ذات يوم عاد من العمل مبكراً على غير عادته الراتبة إذ يخرج صباحاً ويأتي مساءاً حسب روتين عمله، لذلك كان معه مفتاح البيت.. دخل سمع حركة داخل غرفة نومه.. تاوق ووجد الفاجعة إنها مع رجل غريب.. تخونه بهذه الجرأة والبساطة.. ربما فكر في عشرات الحلول لكنه اختار من بينها حلاً مستحيلاً.
أحضر كرسيا ًوجلس أمام باب الغرفة.. فوجئ به العشيق والزوجة.. وهما في منظر مخل.. لكنه أشار إليهما بالصمت.. قال للرجل سوي ملابسك واجلس في هذا الكرسي وأشار إلى كرسي مجاور له.. وقال للزوجة انستري وتعالي.. جاءت شاحبة ترتجف.. قال لها: هوني عليك اذهبى و أعدي لنا شاياً أنا و الضيف صب الشاي للضيف تناوله وهو يرتجف بعد ذلك أجلس الزوجة.. احملي حاجياتك واذهبي إلى بيت أهلك واختلقي لهم أي سبب لطلاقك لأنهم إن جاءوا إليّ وسألوني سأقول لهم الحقيقة.. وأنت ألم تشرب معي الشاي قال للعشيق.. فهز ذاك رأسه موافقاً.. هذا حتى لا تحكى هذه القصة لأحد اذهبا سريعاً..
هذا ما حكوه لي عن الرجل احترت هل أعجب بتصرفه أم أرثى لحاله.. لكني سألت نفسي.. ومن الذي حكى هذه القصة.. قال لي البعض الزوجة فقد عانت من تكبيت الضمير وحكت القصة لمن حولها حتى تخفف من عبء الحمل الثقيل.. وقالوا مرات تنهار وتصرخ: أنا خائنه!
قال لي البعض حكاها العشيق قبل أن تتلبسه حالة نفسية جعلته الآن لا يفعل سوى أن يمشي حافي القدمين أشعت أغبر.. وربما زفه بعض الصبية المجنون.. المجنون..
قلت والله الرجل قتلهما وانتقم منهما.. فلو سدد لهما طعنات أو أطلق عليهما رصاصات لكان أرحم لهما من هذا المصير التعس.
كنت قد نسيت هذه القصة القديمة وما عادت إلى ذاكرتي إلا بعد اطلاعي على هذه القصة التي حدثت في «مصر القريبة دي» حسب رواية صحفي مصري متخصص في أخبار الحوادث.. إذ قال:
أقام أحد الأثرياء في فيلته بالمعادي حفلاً صاخباً دعا إليه
مجموعة من أصدقائه وصديقات زوجته.. وهم من نجوم المجتمع.. وقرب نهاية الحفل وقف الزوج يلقي كلمة على الحاضرين.. قال كنت حريصاً على دعوتكم جميعاً.. وحينما قدمت كشف المدعوين لزوجتي حتى تقوم بمراجعته سألتني بعد القراءة عن اسم صديقنا «ممدوح».. واعتذرت لها وأضفت اسم ممدوح.. لكن مالم تعرفه زوجتي حتى الآن هو أنني لم أجهز لهذا الحفل إلا من أجل عيون ممدوح وعمدت أن أغفل عن اسمه حتى اختبر اعزاز ووفاء زوجتي له.. واسمحوا لي أن أوجه الدعوة لصديقي ممدوح حتى يأتي ويقف إلى جواري الآن حتى أقدم له هدية العمر التي يحلم بها «وترقب الحضور اللحظات القادمة».. جاء ممدوح وهو يتصبب عرقاً وابتسامة صفراء باهتة على شفتيه ووقف إلى جوار الزوج.. نادى الزوج زوجته الحسناء فجاءت مرتبكة ووقفت إلى يساره.. فعاد يوجه كلامه إلى الحاضرين ممدوح يحب زوجتي وزوجتي تحبه تحدثا طويلاً على انفراد وبالتلفونات والتقيا في بيتي وفي بيته وكلاهما كان يندم على حظه السيء الذي أضاع عليه فرصة الزواج من نصفه الحلو.. والحقيقة يا جماعة من ناحيتي أقول للهانم زوجتي أمامكم:أنت طالق.. طالق بالتلاته.. وإذا لم تقدم لي تنازلاً مكتوباً عن كل حقوقها فلن أتردد في تقديم أدلة الخيانة للمحكمة..
ولم تتردد الزوجة في الجري نحو حجرتها وكتابة التنازلات.. بينما اندفعت زوجة ممدوح إلى حيث يقف ثم صفعته أمام الجميع وهي تصيح طلقنى إذا كنت رجلاً وطلقها بصوت مرتعش وهو يجري نحو باب الخروج.. ودخلت بعض السيدات إلى حجرة الزوجة للمواساة أو للمجاملة أو للشماتة وكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع .. قطعت الزوجة شرايين يدها وماتت.
ماذا تسمون هذه التصرفات.. هل هي شجاعة فائقة.. أم قدرة على الانتقام خطيرة.. هل هذه رجاله.. أم عوارة.. طبعاً لا استطيع من وحي هذه المادة أن أطلب من الأبناء والزملاء في قسم التحقيقات أن يعملوا تحقيقاً .. تحت عنوان ماذا تفعل لو كنت مكانهما؟
فهذا من المسكوت عنه شديد في مجتمعاتنا!
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]