ضبط الحرس الجامعي بإحدى الجامعات الخاصة بالخرطوم طالبة تقوم بسرقة ممتلكات زميلاتها مستغلة الإجراءات الصارمة لدخول المكتبة التي تأمر بوضع الحقائب في أماكن معينة. وقالت المتهمة أثناء التحري معها بأنها كانت ترصد حركة دخول زميلاتها للتأكد من مكان جلوسهن وبعد دقائق تخرج لتحمل حقيبة الضحية وتبعثر محتوياتها داخل (الحمام) فتأخذ الأشياء الثمينة وتعود بالحقيبة لتضعها في مكانها وتدخل المكتبة لتواصل مذاكرتها. واعترفت الطالبة بأنها كانت تنفذ حادثة واحدة يومياً منذ دخولها الجامعة واستولت في أغلب سرقاتها على هواتف نقالة وأدوات تجميل مؤكدة بأنها من أسرة ميسورة الحال ولا تحتاج للسرقة من اجل الحصول على المسروقات. وبحسب صحيفة (حكايات) وصفت فعلتها بأنها (عادة) لم تستطع الاستغناء عنها.
وبعد إطلاع السادة والسيدات على ما تقدم أعلاه، يجدر بي أن اذكركم بأنني سبق لي من قبل أكثر من مرة الإشارة صراحة إلى سرقات تمارسها ويمارسها أبناء الأسر ميسورة الحال. وفيما تقدم حسب ما نقلته لكم تفيد تلك الفتاة المقبوض عليها بأنها عادة تعودت عليها!
بالنسبة لي حسب ما أعرف فهناك اسباب أخرى لا أظن بأن تلك الفتاة يمكنها الكشف عنها بسبب أنها ستقودها إلى السجن تحت مواد أخرى.
كذلك فقد أشرت من قبل بأن الأسر الغنية قد تتفاجأ بهم أو بهن الابناء- يمارسون السرقة ولا تجد التفسير لذلك وذكرت السبب، وقد أكدت الصحيفة التي نقلت عنها هذا الخبر ما ذهبنا إليه وليس معنى هذا تعميم الموضوع.
لكن ما اريد مناقشته هنا هو أن أبناء العائلات ميسورة الحال يمارسون السرقة بسبب دخول إدمان المخدرات البلاد، وهذه المخدرات غالية الثمن، فهي عبارة عن بودرة يبلغ الجرام منها خمسين جنيها سودانيا (ما يعادل خمسة وعشرون دولاراً). هذه المخدرات يستخدمها الأبناء بعيداً عن عيون الأسر، ويتصرفون في الميزانيات المخصصة للدراسة ثم يلجأون في بعض الحالات إلى سرقة الحلي الذهبية للأمهات الأمر الذي يترتب عليه إتهام الخادمات في أغلب الأحيان حتى لو اكتشفت الأم فإنها تتستر على ابنها أو بنتها. أو بيع الأشياء غالية الثمن التي تجتهد الأسر في توفيرها لأبنائها وبناتها.
ما حدث أعلاه نموذج بسيط من كثير فبعض الأحيان تحدث حالات نشل في البصات العامة وتستغرب في الجو المحيط التي تحدث فيه، وأما داخليات البنات فحدث ولا حرج. وما نقوله هنا هو التبرير المنطقي للكثير من الحالات التي تجد فيها شخصاً ميسور الحال وأهله من أصحاب المال والأعمال ثم تجده يسرق وكأنه بحاجة لتلك المسروقات، هذا ببساطة لأنه لا يريد أن يعرف أهله ماذا يفعل بالمال.
هذا لا يعني بأن السرقات وسط الطلاب والطالبات بسبب المخدرات لكني أخص هنا الأسر ميسورة الحال، فليس من المنطقي أن تدعي مثل هذه الفتاة بأنها عادة لديها وإلا لتم الكشف عنها منذ فترة طويلة، وأما الذين يسرقون ويسرقن بإحترافية فمعروفون لرجال الشرطة ولا يفوت عليهم ممارساتهم.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1185- 2009-3-2