لأن الأمر يختلف تماماً عن بيت الشعر للشاعر الحطيئة (تحنن عليّ هداك المليك .. فإن لكل مقام مقالا) ولأن تغيير الأسلوب في الحديث لا يشابه تغيير نبرة الصوت نفسها، فالمرأة كما يقولون قوتها في صوتها تعويضا عن القوة الجسمانية والكثير من المواقف تفضح ذلك او كما رأينا ان المرأة تستطيع ان تتعامل بصوتها لتنقذ نفسها او لتأخذ شيئا عجزت أن تأخذه بيدها وللبحث في هذا الموضوع كان هذا اللقاء مع الأستاذ فيصل محمد سعد الشهير بـ (كبسور) والخبير في علم الصوتيات الذي قال لنا : إن الصوت واحد من الأسلحة التي تستخدمها المرأة لتحقيق أهدافها وهو سلاح فتاك يجعل من الطرف الآخر صيداً سهلاً للمرأة. وأضاف :المرأة حينما تتحدث تصبح لديها مقدرة عالية على تغيير صوتها وهذا ما جعل الشاعر يقول (الأذن تعشق قبل العين أحيانا). وأشار سعد في حديثه لـ (الرأي العام) الى أن المرأة لديها أكثر من حركة في حبالها الصوتية وتستطيع أن تتحكم فيها بالدرجة التي توصلها الى هدفها وتستطيع أن تقلل مستوى الرنين وترفعه كيف ما تريد ووقت ما تريد. وقال: إن المرأة إن أرادت أن تدخل شخص ما في دائرة اهتمامها، يمكن أن تستخدم صوتها بأقصى درجة من المهارة وبأكبر قدر من الرنين لتستميله مرة وتبكيه ثانية وتحنن قلبه ثالثة، وتابع: كذلك يمكن أن تستخدم أكبر مهارة للضغط على حبالها الصوتية لابعاد شخص ما تقلل من مستوى الرنين وتجعل الصوت منطفئاً لتنفره فقط لأنها لا تريد منه شيئاً. وأضاف: إن التكوين الجسماني للمرأة ضعيف لذا فإن الله أبدلها أسلحة أخرى مثل الصوت والدموع، فالمرأة إن أرادت نقوداً من زوجها لا تستطيع أخذها بالقوة البدنية ولكن من السهل أن تأخذ ما تريد من جيب زوجها بسلاح الصوت.
صحيفة الراي العام