“الوضع السياسي الراهن في السودان” ندوة رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض

[ALIGN=JUSTIFY]سونا : أقامت رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض ندوة سياسية كبرى وحاشدة تحت “عنوان الوضع السياسي الراهن في السودان” وذلك مساء أمس الأول بقاعة فندق القصر الأبيض بالرياض، وسط حضور حاشد من قبل أعضاء الرابطة وقيادات الروابط والتجمعات والكيانات الاجتماعية والمهنية، بجانب عدد من أعضاء السفارة السودانية بالرياض. وناقشت الندوة قضيتن مهمتين هما قضية أبيي

. المشكلة والحل تحدث حولها د. حسن حمدي وزير الصحة بولاية جنوب كردفان والقضية الأخرى تتعلق بآخر مستجدات أحداث أمدرمان تحدث حولها المستشار بسفارة السودان بالرياض إبرهيم منصور سوركتي. وأكد الوزير حسين حمدي في بداية حديثه حول قضية أبيي أن مايقدمه من سرد لا يمثل وجهة النظر الرسمية إنما يمثل سردا تاريخيا حقيقيا لجذور منطقة أبيي ،متناولا بالتفصيل الخلفية التاريخية والسياسية والمكونات الاجتماعية والإرث الثقافي لمنطقة أبيي، بجانب جغرافية المنطقة وطبيعتها وسكانها من المسيرية ودينكا نوك ، مؤكدا أنهم ظلوا يعيشون في نسيج اجتماعي وتعايش سلمي يعد أنموذجا يحتذى به في السودان،مما نتج عنه تزاوج وتصاهر بين أبناء القبيلتين، وقال إن الاتفاق الأخير الذي وقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من شأنه أن يضع حلا شاملا للقضية ويعيد الإمور إلى نصابها إذا ما إلتزم الطرفان ببنود الإتفاق ، مشيرا إلى أن أبناء المسيرة قد باركوا الاتفاق عند إلتقائهم برئيس الجمهورية مؤخرا. واوضح أن هناك محطات تاريخية بارزة بمنطقة أبيي حدثت في أعوام 1905 و 1934 و 1974 و2005 وهي تواريخ ينبغي الوقوق عندها كثيرا واخذ العبر والدروس منها، مشيرا إلى أن العام 1905تمت فيه إضافة المثلت المعنى إلى مديرية كردفان وبالتالي إلحاق دينكا نوك بكردفان ، أما العام 1934م ففيه اختار ناظر عموم دينكا نوك الناظر كوال أروك طوعا إنضمام نظارته إلى لنظارة المسيرية بمنطقة كردفان وليس بحر الغزال ، أما خلفه الناظر دينق مجوك فقد أختار في عام 1951 أن تتبع نظارته إلى ريفي المسيرية بكردفان الشئ الذي يؤكد عمق العلاقات بين المسيرية والدينكا منذ أمد طويل وهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ. وأكد الوزير حسين حمدى أن اتفاقية اديس أبابا عام 1974 بين حكومة نميري والمتمردين ظهرت فيها لأول مرة قضية أبيي وتم تضمينها في البنود السرية للاتفاقية. وحول ظهور قضية أبيي بقوة على السطح في عهد الحكومة الحالية اوضح أن أبناء منطقة أبيي بالحركة الشعبية هم الذين أثاروا هذه القضية وتطالبوا بتضمينها في اتفاق السلام. وتطرق للتصعيد الأخير الذي حدث في ابيي وماتبعه من نزوح لسكان أبيي ،مشيرأ إلى أن التصعيد جاء لعدم الالتزام السياسي لطرفي النزاح خاصة الحركة الشعبية، بالاضافة لعدم تطبيق الحركة لبنود البروتوكول الأمني القاضي بانسحاب قواتها جنوب حدود 1956م، وكذلك عدم الانضباط الأمني والعسكري والتفلتات لبعض عناصر الحركة وذلك باعتراف قيادتها. واوضح الوزير أن أهم الأسباب التي أدت إلى التصعيد الأخير تتمثل في تعيين إدوارد لينو حاكما لإدارة منطقة أبيي من جانب الحركة الشعبية وهذا يخالف الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة ، حيث عمد لينو لتصعيد الأحداث وقام بتعيين إداريين بدرجات وزراء، متطرقا إلى تفاصيل الاشتبكات الأخيرة بين الطرفين في أبيي وماتبعه من أحداث مؤسفة ، تتمثل في حرق مناطق سكان أبيي وبالتالي نزوحهم باعداد كبيرة جنوبا وشمالا.وقال إن مايلفت النظر نزوح أعداد كبيرة من أبناء الدينكا شمالا لمناطق المسيرية حول المجلد وغيرها من مناطق المسيرية ، حيث استقبلهم أبناء المسيرية بكل ترحاب واستضافوهم في معسكرات جنبا إلى جنب معهم، وأكد أن هناك جهات قامت عمدا باحراق مناطق سكن أبناء أبيي وذلك بهدف تهجيرهم من المنطقة ، بصورة كاملة

وتطرق بالتفصيل لبنود الاتفاق الأخيرحول أبيي مؤكدا أنه قد غطى كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية ، وقد أستصحب معه الجوانب الثقافية والاجتماعية والتاريخية وبذلك يمكن أن يضع هذا الاتفاق حلا نهائيا لهذه القضية، أما اذا لم يتم ذلك فستحال القضية للتحكيم الدول، مؤكدا أن اتفاق أبيي أمن على الوحدة أكثر من الانفصال. وانقد الوزير حسين حمدي الموقف الأمريكي مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لها أجندتها الخاصة وقد ربطت أخيرا التطبيع مع الحكومة بحل قضية أبيي،موضحا أن الحدود والخارطة التي جاءت في تقرير خبراء أبيي والتي رفضتها الحكومة ووافقت عليها الحركة هي نفسها الحدود والخارطة الخاصة بشركة شيفرون الأمريكية التي حددت فيها مناطق البترول في أبيي ، الشئ الذي يثير علامات استفهام كبرى.؟؟ وكشف عن أمتلاك أبناء المسيرة لوثائق تاريخية في غاية الأهمية تثبت حقهم في منطقة أبيي، الشئ الذي يؤدى إلى الحكم لصالحهم وقال إذا لم يتم ذلك فسوف يرتضى أبناء المسيرة بالتحكيم حسب ماينص عليه الاتفاق، مشيرا إلى أن هذه الوثائق سيتم تسليمها للجهات ذات الاختصاص. وأشاد د. حسن حمدي وزير الصحة بولاية جنوب كردفان في ختام حديثه بتنظيم الرابطة لهذه الندوة السياسية الكبرى مما يدل على اهتمامهم بالقضايا الوطنية ، مهنئا باكتمال قيام الرابطة ، وقال إن اعضاء الرابطة قد تجازوا كل الحواجز والعوائق وإلتفوا حول الثوابت الوطنية ، وأن الرابطة تضم كوكبة من الإعلاميين والصحفيين الذين يعملون بمختلف اجهزة الصحافة والإعلام. ومن جانبه قدم المستشار بسفارة السودان بالرياض إبراهيم منصور سوركتي خلال الندوة تنويرا شاملا ( مستعينا بالمونتير لعرض الوثائق والصور) حول آخر مستجدات أحداث امدرمان التي حاولت من خلالها حركة مايسمى بالعدل والمساواة زعزعة أمن واستقرار المواطنين ، مؤكدا أن الوثائق التي ضبطت مع العناصر المعتقلة تؤكد الدعم اللامحدود والتنسيق الشامل بين الحركة وحكومة تشاد

وقال سوركتي إن المحاكمات التي تجرى الآن حول هذه القضية ستكشف المزيد من الحقائق والوثائق الدامغة، التي تثبت تورط الدعم التشادي بالاضافة لدعم بعض الجهات الدولية، واضاف أن الدعم التشادي للحركة ظهر بقوة بعد مشاركتها في دعم حكومة دبيي ضد هجمات المعارضة التشادية، حيث جاء دعم حكومة تشاد للحركة كمكافأة لها على ذلك. وأوضح أن تخطي قوات الحركة لكل الحواجز في طريقها لدخول أمدرمان يؤكد أن هناك دعما دوليا غير مرئي يفوق امكانات وقدرة تشاد من حيث وسائل التقنية والدعم المالي. وقال سوركتي إن حركة العدل والمساواة تمثل الذراع المسلح لحزب المؤتمر الشعبي والدليل على ذلك وجود عدد من قيادات المؤتمر الشعبي داخل الحركة، ومنهم احمد أدم الذي انضم للحركة، واصبح قياديا بها. وكشف عبر جهاز ” المونتير” عن وثائق وأدلة تثبت تورط الحكومة التشادية في دعم حركة العدل والمساواة وهي عبارة عن مكاتبات وخطابات متبادلة بين الجهتين بالاضافة لجوازات سفر وبطاقات شخصية ضبطت مع بعض العناصر التشادية التي شاركت في الهجوم على أمدرمان ، مؤكدا أن الدعم الدولي للحركة يهدف لاسقاط الحكومة وتوفير الغطاء للمتمردين ويظهر ذلك جليا من خلال مطالبة المجتمع الدول منذ عام 2001 م لحظر الطيران السوداني في منطقة دارفور. وحول محاكمة معتقلي حركة العدل والمساواة بقانون الإرهاب أوضح أن ذلك القانون ليس جديدا ،حيث تم اعتماده من قبل البرلمان منذ عام2001 وتم إنشاء محكمة خاصة به داخل ديوان النائب العام منذ عام 2002م وهو قانون يختص بمحاكمة كل من يحمل السلاح ضد الدولة أو يحاول اسقاط نظام الحكم بالقوة ، او أي شخص او جهة تقوم بعمل إرهابي مثل اختطاف الطائرات أو حيازة أسلحة بطرق غير قانونية. وأكد أن أحداث امدرمان أفرزت بعض المظاهر السلبية والايجابية، حيث تمثلت أهم المظاهر الإيجابية في التضامن الكبير بين أفراد الشعب السوداني وإلتفافهم حول قياداتهم وتناسيهم كل خلافاتهم ، مشيدا في هذا الصدد بموقف الرموز الحزبية على رأسهم السيد الصادق المهدي والسيد محمدعثمان الميرغني وأيضا قيادات الحركة الشعبية ، مضيفا أن الجهة الوحيدة التي شذت عن ذلك هو حزب المؤتمر الشعبي. وأشاد المستشار إبراهيم سوركتي بالوقفة القوية للدول العربية والإفريقية التي أظهرت تعاطفها مع السودان واستنكارها للمحاولة التخريبية وتضامنت مع الحكومة ،على رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين ومجلس الشورى ،مؤكدا أن المملكة وقفت وقفة مشرفة وأن المواطن السعودي اظهر استنكارا لاحداث امدرمان ، وقال إننا نتمنى ان نرد هذا الجميل للمملكة وكل الدول العربية والافريقية التي أظهرت تضامنا مع السودان ومنها ايضا مصر الشقيقة واليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية. ومن جانبه أكد العميد محمد حماد الملحق العسكري لسفارة السودان بالرياض في تعقيبه على مادار بالندوة أن كل مايثار عن قضية أبيي قصد به لفت نظر الحكومة السودانية عن مناطق اخرى غنية بالبترول والمعادن النفيسة،ـمضيفا أن منطقة اببي ليست غنية بالنفط ولكنها تمثل نقطة تماس تخشي بعض الجهات أن يتسرب منها المد العربي والإسلامي إلى جنوب البلاد،مؤكدا أن وجود المسيرية في منطقة أبيي كان منذ عام 1765م بينما جاء الدينكا للمنطقة بعدهم بثمانية وأربعين عاما. واشاد المحلق العسكري في ختام تعقيبه برابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض وهتمامها بالقضايا الوطنية تبصيرا بقضايا الوطن ، معبرا عن أمله في أن يتجاوز الشريكان أزمة أببي وأن يعم السلام كافة ربوع السودان. وكان رئيس الرابطة الاستاذ عوض احمد عمر قد تحدث في بداية الندوة مرحبا بالحضور ،متناولا ظروف قيام الرابطة والتي هدفت لتحقيق تطلعات الإعلاميين المهنية والخدمية ، بجانب المشاركة في القضايا الوطنية ، وقال أن الرابطة رأت أن تدشن انشطتها بندوة حول الوضع السياسي الراهن بالسودان اسهاما منها في التبصير بالقضايا الوطنية ، خاصة مايتعلق بقصية ابيي واخر مستجدات أحداث امدرمان. ومن جهته أشاد الاستاذ محمد خير عوض الله الأمين العام للرابطة بالحضور المشرف لأعضاء الرابطة ومشاركتهم الفاعلة في أولى فعاليات الرابطة ،كما أشاد باستجابة كل من د. حسين حمدي وزير الصحة بولاية جنوب كردفان والمستشار إبراهيم سوكتي ومشاركتهما الفاعلة في فعاليات الندوة، واشار في هذا الصدد إلى أن المستعر قد خاب ظنه ولم يحقق ماظل يهدف له في منطقة اببي ،بعد أن طاش سهمه، لا سيما بعد أن توصل شركيا الحكم لاتفاق يرضي كافة الأطراف. و شهدت الندوة حضورا كبيرا ومميزا من قبل أعضاء الرابطة والقيادات الوطنية والحزبية والأكاديمية، كما شارك بالحضور كل من العميد محمد حماد الملحق العسكري لسفارة السودان بالرياض والاستاذ اسامة محجوب المستشار الإعلامي للسفارة وممثلي المجلس الاستشاري للرابطة، ود. صلاح حميدة رئيس المؤتمر الوطني بالرياض ، عثمان عبدالله ممثل جهاز المغترين بالسعودية، د. محمد نور رئيس تجمع الكيانات الثقافية والإجتماعية بالرياض وناجي البشير نائب رئيس تجمع الكيانات، د.عبد الرحمن كرم الدين عضو المجلس الاستشاري للرابطة، د. حسن عجب الدار رئيس منتدى النيلين بالدرعية ، محمد التجاني قش نائب رئيس اللجنة التمهيدية للجالية السودانية ،على ابو القاسم موسي رئيس تجمع ابناء المسيرية، كرم الدين عبد الرحمن رئيس المؤتمر الوطني السابق بالرياض، د. عبد الحافظ الامين ( جامعة الأمير نايف).عز الدين التجاني رئيس منبر جنوب السودان، د. عمر الأمين نائب رئيس اللجنة القومية الطوعية لدعم التعليم العالي بالسودان (مقرها الرياض) ، بالاضافة إلى الحضور الكبير لممثلي اجهزة الإعلام ،منهم الفاضل هواري مراسل التلفزيون القومي ، معاوية التوم مراسل قناة الشروق،ومراسل وكالة السودان لأنباء بالرياض والاستاذ أسامة الوديع ( وكالة الأنباء الكويتية)بالرياض ، بجانب بعض الصحفيين العاملين بالصحف والمؤسسات الإعلامية بالرياض. [/ALIGN]

Exit mobile version