جريمة القابلات: ختان الإناث.. الحرب مستمرة

في إطار الاحتفال باليوم العالمي لختان الإناث، عقد منبر صحيفة (الجريدة)، بالتعاون مع مركز (سيما) للتدريب وحماية الأسرة والطفل، منبره النصف شهري، بالصالة الذهبية في بحري بالأربعاء، يسلط الضوء على قضية ظلت تؤرق الجهات المختصة والمنظمات العاملة في مجال الطفولة سنين عددا.. وأجمع الحضور الذي شرفه البروفيسور عبدالسلام جريس، اختصاصي النساء والتوليد، على محاربة الختان إلى أن يخلو السودان من الممارسة نهائياً.

ترك البنات سليمات

أكدت الأستاذة ناهد جبر الله، مدير عام مركز (سيما) للتدريب وحماية الأسرة والطفل، التزامهم بمحاربة كل العادات الضارة، سيما القضاء على ختان الإناث والمضي بخطى حثيثة مادين يد العون مع الشركاء والنشطاء، لتحقيق الغايات بترك البنات سليمات والنساء آمنات، وطالبت خلال حديثها بمحاسبة كل الكوادر التي تدعو أو تمارس الظاهرة استناداً إلى قرار المجلس الطبي الذي جاء تحت المادة (366) القاضي بمنع الممارسة تماماً.

استجابة واضحة

لفتت ضابط صحة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، بتول، إلى أن كوادر الوزارة من القابلات هنّ من يقمنّ بهذه الممارسة، وأرجعت الأمر لغياب القانون الرادع الذي يعاقب على الفعل ويمنعه، مشيرة إلى أداء القسم الذي أدته القابلات بقسم الصحة الإنجابية التابع للوزارة، وكان هناك استجابة من لدن الكثيرات منهنّ، بالإضافة إلى الحملة التي جاءت تحت شعار: (ولدت سليمة) في 2010 التي نظمتها وزارة الصحة ولاية الخرطوم، وشملت المستشفيات والمراكز الصحية بغرض تلقي الآباء والأمهات الرسائل الإيجابية. وبحسب الإحصاءات أن مردود تلك الرسائل كان جيداً خاصة وأن (70%) من الأمهات تقبلنّ واستجبنّ للرسالة، فضلاً عن تنفيذها في ست ولايات سودانية.

مصطلح سُنة

وأشار المشرح د. عقيل سوار الدهب إلى حجم المعاناة التي تعانيها الأمهات أثناء الولادة، وقال: حان وقت المطالبة بالحقوق حتى تختفي هذ الظاهرة من المجتمع نهائياً، لافتاً إلى الحراك الذي تشهده كليات الطب وبعض المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة والطفل لمحاربة هذة الظاهرة.. وتساءل مستنكراً عن مصطلح السُنة المتداول هذه الأيام والشخص الذي جاء به؟.. في الوقت الذي لا يوجد أي دليل ينص على ختان النساء لا سنة ولا فرعوني.

جريمة القابلات

فيما لفتت القابلة ماما قمر النور إلى الآثار السالبة التي تتعرض لها المرأة منذ نعومة أظافرها وحتى الشيخوخة حال إجراء العملية، وقالت: إن الختان جريمة القابلات وعنف المرأة ضد المرأة، مؤكدة أن الختان لا يحسن السلوك فضلاً عن أنه ليس دليلاً على العفة ولا حتى النظافة، وقالت: قالوا لنا أجروا السنة، فإذا كانت السنة تحث على ذلك فكم هي نسبة القطع التي حددتها تلك السنة، وأوضحت أن الشكاوي التي ترد دائماً تكون من المختونات، وذلك نتيجة الأذى الجسيم الذي تعرضنّ له ولابد من محاربته.

فقد للثقة

نبهت الباحثة النفسية، عزة حمدتو، إلى أن الكثير من الفتيات اللاتي تعرضن لهذه الممارسة يفقدن الثقة في أقرب الأقربين لهم سواء أكانت الأم أو الجدة، مشيرة إلى الاضطرابات النفسية التي تحدث للفتاة بعد ارتكاب ذلك الخطأ، وزرع الخوف داخل العقل الباطني لدى الطفل والذي يسبب أحياناً حالات من الاكتئاب والقلق والإحباط، الذي يقود إلى الانتحار في بعض الأحيان، وأرجعت (عزة) ذلك إلى عدم وعي المجتمع والضغوط التي تتعرض لها الأمهات من قبل الحبوبات والتي حان وقت مواجهتها بكل صلابة وشجاعة.

ملاحقة بالجنائي

وضع القانوني الفاتح حسين تساؤلاً.. هل الختان جريمة أم عادة ضارة.؟ وقال: عندما وضع مشروع قانون حماية الطفل تم إدراج المادة (13) التي تجرم مرتكبي هذه العادة، وأشار إلى الضغوط التي مارستها بعض الجهات – لم يسمها- حتى أجيز القانون بعد حذف المادة من القانون الذي أجيز في 2010 وسمي فيما بعد بقانون الطفل 2010م، باعتبارها ليست قانونية ولا تتماشى مع العادات والتقاليد السودانية، في الوقت الذي نص البرتكول الخاص بحقوق المرأة في أفريقيا على سن قوانين رادعة تعاقب مرتكبي العادات الضارة، فيما يتعلق بتشويه الأعضاء التناسلية وعدم لمس جسد الإنسان إلا لمداواته فقط، ونادى بملاحقة الجناة بالمواد الموجودة في القانون الجنائي، حسب المادة (139)، التي تدعو إلى معاقبة مثل هؤلاء الجناة وتقديمهم للعدالة.

صور ومنشورات

اقترحت مدير جمعية بابكر بدري الخيرية، د. أماني حمزة، وسيلة جديدة لمحاربة هذه العادة التي لعب المركز دوراً كبيراً في محاربتها منذ سنوات ليست بالقليلة، وقالت: من واقع تجربتي وجدت أن أفضل وسيلة للمحاربة هي الاتصال المباشر بالجمهور المستهدف، وعرض الصور والمنشورات التي توضح خطورة الممارسة عبر المعارض والمنتديات التي تقام في المناطق والأحياء بالعاصمة والأطراف، بالإضافة إلى المراكز الصحية والجامعات التي يتواجد فيها الطلاب بكثافة كما نعلم، حتى تصل رسائلنا وبصورة مباشرة وتساهم في تغيير المفاهيم بالصورة الإيجابية المطلوبة، وطالبت الرجال القيام بدورهم الإيجابي تجاه تلك الممارسة البشعة التي تجرى داخل منازلهم في حق بناتهم فلذات أكبادهم، غير عابئين بما سيحدث لهنّ من ضرر

اليوم التالي – الخرطوم: زهرة عكاشة – نسيبة محجوب

Exit mobile version