ابو ديس (الضفة الغربية) (رويترز) – حدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يوم الاثنين موعدا بعد عامين لاقامة دولة فلسطينية.
وقال فياض في خطاب سياسي له يوم الاثنين في جامعة القدس في ابوديس “انني أدعو كل ابناء شعبنا للتوحد والالتفاف حول برنامج اقامة الدولة وبناء وترسيخ وتقوية مؤسساتها في اطار الحكم الرشيد والادارة الفعالة لكي تصبح الدولة الفلسطينية بحلول نهاية العام القادم وكحد اقصى خلال عامين حقيقة قائمة وراسخة.”
وأضاف “ان تحقيق هذا الهدف خلال عامين أمر ممكن.”
ويرأس فياض وهو تكنوقراطي لا يتمتع بقاعدة سياسية كبيرة حكومة مشكلة حديثا لا تعترف بها حماس.
واوضح ان الاولوية بالنسبة له هي الوحدة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة لكنه لم يوجه نداء مباشرا الى حماس التي جعلت سيطرتها على غزة منذ 2007 القطاع منطقة فلسطينية منفصلة فعليا.
واتساقا مع سياسة الرئيس محمود عباس أشار فياض الى أن الموقف الفلسطيني لم يتغير فيما يتعلق باستئناف الحوار مع اسرائيل حينما توقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأضاف أن الفلسطينيين لا بد لهم من الحصول على التأييد الدولي من خلال بناء جميع المؤسسات الخاصة بالدولة التي يسعون اليها.
وقال “انني اذ أدعو للتمسك بهذه الرؤية والمزيد من الالتفاف حولها فانني أرى أن الحاجة لذلك قد أصبحت أكثر الحاحا في ضوء ما طغى على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي من محاولة للالتفاف على الاصطفاف الدولي الداعي لتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة من اسرائيل.”
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في كلمة له في 14 يونيو حزيران انه مستعد للقبول بقيام دولة فلسطينية لكن شريطة ان تتخلى عن كثير من رموز السيادة خاصة الجيش والسيطرة الكاملة على حدودها ومجالها الجوي وسلطة عقد اتفاقات عسكرية.
ورفض نتنياهو تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة كما تطالب خطة “خارطة الطريق” للسلام لعام 2003 واضاف مطلبا جديدا للفلسطينيين وهو ان يعترفوا باسرائيل “دولة يهودية”.
وقال فياض انه لا تزال هناك فرصة لتحقيق سلام عادل لكن ليس على اساس “الرواية” اليهودية للتاريخ التي قدمها نتنياهو.
واضاف “ولكن لا أظن بأنني بحاجة للتذكير بأن لدينا نحن الفلسطينيين رواية تاريخية مختلفة تماما. لا أريد أن أتناول تلك الرواية اليوم بأي قدر من العرض أوالتحليل. ولكن كل ما أريد أن أقوله في هذا الشأن هو أنه بالقدر الذي لا أتوقع أن تكون الرواية التاريخية الفلسطينية مقبولة لديكم فانه لا ينبغي توقع أن يكون من المقبول اعتماد الرواية الاسرائيلية التاريخية كأساس لحل الصراع اذا ما كان لهذا الحل أن يكون عادلا ودائما.”
ووصف الخطاب بانه رد على خطابي الرئيس الامريكي باراك اوباما ونتنياهو وكليهما اختار خلفية جامعية ليلقي منها خطابا كبيرا بشأن سلام الشرق الاوسط في وقت سابق من الشهر الحالي.
وقال مخاطبا “جيراننا الاسرائيليين” ان الفلسطينيين “لنا تطلع رئيسي واحد.. أن ننعم بما هو حق طبيعي لشعوب الارض كافة ألا وهو العيش بحرية وكرامة في وطن لنا.
“واننا نتطلع لتجسيد دولتنا الى جانب دولتكم عبر سلام ذي معنى وبما يؤسس لعلاقات طبيعية في شتى المجالات على أساس حسن الجوار. نحن نتطلع الى سلام يدرك فيه الطرفان فوائد التعايش المشترك والمتكافئ وفي شتى المجالات. نحن لا نريد أن نبني الجدران بل نسعى لمد الجسور.”
ويتوقع القادة الفلسطينيون من المجتمع الدولي ان يضطلع بمسؤولياته بجعل اسرائيل تلتزم بوعودها.
وقال ان على اسرائيل ان توقف الاستيطان بكافة اشكاله وان توقف هدم منازل الفلسطينيين ومصادرة الارض وعزل القدس كي تجدد ثقة الفلسطينيين المهتزة في عملية السلام.
ويصر نتنياهو على ضرورة ان تظل القدس العاصمة الموحدة للدولة اليهودية. واكد فياض الزعم الفلسطيني المقابل بقوله ان القدس الشرقية ستكون العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية المستقلة.