عودة كوادر الحزب المهاجرة تشير إلى أن شئ ما يعد في مطابخ الحزب وأن فوضى التصريحات المتضاربة ربما نوع من التمويه لما يعد له الحزب للمرحلة القادمة.. في كل الأحوال هذا (الشئ) ليس بعيداً عن الحزب الحاكم.. والنقطة الغامضة هي أسلوب التمويه المتبع في موقف الشعبي وبالتأكيد ليس مقصوداً به أحزاب المعارضة.. عودة الشعبي للبيت الكبير معلومة لدى المعارضة بالإضافة إلى مواقف الشعبي المعلنة تجاهها مع عدم خروج معلومات تشير إلى لقاءات سرية بين المعارضة والشعبي.. إذاً هناك ما يطبخ بين قيادات الحزبين العليا بعيداً عن الكوادر الوسطية للحزبين وما دون ذلك.. وربما بين القيادات الإسلامية.. قد تفجر مفاجأة قبل بداية الانتخابات المقبلة في أبريل.. المهم أن الأمر لا يمضي بسلاسة نحو انتخابات ينتظر أن تولد الحكومة القادمة.. ومن المؤكد أن الشعبي والوطني يتقدمون بخطوة وربما خطوات على المعارضة التي لا تزال تبحث لها عن نقطة بداية.. بقيادات بعضها خارج البلاد والبعض الآخر في السجون.. بخطط مكشوفة ومحاصرة من قبل النظام والشارع العام يبدو حائراً بين هؤلاء وأولئك.. الفترة المتبقية للفريقين أقل من (100) يوم.. فالحزب الحاكم على الرغم من الثقة التي يبديها في الانتخابات إلا أن الواقع يكذب ذلك.. وبدأت تصريحات قياداته (الإسلامية) الداعية لإنجاح الانتخابات بكل السبل تفضح حالة الخوف التي يعيشها الحزب مما تحمله مقبل الأيام.. ليس خوفاً من المعارضة وإنما من الشارع العام.. الذي خرج عن سيطرة الحزب الحاكم وبات أقرب إلى المعارضة.. بلغة أهل الكورة.. على المعارضة فقط (التهديف). وهذا ما يخشاه الحزب الحاكم.. ظهور هدّاف يحسم نتيجة المباراة.. لذلك يعد الآن للخطة (ب)..(السرية) بقيادة شيخ الحركة الإسلامية.. فالخطر يهدد مستقبل الحركة الإسلامية وليس حزب المؤتمر الوطني.. وهذا ما يجعل منها مباراة (قمة) غير أن السؤال الذي يتردد الآن على كل المستويات الشعبية والرسمية وحتى الدولية وفي مقدمتهم الحركة الإسلامية نفسها. هل تنجح الحركة الإسلامية مرة أخرى في الاستيلاء على حكم البلاد.؟؟
الإجابة على هذا السؤال أكثر من صعبة.. الحركة الإسلامية نفسها لا تعلم.. وسط هذه الغيوم الكثيفة تصعب الرؤية بوضوح وربما تخفي هذه الغيوم خلفها ما لا تراه الحركة الإسلامية حتى تتحسب له.. في كل الأحوال هناك مفاجأة في الطريق قبل الانتخابات مجهولة الاتجاه.
صحيفة الجريدة [/JUSTIFY]