*إن كانت الصحافة هي ضمير الأمة الحي، فعلى الأقل أنا هنا فقط اجتهد في بلورة بعض أشواق الجماهير وأنفاسها، التي نعايشها في الأزقة والأسواق وبيوت الأتراح والأفراح وقارعة الطرقات.
*فمن الولاة الذين استنفدوا كل أغراض بقاتهم وأعطوا كل ما عندهم ولم ولن يسبتقوا شيئاً، سعادة الفريق الهادي عبد الله، واستدرك وأقول (الفريق الركن) حتى لا أسلب الرجل بعض مكتسباته المهنية والتاريخية، بل يملك الرجل من نوط الجدارة والشجاعة ما تنوء به الكتوف.
*غير أن معركة ولاية نهر النيل تاريخاً ليست ضد متمردين ولا جبهة ثورية، فنحن معركتنا أصلاً ضد الجدب والأرض البور البلقع، عفا الله عن ابن عمنا دكتور نافع الذي كان يدير مطبخ الولاة، فباجتهاداته غير الموفقة، وللمجتهد أجران، فقد ضيَّع على البلاد فرحتين، وهو يرسل الرجل المناسب سعادة الفريق الركن الهادي عبد الله إلى المكان غير المناسب الذي هو بامتياز ولاية البستنة والقمح والبقوليات، وبهذا الاختيار قد خسرت ولايات التماس والحركات المسلحة مقاتلاً شرساً قد خبرته صولات الحروب وجولاته سيما على أيام صيف العبور، وفي المقابل لم تربحه معركة ولاية نهر النيل (معركة الزراعة).
*فغير ذلك فإن سعادة الفريق الهادي قد أتى إلى الولاية منهكاً ومرهقاً ولم يكن بمقدوره أن يتواجد كل يوم بحقل جديد ليفتتح حواشة أخرى، أن يكون اليوم بجزيرة مقرات اليوم الثاني بمشروع قندتو الزراعي، الترحال المتواصل من شمال الولاية إلى جنوبها إلى وسطها إلى أوديتها، فليس من العقل والمنطق أن نطلب من رجل يتوكأ على السبعين أن يكون ابن عشرين والأيام مقبلة كما قال العباسي يوماً..
يا بنت عشرين والأيام المقبلة
ماذا تقولين في موعود سبعين
*غير أني لست هنا لأجل تقديم كشف حساب وتفصيل انجازات أو اخفاقات، فلقد أصابت حكومة سعادة الفريق بعض النجاحات والمكتسبات، غير أن الذي بقى هو الأكثر، ولكني بصدر بلورة رؤى الرأي العام في الولاية وبين أبنائها في المركز، بأن الرجل الهادي يفترض أن يذهب اليوم، على أن يذهب مكرماً مرفوع الهامة، وهو على الأقل ابن هذه الثورة التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء,
وهذا حديث قد تجاوزه حتى المسؤولين في المركز، بان ولاية نهر النيل واحدة من الولايات الخمسة التي ذكرها القصر الجمهوري في سياق التغيير المرتقب، ومنذ ذلك التصريح وحتى اليوم ذهبت مراكز الرأي العام الأهلية والمؤسسية في حالة تنقيب وبحث مضنٍ عن الوالي المرتقب.
*وفي هذا السياق، يتردد الآن بقوة اسم ابن الولاية العميد محمد إبراهيم عبد الجليل، أنا لم أقل إن هذا الخيار يتردد في صالونات الحكومة ومكاتب حزبها الحاكم، ولكن على الأقل يتردد بين أوساط الجماهير، ليكن الأمر في نهاية المطاف إرادة شعب.
*وقد يقول قائل مال صاحب الملاذات يود أن يستبدل جنرالاً بجنرال آخر، وهو يزعم أن معركة الولاية هي معركة زراعية بامتياز!
*أولاً أنا لا ابتدر الترشيح، ولكني لا أملك إلا أن أتبنى رغبة الجماهير العارمة، وهي ترى أن (الرجل الثورة) العميد معاش ود إبراهيم هو شعلة من النشاط وبقايا متحركات عسكرية يستطيع أن يتواجد في كل الحواشات والجزر ومكان الإنتاج.
*ثانياً في آخر لقاء لود إبراهيم نشر بهذه الصحيفة أجرته الزميلة صباح موسى، ثبت أن للرجل صلة بالأرض والزراعة، فلما فصل من مدرسة عطبرة الثانوية كانت وجهته هي حرفة الزراعة، والآن وبعد خلع الكاكي يراوح مزاولته من بعيد وقريب للحقول الزراعية.
*أخيراً لا يزال العميد ود إبراهيم عضواً بالحركة الإسلامية ومؤتمرها، أرجو أن تفرغ طاقة الرجل في بستنة ولايته ليبدأ الإصلاح من هناك.
*مخرج بعد الأخير..
على الأقل أن نصف موارد الولاية ومعظم موارد الدولة من (ذهب العبيدية) ومحطة جماركها.. العبيدية مسقط رأس الرجل المرتقب، وقديما قيل (أهل مكة أدرى بشعابها) والله أعلم..
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي