قال بوب باير، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ومحلل الشؤون الاستخباراتية لدى CNN، إن القوات المصرية قد تجتاح ليبيا وتحتلها بحال كان الخطر القادم من تلك البلاد كبيراً بما يكفي لتهديد الوضع المصري، مضيفاً أن أمريكا مضطرة لتوسيع الحرب ضد “داعش” و”القاعدة” إلى مدن أخرى خشية انتقال تلك التنظيمات إلى دول الخليج نفسها.
تحركات سعودية وتشهد الرياض في هذه الأثناء تحركات سياسية ودبلوماسية ماراثونية، سواء على المستوى الخليجي أو الدولي، محورها ملف التهديدات المتزايدة من قِبل تنظيم “داعش”، وكذلك سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن, ووفقا لـ CNN فمن المقرر أن تشهد العاصمة السعودية اجتماعاً اليوم الأربعاء، يضم قادةً عسكريين من الدول المشاركة في “التحالف العربي الدولي” لمحاربة تنظيم داعش، لتقييم نتائج ضربات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق.ويأتي ذلك عقب نشاط دبلوماسي مكثّف شهدته العاصمة الرياض خلال الـ 72 الماضية؛ حيث أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – مشاورات عدة مع عددٍ من قادة دول الخليج، كان آخرها زيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمس، إلى الرياض؛ وقبلها استقبل خادم الحرمين، أمير الكويت، وولي عهد أبو ظبي خلال الأيام الثلاثة الماضية.
فرق الموت وعودة إلى باير الذي قال تعليقاً على الوضع العسكري في منطقة الأنبار بالعراق، التي يحاول تنظيم داعش مدَّ نفوذه فيها: “العشائر التي تختار القتال إلى جانب حكومة بغداد تصبح منبوذةً في الأنبار، والمجموعات القبلية الرئيسة التي تقاتل داعش في المنطقة ليست على اتصال بالقوات الأمريكية، ومَن يقوم بعمليات القتال الحقيقية هي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران التي يُطلق السنة عليها لقب فرق الموت”.وأضاف: “نحن لسنا أمام حالة تضامن سني فعلي بوجه داعش في العراق، وسيكون علينا تبديل سياستنا، ولذلك لا يفاجئني تمدُّد داعش في تلك المنطقة”.
غزو بري وبالنسبة لمصر، قال باير إن المصريين يواجهون التطرُّف في ليبيا، بل إنهم “ليسوا قادرين على التحليق بمروحياتهم عند المنطقة الحدودية مع ليبيا لتخوفهم من وجود صواريخ مضادة للطائرات بحوزة مقاتلي داعش”.وتابع قائلاً: “أرى أن القصف الجوي المصري هو مجرد مقدمة لشيء أكبر. وعلينا نحن في ليبيا التعامل بجدية مع الموضوع الليبي؛ لأنه تهديدٌ مباشرٌ لأوروبا؛ إذ لا تبعد إيطاليا إلا مسافة قصيرة بحراً، وبالتالي فالأمور تزداد تعقيداً”.
وشكّك باير في فاعلية الغارات المصرية الحالية، ولكن لم يستبعد توسع العمليات لتصل إلى غزو بري، قائلاً: “لقد قصفت الطائرات المناطق المحيطة بدرنة التي تعد معقلاً للتنظيم، ولكن عناصر داعش كانوا قد أعادوا نشر قواتهم. يمكن للغارات إحداث بعض الضرر ولكن الوضع برمته في ليبيا متفجّر؛ فهي لم تعد دولةً فاشلةً فحسب؛ بل دولة في فوضى شاملة.
دعم المصريين وأضاف: “هل يمكن أن تحتل مصر ليبيا؟ أظن أنها ستفعل ذلك إذا ساء الوضع بدرجة كبيرة، ولكن يجب على أمريكا أن تتأهب وتبحث عن قوة عسكرية على الأرض لدعم المصريين، الأمر لم يعد يتعلق بالديمقراطية وحكم القانون؛ بل بحرب شاملة تحتاج منا إلى إظهار المزيد من القدرات القيادية”. “داعش” والخليج وعن إمكانية توسع العمليات العسكرية الأمريكية نحو ليبيا واليمن إلى جانب العراق وسوريا، ردَّ باير بالقول: “الأمر مرعب بالفعل، ولكن الإعلام العربي يشير يومياً إلى تزايد أعداد الخليجيين الذين يقاتلون في العراق أو ينتقلون إلى اليمن للقتال فيها مع داعش أو القاعدة، وبحال وصول تلك التنظيمات إلى الخليج فسنكون أمام مشكلة كبيرة، وهذا ما يشغلنا عند بحثنا في إمكانية انتشار هذا المرض وضرورة وضع خطة لاحتوائه”. سبق