الفيلم من الأشباح (آخرين) استعانوا بطاردة أرواح كيما تخلصهم من (الآخرين)..
* والذين ما خطر ببالهم أنهم (الآخرون الحقيقيون) هؤلاء استعانوا بواحدة لها (شاهد بين القبور!) كي تريحهم من تطفل مزاحميهم في المسكن..
* وفي بلادنا اليوم تعج الساحة بـ (الآخرين) من زاوية نظرة كل فئة إلى الأخرى..
* فالحكومة من وجهة نظر المعارضين – مجتمعين- هي مجموعة من (الآخرين) الذين يجب التخلص منهم بما يثيرون في نفوس الناس من (رعب!)..
* والمعارضون هؤلاء – مجتمعون- هم حسب نظرة الحكومة اليهم (أشباح) يتوجب منعهم من دخول (بيوت السلطة) كيلا تضحي (مسكونة!)..
* ثم إن كل كيان من كيانات المعارضة هذه لديه (آخرون) يخصونه بسبب حالات تشظي لا تكاد تنتهي..
* أما (سكان البيت) السوداني الكبير – من أفراد الشعب- فهم لا يعنيهم أمر (الآخرين!) هؤلاء جميعاً في شيء ..
* فبالنظر إلى ما هم فيه اليوم من (معاناة) صار بيتهم الكبير هذا (بيت أشباح!)..
* ويودون – ربما – لو أنهم وجدوا (طارد أرواح!) من العيار الثقيل..
*ثم يحرصون على ألا يغدو السودان (مسكوناً) مرة أخرى..
*ولا يهيم بين أرجائه (الآخرون!!).