[JUSTIFY]حلم كل أسرة أن يكون ابنهم طبيباً لأن الطبيب في سابق الزمان كانت له قيمة من قبل الدولة ومن المجتمع وكانت الأسر تشقى وتبيع الغالي والنفيس من أجل طالب الطب حتى يتخرج ويصبح مفخرة القرية أو الحي والأهل عامة وتغمر السعادة الكل ، لأن للطبيب كانت مكانته الرفيعة في المجتمع و كذلك تقييمه المادي والمعنوي معاً . و كان توظيفه مضموناً وبمرتب يعزز مكانته ويتيح له عون أسرته كأفضل ما يكون العون. و ذلك على النقيض مما يحدث اليوم ، فولى الأمر لا يريد لابنه أن يدرس الطب لأن الطبيب بعمل في بيئة غير مواتية ويعمل لساعات طوال ويقضي ليله في عمل مرهق لا يجد راحة خلالها ولا حتى ما يسد رمقه وهو محاط بأجواء عدائية من قبل المرضى وذويهم تحيط بعلمه الريب والشكوك. كل ذلك والأطباء يتقاضون من المرتبات ما لا يرضى به أحد ، فالطبيب العمومي يتقاضى 900 ونائب الاختصاصي 1200والاختصاصي 1500 جنيه ؛ رواتب لا تكفي لإيجار منزل و لا حتى مصروف الطبيب اليومي. ومن نافلة القول إن الطبيب لا يستطيع الآن أن يعين أسرته التي صرفت( دم القلب) عليه حتى يصل إلى ما وصل إليه وتضيع الأحلام وتتبدد الآمال ففي بلد اسمه السودان راتب الطبيب يبلغ ألف جنيه وقطعة الأرض بمليار جنيه (فبعد كم من السنوات يستطيع طبيب أن يشتري قطعة أرض؟). الأطباء بصريح القول يعيشون أوضاعاً مزرية و يقع عليهم ظلم لا يعلم مداه الا الله وحتى حينما يهاجر في أرض الله الواسعة يجد من يصفه بجحود حق بلاده عليه، لكن من يلوم اختصاصياً يتقاضي في بلاده 1500ج شهرياً و لكنه في المهجر يتقاضى 45 ألف جنيه (شقة فاخرة ، بدل سكن، وتذاكر سفر). ولكن تصبح الكارثة في أن النواب والاختصاصيين الذين هاجروا خارج البلاد من خيرة الاطباء في جميع التخصصات من المستشفيات الحكومية وتركوا فراغاً واضحاً لكل من يأتي مريضاً لكل مستشفيات العاصمة، وعندما تسأل عن أى طبيب تكون الإجابة الحاضرة : في دول المهجر، وآخر إحصائية بالمملكة العربية السعودية أفادت بأن الأقل من حيث الأخطاء الطبية- لا تندهش- حين تعلم الحقيقة (هم الأطباء السودانيون ). وتبقي الحقيقة المرة الأطباء معهم حق في الهجرة لأنهم كغيرهم يحلمون بتكوين الأسرة وشراء البيت وهذه الأشياء لا تأتي براتب ألف جنيه في الشهر. وبهذا الراتب لا تستطيع شراء قطعة بمليار إلا إذا امتد عمرك ليكون مثل عمر سيدنا نوح ، ختاماً يبقي المتضرر الأول والأخير من هجرة الأطباء المواطن السوداني المغلوب على أمره لا سواه.
متابعة :عبد العليم الخزين
صحيفة المستقلة [/JUSTIFY]