وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لم أرَ للمتحابين مثل الزواج).. يدخل حيز تنفيذ مشروع سنن التواصل الاجتماعي في جهاز هو في كل الدول أو أغلبها موصوم بالعداء المعلوماتي مع الشعب.. لكنه هنا في السودان، وكأنه أحد مناشط الدعوة.. وأحياناً أحد مناشط الجهاد.. أو بمصطلح عصري الدفاع عن الوطن.. إنسان الوطن ومكتسباته وهو جهاز الأمن الوطني والمخابرات الذي يقف بخلاف كثير من أجهزة الأمن في كثير من الدول أمام القضاء. والقضاء سبق أن حكم بالإعدام والسجن على منسوبين له ونُفِّذت الأحكام.
إذن.. هذا يعني أن الجهاز مؤسسة قومية وطنية تعمل لخدمة الوطن في أهم المسالك. مثل إسناد العمليات لحماية النساء والأطفال.. ومكافحة الجريمة الاقتصادية والإرهاب بشقيه الديني والأجنبي الغربي الصهيوني الأفريقي المشترك.. أي بوضوح إرهاب واشنطن وإسرائيل، وبعض الدول الأفريقية مثل يوغندا وجنوب السودان. لكن لا يمكن أن يكون هذا الجهاز فقط مثل شجرة الدليب ترمي بظلها للناس بعيداً عن المكان الذي يسكنه أصحابها.
فهو إضافة الى الدليب، يبقى أيضاً مثل شجرة المانجو أو البرتقال من خلال إدارة التوجيه التي على رأسها اللواء دخري الزمان عمر مساعد المدير العام للتوجيه. وهو إيضاً رئيس اللجنة العليا لزواج البركة التاسع الذي انطلق يوم أمس بالساحة الخضراء. لجعل حياة ألف وثلاثمائة عضو بالجهاز ساحات خضراء بزواج البركة. ومثل هذا المشروع العظيم قد أقيم قبل الخرطوم في عدة مدن سودانية حبيبة، مثل الفاشر ونيالا والأبيض والقضارف وبورتسودان والدامر وود مدني وربك.
ترى هل تقول حكومة البشير – عملاً لا قولاً – إنها جديرة بالاستمرار لاهتمامها بأمن الناس من خلال منسوبي هذا الجهاز الذي يعتبر واحداً من إضافاتها للوطن.
وهل تقول بمنطق «فعَّالون لا قوّالون»؟. إن رئيسها هو الأجدر بالفوز في الانتخابات القادمة.
ونعود لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الجميل: (لا أر للمتحابين مثل الزواج). وها هو زواج البركة في احتفاله التاسع يبقى مظهراً من مظاهر المجتمع المسلم. فلا استسلام للظروف القاسية التي تواجه الشباب. والمجتمع المسلم يكون فيه الزواج بالعزيمة والنية، وليس بمستحقات مجاراة المجتمعات التي لا تلتزم بالسنة النبوية، او التي ليست مسلمة بالمرة. إن أعلى قيمة في هذه الحياة هي الدعوة الى الله، وبالتالي لا بد من الاستقرار للقيام بهذا العمل السامي بأي شكل من الأشكال.. ولعل هو ما دفع إدارة الجهاز ممثلة بالمدير العام الفريق اول الباشمهندس محمد عطا المولى عباس ومساعده للتوجيه اللواء دخري الزمان، للاهتمام باستقرار العضوية. واذا عقدنا هنا مقارنة اجتماعية بين جهاز الأمن السوداني، وبين أكثر من جهاز في الدول الأخري، نجد أن الأخيرة ترى في أن استقرار منسوبيها يعيق العمل المنوط بهم لأنهم سينشغلون بالأسرة والتربية وهموم المعيشة. لكن لأن جهاز الأمن السوداني يحترم مشروع دولة إسلامية بأوامر من الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون موجهات سياسية او توجيهات حكومية أو تعليمات إدارية داخل القوة، فهو يرى عكس ما تراه تلك الأجهزة حيال استقرار الشباب المنتسبين له.
ربما في كثير من الدول اذا دافع مواطن عن جهاز الأ من أو أبرز إنجازاته او تحدث عن ضرورة وجوده، تكون هذي وصمة عار في جبينه، لسبب واحد هو أن تلك الأجهزة هناك لا تقف أمام القضاء باعتبار أن الإنسان ليس معصوماً، ويمكن في أي موقع أو مؤسسة يتجاوز او يعتدي. وهذا ما جعل جهاز الأمن السوداني في التمجيد وفي نفس الوقت المحاسبة والنقد مثل الجيش والشرطة.
إن احترام القضاء السوداني واستقلاليته وعدم استقلال مؤسسة سودانية منه يكفل لنا بارتياح أن نتحدث عن إنجازات جهاز الأمن المهنية التي أشرنا إليها، وعن الاجتماعية كذلك مثل زواج البركة التاسع بالساحة الخضراء، ونرجو من الجهاز أن يدعم غير المنسوبين أيضاً.