طرح عالم الأحياء القديمة الأمريكي الشهير ادوارد درينكر كوب الذي عاش في القرن التاسع عشر “قاعدة كوب” التي تفترض ان ذرية الحيوانات تنزع الى الزيادة في الحجم عبر العصور.
وبدا ان حفريات الديناصورات التي اكتشفها في الغرب الأمريكي تعضد هذه الفرضية.. لكن كوب لم يكن معصوما من الخطأ ففي زلة ذائعة الصيت تضمنتها حوليات علوم الاحاثة والاحياء القديمة فقد نشر عام 1868 وصفا لكائن (إلاسموصور) وهو من الزواحف البحرية العجيبة طويلة العنق وقد وضع رأسه -على سبيل الخطأ- في نهاية الذيل.
إلا انه يبدو ان كوب لم يجافيه الصواب بشأن فرضية حجم الجسم إذ قال العلماء يوم الخميس إن أشمل اختبار أجري حتى الآن -لتأكيد صحة “قاعدة كوب” وتضمن 17208 مجموعات مختلفة للحيوانات البحرية عاشت على مدى 542 مليون عام الماضية – بين اتجاها جليا يؤكد كبر حجم الجسم مع مرور الزمن.
ويرجع هذا التحليل الى فجر حياة الحيوان على وجه البسيطة.
توصل البحث الى ان متوسط حجم الحيوان في المحيطات اليوم أكبر بواقع 150 مرة من المتوسط الذي كان سائدا منذ ما يقرب من نصف مليار عام. وفي حقيقة الأمر فان أضخم كائن بحري مسجل يعيش في وقتنا الحالي هو الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله نحو 30 مترا. وشمل البحث خمس فئات رئيسية من المخلوقات البحرية هي :
* الحبليات ومنها الأسماك وسمك القرش والثدييات البحرية مثل الحيتان والزواحف البحرية ومنها البليسيوصورات والموساصورات والإكثيوصورات.
* الرخويات ومنها الحبار (السبيط) والمحار (الجندوفلي) والقوقع الحلزوني (البزاقة).
* شوكيات الجلد ومنها قنديل البحر وقنافذ البحر.
* مفصليات الأرجل ومنها السلطعون (الكابوريا) والروبيان (الجمبري او القريدس) وسرطان البحر (الاستاكوزا) والحيوان المفصلي المنقرض التريلوبيت.
* عضديات الأرجل ومنها أصداف البحر المضيئة.
إذن لماذا كلما كبر الحجم كان ذلك أفضل؟… الباحثون يطرحون بعض الأفكار..
يقول نويل هايم عالم الاحياء القديمة بجامعة ستانفورد الذي وردت نتائج بحثه في دورية (ساينس) العلمية “من اليسير التغذي على الحيوانات الأخرى لو كان الحيوان كبيرا. ومن ناحية أخرى فانه يتحاشي خطر ان يصبح هو نفسه فريسة”.
وأضاف “في الماء تكون الحيوانات الأكبر حجما أكثر نشاطا بسبب زيادة كتلة الجسم بالنسبة الى مساحتها السطحية. تشعر الحيوانات الكبيرة بانها ليست لقمة سائغة مثلها مثل الحيوانات الصغيرة.
“ولدى الحيوانات الكبيرة أيضا معدل أعلى من التمثيل الغذائي والذي يسهم بدوره في ان تعيش نمط حياة أكثر نشاطا”.
يقول العلماء إن اتجاه كبر الحجم مع مرور الزمن يعزى أصلا الى تكريس ظاهرة التنوع الحيوي وصمود طوائف الحيوانات الأكبر حجما امام الظروف بالمقارنة بالأصغر منها. ووجدوا ان الأنواع الحديثة تميل بصفة عامة إلى أن تصبح أكبر حجما عن أسلافها وليس أن نوعا بعينه يصبح أكبر مع مرور الزمن.
ويقول جوناثان باين استاذ الاحياء القديمة بجامعة ستانفورد “وجدنا ان هذه الزيادة في الحجم لا يمكن تفسيرها بحدوث ارتقاء بسيط وعشوائي لحجم بدائي أصغر”.
لكن باين قال إنها توضح “عملية نشطة من النشوء والارتقاء التي تحابي الحيوانات الأكبر حجما.
رويترز