سلمى إبراهيم طالبة جامعية تقول: أصبحنا اليوم نخشى المراهقين كبار السن أكثر من الشباب المراهقين، لأنهم يبالغون في المعاكسات؛ ولهم طاقة هائلة في الغزل، ولا أدري هل ما يحدث هو تفريغ للأشياء المكبوتة أم مراهقة متأخرة فقدوها في شبابهم الغض، وأذكر أن لي تجربة مع هؤلاء الوحوش الجائعة بمعنى الكلمة (في يوم من الأيام جلس إلى جواري في مقعد الحافلة رجل يبدو لي في الستين من عمره، حيث كانت علامات الشيب ظاهرة عليه، فلما تحركت الحافلة بدأ الرجل يحرك يديه تجاهي بحركات بطيئة وعندما سحبت يدي حاول من جديد، وتجرأ على مسك ذراعي فقمت بفظاظة وسحبت إبرة دبوس من خماري وطعنته بعنف في يده، ومع ذلك لم يكف عن معاكستي؛ فلم أتحمل الوضع ونزلت من الحافلة في محطة قبل محطتي، ومن ذلك الحين صرت أخشى كبار السن، ولا أخاف من الشباب).
الدكتور خضر الخواض استشاري علم الاجتماع يشخِّص هذه الحالة بالآتي: تختلف أنواع المراهقة وكذا أسبابها من مجتمع إلى آخر وكذا سنها المعروف إنه يبدأ متأخراً، أما سن المراهقة الأولى فهي طبيعية، يكثر سن المراهقة المتأخر في العالم الثالث وخاصة الجنسي بينما يقل في أوروبا وأميركا مثلاً؛ وأنواع أخرى كثيرة لا يتطرق لها القراء للأسف، وهي الشعور بالندم على مافات من عمرٍ، ويبحث المراهق الكبير عن تعويضه بهوايات وأعمال تختلف حسب مجتمعه، بالاضافة إلى ذلك تلعب الزوجة دوراً كبيراً في انحراف زوجها في مراهقة مبكرة مثلاً في الأربعين لعدم اهتمامها به واشباع رغباته العاطفية والجنسية واهماله جزئياً أو كلياً، أما مراهقة المرأة المتأخر في الدول النامية فهي أقل من الدول المتقدمة بحكم البيئة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة.
يقول خبراء العلاقات الأسرية إن فترة المراهقة الثانية تبدأ من سن الـ 40 مع حدوث الاستقرار الوظيفي والعائلي، حيث تتحول السيدة أكثر إلى التسلطية وفرض النفوذ بينما الرجل يبحث عن مزيد من الاهتمام والحنان، ونتيجة لكل ذلك قد يكتشف أحد الزوجين عدم الراحة مع الطرف الآخر والميل إلى تصرفات لا تتناسب مع سنه ويهدف بذلك إلى إعادة جذب النظر إليه. والمرحلة قد تؤدى للانفصال بين الزوجين واللجوء إلى الزواج الثاني من طرف آخر أصغر فى السن.
الخرطوم: فتح الرحمن حمدان
صحيفة التغيير[/JUSTIFY]