في ظل التردي والانحدار الأخلاقي المريع في شتى ضروب الحياة، استشرت ظاهرة معاكسة أصحاب المحلات التجارية وسط الفتيات بالأسواق العامة من أجل الحصول على ملبوسات وكريمات وعطور وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
ونتجت الظاهرة كمردود طبيعي للغلاء الذي اجتاح البلاد، سواء أكان ذلك بالاحتيال أو المصلحة المتبادلة، حتى باتت أخطر المشاكل التي تواجه أصحاب تلك المتاجر، فماذا قالوا؟
كاميرات مراقبة
اشتكى التاجر محمد علي من تعرضه لعدد من المشكلات التي كان سببها الرئيس الفتيات، وقال لقد طفى على المجتمع سلوك غريب ولا يمت إلى أخلاقنا وعاداتنا بصلة، وتابع: هناك زمرة من الفتيات يأتينّ للاحتيال مستخدمات المعاكسة والسلوك المشين حتى تتحصل على بعض السلع، وأشار أثناء حديثه لكاميرات المراقبة التي يضعها في كل مكان حتى غرفة القياس. وقال إنه يستخدمها لمراقبة المتجر من السرقات.
حسم وقتي
أما الأخوان أحمد ويوسف أدريس لا يدعان مجالاً لمثل أولئك الفتيات، وقالا لـ (اليوم التالي) إنهما يتعاملان مع الفتيات كل حسب فهمها وطريقتها، وأضافا: إذا شعرنا أنها تنحو منحىً سيئاً نحسم أمرها في الحال، تفادياً للمشاكل التي يمكن أن تجلبها ونحن في غنى عنها. ونصحا أصحاب المتاجر بتوخي الحذر وعدم الانجراف وراء أمور لا تجلب إلا المتاعب.
أغلب الزبائن
لا يجد محمد أحمد وقتاً لتلك الترهات، وقال: يخرج الشخص من منزله ابتغاء الرزق الذي يكفل له ولأسرته الصغيرة حياة كريمة، لذلك لا أجد وقتاً لمثل هذه السخافات التي تحدث من بعض الفتيات. وأضاف: لأن عملنا في السوق وزبائننا أغلبهم من الفتيات نضطر للتعامل معهم بصفة يومية، والحقيقة نعاملهن بكل احترام، أحياناً تواجهنا بعض المشكلات إلا أننا نحاول التعامل معها بشيء من اللين حتى لا نفقد الزبون. واستطرد لكن (أي شيء يفوت حده ينقلب إلى ضده) كما يقول المثل.
نهب وابتزاز
أما هاشم إبراهيم (صاحب محل لبيع الشرائح) يقوم بحسم الموضوع نهائياً، وقال: اتباع الجدية والحسم في أمور كهذه مهم جداً، ولاسيما أن هذه الحالات تنتشر بصورة كبيرة هذه الأيام. وأشار إلى أنه يتعامل بلطف ولين مع الفتيات بادئ الأمر لأنهنّ زبائن، والزبون يجب معاملته بطريقة لطيفة حتى تكسبه لصفك، لكن ما إن أتبين من حقيقة ما تضمره الفتاة من نهب أو ابتزاز أو استغلال أحسم الأمر في التو والحال. وأضاف أن هذه الأفعال تضيع من زمننا وقتاً كبيراً، لذلك لابد من الحذر.
لكل قاعدة شواذ
يرى صديق الدخري – موظف – أن الظاهرة بدأت في الانتشار بعد أن كانت حالات لا تحصى، وبالرغم من أنها لم تشمل كل المحال، إلا أنها أصابت عدداً كبيراً منهم، خاصة أولئك الذين يتابعون أهواءهم من ضعاف النفوس. وقال لـ (اليوم التالي) وما ساعد في ذلك ارتداء الملابس الضيقة التي لا تكاد تخفي أجسادهنّ ولا أدري لها سبباً، إضافة إلى حلو الكلام وبعض الوعود التي يتنازل على إثرها المسكين ممنياً نفسه بقضاء بعض الأوقات التي رسمتها مخيلته، فيغدق عليها الهدايا ويخسر المحل نتيجة ما خولته له نفسه الدنيئة، لكن صديق رجع وقال إن هناك تجاراً يحافظون على سمعتهم ولا تجرفهم الأغواء مهما كانت قوتها، وختم حديثه بأن المجتمع كبير وحتماً لكل قاعدة شواذ.
اليوم التالي