الحب والوضع الإقتصادي في قفص الإتهام الانتحار .. رحلة البحث عن الخلاص في أعماق المجهول

[JUSTIFY]أخذت ظاهرة الانتحار منحىً تصاعدياً مقلقاً في مجتمعنا السوداني، خلال الفترة الأخيرة، لتعكس واقعاً مُراً يعايشه على مضض بعض أفراده، ممن فقدوا الأمل وانسد في وجوههم الأفق الرحب، ليعتلي غياب السكن، البطالة، الصدمات العاطفية، والفشل الدراسي، وغيرها من قائمة دوافع السودانين لوضع حد لحياتهم، (التغيير) غاصت في الظاهرة، وحاولت تسليط الضوء على حالات منها، حالات طفت فوق السطح ومنها ما توارى خلف ستار لم يفضح أمرها، بعضها انتهت بنجاة أصحابها بأعجوبة، وأخرى انتهت بمآسٍ حقيقية، ظلت صورها الحزينة والمؤلمة باقية في أذهان الأقارب والأصدقاء والمعارف، هذا يتناول جرعة من السم نسبة لظروف اجتماعية معقدة يعيشها وذاك يقفز من أعلى الجسر نحو النهر المتدفق، لأن حبيبته ضاقت ذرعاً بعدم جاهزيته بعد حب استمر لأعوام، فكانت من نصيب مغترب، وتلك تنتحر شنقاً بعد قرار والديها تزويجها لشخص لا ترغب فيه، بالاضافة إلى آخر منتحر في منطقة مايو دون أقواله قبل أن تتدلى جثته هامدة (عايز أعرس وماعندي قروش)، والأدهى أن ينضم إلى طابور الانتحار حتى الأطفال؛ فيما تبقى الأسباب والدوافع عديدة ومتنوعة، بانتظار ايجاد حلول ناجعة من شأنها الحد منها .

تعددت الوسائل والموت واحد
يؤكد المختصون أن الطرق التي يلجأ إليها “ضعاف النفوس والإيمان” للانتحار بالمدن الكبرى، تختلف عن تلك التي يستخدمها المنتحرون بالأرياف، حيث ينتحر المقيمون بالمدن الكبرى شنقاً أو برمي أنفسهم من الأعالي، بينما ينتحر عادة المقيمون بالمناطق الأخرى بتناول الأدوية أو مواد سامة أو ببنادق، بينما تؤكد الدراسات المعدة في المجال أن هؤلاء يشتركون في دوافع الانتحار، حيث تتصدر المشاكل الاجتماعية على غرار الفقر والحاجة، البطالة وغياب السكن قائمة الأسباب، وتشعر الشخص الفاقد لها بأن جسده أضحى يشكل عبئاً ثقيلاً عليه وجب تخلصه منه.

المختصون يؤكدون ارتفاع الحالات
ليست هنالك تفاصيل دقيقة تخرج موثقة من جهات رسمية، لوضع الراي العام في الواجهة حول ازدياد ظاهرة الانتحار، لكن أكد مختصون لــ”لتغيير” إن الحالة في ازدياد مخيف، مما يجعل المجتمع في حالة مختلفة يصعب فك شفرتها ووضع نهاية لها.

أغلبهن يأخذن سرهن معهن
هي قصة مازال صداها يتردد في الارجاء، وتدور الحادثة حول الطالبة “س” التي يشهد لها جميع سكان الحي بالطيبة وحسن الخلق والمعشر، وفي صباح شتاء قارس استيقظ الجميع علي الخبر الصادم، مفاده أن سامية انتحرت بمسدس والدها دون معرفة الأسباب، ولكن كان الهمس يدور حول آخر مكالمة تلقتها ولم يحدد مصدرها، فلم تتمالك نفسها، إلا ممسكة بزناد المسدس فتستقر في رأسها وتسقط جثة هامدة.

زوجوني أو انتحر ؟
لا يزال سكان مايو الخرطوم يذكرون حادثة انتحار شاب لم يملك مال(الصداق) وبعد محاولات عديدة طرق من خلالها العديد من الأبواب، لكنه لم يجنِ إلا الوعود السراب، مما دفعه لوضع حد لهذه الحياة القاسية، التي لم يستطع فيها اكمال نصف دينه بشتى الوسائل الممكنة، ولم يترك خلفه غير رسالة كتب فيها (عايز أعرس وماعندي قروش )

حادثة أصبحت مثاراً لتنكيت أحد الأحياء عندما أقدم أحمد لخطبة “ل” لكن والدها صفعه بالرفض من أول جلسة تعارف، نسبة لأنه لاينتمي إلى قبيلتهم، مما سبب لها أذى نفسي جعلها تنزوي وتبتعد عن الناس بعد رفض والدها كل الوسطاء و(الأجاويد) فلم تجد أمامها سوى وضع عائلتها أمام الأمر الواقع، زوجوني له أو أنتحر، فلم يجد الولد سوى الموافقة.

فتح الرحمن حمدان
صحيفة التغيير[/JUSTIFY]

Exit mobile version