عادت صفوف الخبز والبنزين مرة أخرى.. ولأننا من زمان لمن تروح مننا حاجة في حتة ضلمة نمشي نفتش عنها تحت عمود النور البعيد هناااك قاموا الناس قالوا ديل الناس الغيروهن.. القدامى.. زي زمان كانوا يقولوا ليك ديل ناس المعارضة والطابور الخامس.. هسع ديل يسموهن شنو معارضة ما معارضة.. إصلاح ما إصلاح.. قول ديل ناس الجلد والراس لكن أنا بفتكر إنهم لسع مالقوا فُرصة.. فالحكاية دي أزمة اقتصاد ليس إلا.. لكن تعالوا نشوف الصفوف دي ونثبت إنها صفوف خير وبركة.. فهنالك توفير فبدل تقعد تصاقر ست الشاي وتورد ليك ثمانية عشر جنيه شاي وقهوة .. أهو الصفوف حلت مشكلة الفراغ والقعاد قدام ستات الشاي.. الصفوف دي برضو ضد الركاكة الكانت ح تتملي بيها وإنت بتشوف المسلسل التركي المتطاول والممطوط.. فكذلك تقيف في الصف وتضجر بالمشاهدة الغبية فستزداد ثقافة.. مرة شفت مسلسل تركي تابعتو من منتصفو الحلقة ميتين وسبعين.. قاموا جابوا ليك البطل بتذكر حاجات عملها الحلقة الفاتت مع البطلة.. وأعادوا اللقطات.. بعدين جابوا ليك البطلة بتتذكر حاجات عملتها الحلقة القبل الفاتت ترررم ترم الحلقة انتهت.. جات الحلقة الجديدة فيها إتذكر البطل الحاجات الإتذكرا الحلقة الفاتت للحلقة القبلها.. كذلك البطلة وتذكار في تذكار تلاتة حلقات مشن وهكذا..
الصفوف أيضاً تساعد على تجديد الحياة الزوجية فتشتاقان لبعضكما بعد الغياب بعد الليالي المرة في صف الرغيف.. كما إنها تجعلك غير متوفر فلا يتاح لك معرفة عرس بت خالتك.. وسماية بت عم زوجتك.. وده بوفر المشاوير.. لأنو حتى لو فكرت تمشي المناسبة تلقى إنك ما ممكن تضيع ليك جالونين بنزين وقفت ليهم تلاتة ساعات.. سياسياً الصفوف توفر للمعارضة فرصة عشان توري إنو الحكومة قاعدة في الصقيعة.. لكن المحيرني إننا ممكن نعمل مظاهرات لمن المحروقات تزيد أما لما المحروقات تكون مافيش ده ما بدي فرصة للتظاهر ربما فاقد الشي لا يتظاهر من أجله..
برضو صفوف الرغيف بتخلي الشفع يرتاحوا من السندوتشات البياكلوا منها قرمة ويجدعوها ويكون بديل الساندوتش تفاحة بس أو برتكانة..
كمان الصفوف بتديك فرصة تسمع الإذاعات الكتيرة دي إف إمات أو قوميات.. ويخليك ترتاح شوية من برامج التلفزيون.. فبدل تحضر ساعة ونص مع حسين تحضر ساعة ونص مع الرغيف أو البنزين.. بعدين فرصة تلقى حاجة تساهم بيها في البرنامج فتقول لاقاني واحد في صف البنزين أو في صف الرغيف وقال ناس حلة قريعتي راحت ماعندهم طاحونة يدققوا فيها.. غير إنها بتخليك بعيد من مشاهدة برامج البري والبرايين.. خاصة إنو ضيوف البرامج بقوا ياهم ذاتم في كل قناة علي بالطلاق يوم شفت دكتور ياسر ميرغني في كل القنوات.. وشفت دكتور علي بلدو في أي قناة فتحتها عشان كده الصفوف بتريح لأنو بتخليك تشوف الضيف مرة واحدة وبس حتى لو بالدس..
زيادة على كده.. الصفوف بتعلم الناس الصبُر.. فالماعندو صبر يبل الآبري حيكون عندو صبر لغاية ما الرغيف «دقيق يتعجن .. ويتخمر ويتقطع .. ويدخل الفرن وينجض .. ويطلع بعد ساعتين تلاتة» مع إنو الآبري ربع ساعة بتبلو.. الصفوف برضو بتعلم النظام.. على الأقل بنعرف نقيف في الصف.. يعني لما نجي نركب المواصلات بدل نتدافر زي الضان ح نقيف صفوف عشان نركب ودي فايدة.. بعدين صفوف البنزين عندها فايدة في تبادل الخبرات بين أصحاب العربات خصوصاً الماركات المشتركة.. وح ننشأ علاقات بين الناس فيكون هنالك ود صف عيشي أو ود صف بنزيني.. على وزن ود حجتي.. وبت حنتي .. «بتاعة منى سلمان ديك».
عموماً اصطفوا ففي الصفوف خمس فوائد وأكثر .. إذا قلت لي شنو؟ تكون بدون مؤاخذة ما قريت حاجة لأني كتبتها في الموضوع من ما بديتو..
يا واقفين صفوف ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي
طبيعة الدنيا زي العيش مرات محشي مرات قروض ساكت..
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]