ما لم يقله الرئيس.. قالته المعارضة

[JUSTIFY]
ما لم يقله الرئيس.. قالته المعارضة

الانضباط الصارم، و الالتزام بالتوجيهات والتعليمات، حرماني من دخول قاعة الصداقة ضمن المئات الذين دخلوا، ليكونوا حضوراً لـ «لحظة» تاريخية حاسمة ولخطاب حبس الناس أنفاسهم لسماعه، وقال لي حارس البوابة: «لا بد من ديباجة» وقلت له: «كيف لي بديباجة، وهي تمنح بالداخل»، فقال: «اتصل عليهم» هاتفياً، وما كنت أعرف بمن اتصل، لكنني اتصلت بمن أبلغني الدعوة هاتفياً ثم على رسالة، وأخبرته بالموقف الذي أواجهه، فقال إنه خارج القاعة، لذلك عليّ أن اتصل بـ«فلان».. فاتصلت، لكن هاتفه كان مغلقاً.

سهّل القائمون بأمر الضبط والدخول الأمر، وقالوا لي إنهم يعرفون، أنني فلان وصحفي، فقط عليّ إبراز البطاقة الصحفية، ولم تكن لدي من أوراق ثبوتية سوى رخصة القيادة، التي لا يقبلونها، وما دروا أنني لم اعتد على حمل بطاقتي الصحافية، حيث لا يسألك عنها أحد في بلادنا إلا نادراً، مثلما حدث لي مساء الاثنين، أو ليلة خطاب الرئيس.

عدتُ أدارجي مع قناعتي بأن شيئاً لن يفوتني، لأن الإذاعة والفضائيات السودانية كانت في حالة «بث مباشر» من داخل القاعة، ومع ذلك لم أتابع خطاب السيد رئيس الجمهورية إلا ليلاً، فقد اتصل عليّ الكثيرون من أهلي يبلغونني أن موعد دفن فقيدنا العزيز، الأخ والصديق الكريم البروفيسور رضوان محمد خفاجة سيكون عند التاسعة والنصف مساءً في مقابر أحمد شرفي في أم درمان، فقلت لنفسي إن اللّه أراد خيراً.. فيممت وجهي صوب المقابر، وأنا أدعو للفقيد الراحل بالرحمة والمغفرة وحسن المآب.

ليلاً تابعت خطاب الرئيس، الذي اهتمت به أجهزة الصحافة والإعلام، والقوى السياسية وكل أطياف الشعب السوداني الذي ظل ينتظر منذ أيام هذا الخطاب، وكنت من بين الذين اهتموا وظلوا ينتظرون.

المفاجأة التي حملها خطاب الرئيس بالنسبة لي شخصياً كانت في «اللغة» والمفردات التي استخدمها السيد رئيس الجمهورية الذي اشتهر عنه اللغة المباشرة والمفردة البسيطة، بعيداً عن التعقيدات الفلسفية، والتنظير السياسي، أما روح الخطاب فقد جاءت متضمنة لما يريده الناس، وما كتبنا عنه مراراً وتكراراً، وهو السلام ثم المصالحات الوطنية وقبول الآخر، والسعي لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية التي انعكست سلباً على حياة ومعيشة المواطن.

الذي لم يقله الرئيس مباشرة، هو ما قالته المعارضة، مباشرة ـ أيضاً ـ وهو القبول بفكرة الحوار، والإسراع في تنفيذها فوراًـ دون تحديد زمن ـ و.. دون شروط.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version