“تلك صورتها وهذا العاشق ” الفالنتاين.. عيد الشباب العشاقين حين يتبرأ منه الكبار

الرومانسية في مثل هذا اليوم من كل (فبراير)، ففي الرابع عشر من هذا الشهر من كل عام يأتي (يوم الحب) يجرجر أذياله بهجة وحبوراً، إنه عيد العشاق الذي ابتدره القديس فالنتاين في قصة معروفة ومنشورة، حتى أصبح هذا اليوم يحمل اسمه، وظل الاحتفال بيوم الحب أو عيد الحب أوعيد العشاق أو(فالنتاين) سمه ما شئت حكراً على المسيحيين الغربيين، ثم الشرقيين، قبل أن يعتنقه كل العشاق غض النظر عن أديانهم، رغم اختلاف الآراء وتباينها في هذه المناسبة، فإن الثابت الذي لا جدال فيه أنها أضحت مناسبة عالمية لها رواج وباع، إذ يحتفل بها كثير من الناس ويروجون لها عبر التقنيات الحديثة (من وسائل الاتصالات).
تختلف أساليب الاحتفال بيوم فالنتاين، بحسب تباين ثقافات وبيئات وأديان المحتفلين، فيقوم بعضهم بابتكار أساليب احتفائية فريدة وغير متوقعة في بعض الأحيان، لكن في الغالب الأمر ارتبط هذا الاحتفال هنا في السودان بتبادل رسائل الحب الموجزة، التي تتخذ أسلوب (بطاقات المعايدة)، لكن من الثابت أيضاً حرص السواد الأعظم من المحتلفين ممن أصابتهم سهام العشق على ارتداء اللون الأحمر إضافة إلى إرسال بطاقات الحب وبوكيهات الورود، هذا وتحرص شعوب مختلفة حول العالم على الاحتفاء بالفالنتاين مناسبة سعيدة لتجديد الحب ونفخ روح جديده في عروقه المتيبسة.
طريقة الكبار
هذا من ناحية شريحة الشباب، فيما يظل الكبار يستعصمون برفض احتفال كهذا، بعض يترفق في ذلك، وآخرون يتشددون حد التطرف والدعوة إلى منعه بشكل قاطع وحاسم، وفي هذا الإطار حاولت (اليوم التالي) استقصاء واستجلاء بعض الآراء المتناقضة حول (فانتاين داي)، الذي يصادف اليوم.
تقليعة جديدة ودببة حمراء
ابتدرت السيدة آمنة إبراهيم بائعة كسرة إفادتها بقولها: “يا بتي دا كلام شنو البتقولي فيهو دا (الفالنتاين) بري بري مابعرفو، إلا سمعت بيهو من البنيات ديل”. وأضافت: “نحن في زمنا خلي عيد حب، الحب ذاتو ما بنعرفو، والكلمة دي ذاتها ما بنقدر ننطقها، بعدين ما كان عندنا إلا عيدين (الفطر والضحية) لكن انتو جيل الزمن دا عندكم حاجات غريبة، بتعرفوها براكم، نقول ليكم شنو يا بتي، ربنا يهديكم”.
من جهته، أكد حمدي محمد صالح يعمل بمكتبة كرشاب، إنه من عشاق (فالنتاين). وأضاف: دائما اهتم بتبادل الهدايا في هذا اليوم الرائع، هذا بجانب أنه يمثل بالنسبة لنا تجار هدايا موسماً يدر ربحاً وفيراً، لذلك أهتم كثيراً بتزيين المكتبة باللون الأحمر ووضع الورود عند مدخلها، إضافة إلى زيادة عدد الأصناف مثل (الدباديب الحمراء) والساعات التي تحمل كلمة (love) وأشياء كثيرة تعبر عن الحب وترمز إلى أهميته البالغة في حياة البشر، فلولا الحب لما كانت هناك حياة أصلاً.
التقليد الأعمى
وفي اتجاه عكسي، مضى حذيفة بلة تاجر الملابس، مشيراً إلى أن (فالنتاين) هو اسم قديس مسيحي، لذلك فهو ليس من رواد هذا اليوم، مضيفاً اهتم فقط بعيدي الفطر والأضحى المباركين. وأردف كفاية علينا التكنولوجيا والتقنية الحديثة التي شغلتنا عن كل شيء بما حملته إلينا من مصائب، فلا ينبغي أن نلهث خلف التقليد الأعمى.
لكن محمد أبوحسام – موظف – اعتبر هذا (يوم الحب) تقليداً لا بأس به، إذ يعبر خلاله الناس عن حبهم لبعض عن طريق إهداء البطاقات والزهور والحلوى وجلسات المؤانسة والسمر. واستطرد في العقود السابقة كانت الرسائل تكتب بخط اليد، ولكن الآن صار كل شيء متطوراً، وكشف عن أنه ينتظر هذا اليوم بفارق الصبر ليحتفي به لأنه مميز ورائع بحد قوله. وأشار إلى أنه يخصص له زياً جديداً، ويفضل أن يهدي إلى من يحب ورود حمراء طبيعية.
الهدايا التقليدية
داخل إحدى المكتبات التقينا الطالبة لميس التاج، كانت تبدو في حيرة من أمرها، وهي تبحث هدية مناسبة، قالت لنا هذه هي الجولة الرابعة لي للبحث عن هدايا، منذ أسبوع وأنا أبحث عن هدية. وأضافت الهدايا التي داخل المكتبات ليس بينها شيء جديد ومميز، كلها تقريباً تقليدية يتم تبادلها لسنوات في عيد الحب.
إلى ذلك، كشف محمد الشيخ موظف عن أنه لا يحتفل أبداً بما يسمى عيد الحب، مبرراً ذلك بقول ما عندي وقت للاحتفال بيهو. وأشار أنه قرر أن يجرب الاحتفال به هذا العام، لأنه عام مميز بالنسبة له، إذ وجد الشخص الذي يستحق الهدايا والاحتفال. وأضاف بمناسبة (عيد الحب)، فليكن الحب أولا لله ورسوله، وأن نرفع في هذا اليوم شعار الحب للجميع، ونسأل الله أن يديم المحبة ويشيعها بين الناس.

اليوم التالي

Exit mobile version