#مااااااااشفتو دقستي.. اتصل علي واحد واعتذر بكل تهذيب وذوق عن إنو حول لي رصيد بالغلط، وطلب إني أرجعو.. تمام؟
مشيت الرسايل لقيت فعلاً في رسالة تحويل من نفس الرقم بقيمة 25 جنيهاً.. ولأني عاملة ظريفة جريت جري حولتها ليهو مباشرةً.. وإذ بي أتفاجأ بأنو ده الرصيد الحيلتي كلووووو.. عشان أنا مغفلة ولسة بحسن الظن في الناس.. أتاريها رسالة التحويل بتجي بي اسم (زين) ما بي رقم المحول!!
وقااااامو ناس (زين) قالو لي إنهم ما بساعدو المغفلين.. وهسة المشكلة مافي رصيدي عليه الرحمة.. في (الغيظة) الماسكاني و(الهجمة) الشارقاني.. والله مفتح كيف!!
المهم.. اتصلت عليهو هنيتو على ذكائه الخارق.. والغريبة إنو رد على بنفس الأدب والبشاشة، وقال لي: (أعفيها عليك الله!!(
عليييييييكم الله ما تبقى عليكم الحكاية دي.
وحكينا القصة دي لييييييه؟.. عشان نتذكر داااايماً إنو التحويل بجي بي اسم (زين).. ذلك العالم الخطير).
# هذا ما حدث معي منذ أيام وكما أوردته على صفحتي الإسفيرية على الفيس بوك باختصار.. ولم أكن أتوقع ذلك الكم الهائل من تعليقات الأصدقاء التي تروي وقائع مماثلة ومختلفة حدثت مع معظمهم.. تشير بوضوح إلى الواقع المؤسف الذي تردينا نحوه في المجتمع السوداني بسبب الحاجة والعوز وقلة الحيلة، حكايات متفرقة عن جرائم نصب إلكتروني ذكية وسريعة راح ضحيتها العديد ممن يحسنون الظن ويتصرفون على السليقة وبطيب خاطر.. وشباب متفجر بالطاقات يكابد البطالة ويبرع في ابتكار وسائل الكسب غير المشروع!!
# وليست القضية قضية مقدار ما تمكن اللص الظريف من تحصيله من مبالغ مالية متفرقة، ولكن القضية أن تلك الحكايات كادت تفقدنا إيماننا باتساع رقعة المروءة بين أفراد المجتمع وتجعلنا نتخلى تدريجياً عن ملامح حسن الظن الجميلة بأعماقنا.
# وما يستحق التوقف فعلياً عجز شركات الاتصال عن توفير الحماية اللازمة لمشتركيها من مثل هذه الجرائم الصغيرة التي تدور داخل مجالها الشبكي. علماً بأن العديد من الأصدقاء قد سخروا من سذاجتي في التعامل مع الأمر على اعتبار أنه نوع قديم ومتعارف عليه من الاحتيال يحدث منذ سنوات وتعرض له الكثيرون! الشيء الذي يجعل ضرورة وضع شركات الاتصال للأمر على طاولة الدراسة والبحث عن الحلول أو اتخاذ المحاذير أمراً ضرورياً ومهماً. فلماذا لم تخرج إحداها ببادرة أمنية ضد هذه الزمرة من ضعاف النفوس المعروفين قطعاً لديها؟!!
وأقول قطعاً لأنني عندما اتصلت بموظفة خدمة المشتركين أكدت لي أن كافة ملابسات عملية الاحتيال الصغيرة التي تعرضت لها هذه تظهر أمامها بوضوح، واعتذرت لي مواسية عن أنها لا تستطيع مساعدتي، لا بمحاولة إعادة رصيدي الذي تؤمن بأنه قد سرق مني بدهاء، ولا باطلاعي على المعلومات الشخصية لصاحب الرقم عساها تعينني على التعرف عليه أو الوصول لمكانه على اعتبار أنه ربما كان شخصاً معلوماً لديَّ.
لم تقتنع الموظفة بكل مبرراتي واكتفت باعتذار أنيق! وهي فعلاً لن تكون قادرة على اتخاذ أي إجراء ما لم تأتها الأوامر والمقترحات من الجهات العليا التي أتمنى أن تضع هذه الظاهرة في اعتبارها، وتطور وسائل حمايتنا، مثلما تحرص على تطوير منتجاتها وعروضها وتستميت في إقناعنا بها لتبيعنا هذا الأثير.
# البعض ظن أنني ادعيت تلك الواقعة، أو أنها واحدة من بنات أفكاري حاولت بها تحريك الجمود من حولي، أو أنني استمعت لقصة مشابهة وأسبغت عليها بعض البهار لتكون مدهشة وصادمة!
ولهؤلاء وأولئك أؤكد صدق الواقعة.. ولكني لست معنية بالخسارة بقدر ما أريدها أن تكون عِبرة لمن يعتبر، على ألا تقتل كل ما تبقى فينا من حسن الظن والنوايا الطيبة.. وليعلم هذا المخادع اللطيف أنني قد عفوت له (رصيدي).. وليعافه الله من هذا الداء الذي يخصم أرصدتنا ويزيد بإذن الله حسناتنا ويضاعف سيئاته .
# تلويح:
القانون لا يحمي المغفلين.. ولكن على الشركات أن تحمي المشتركين.. وللا شنو؟
إندياح – صحيفة اليوم التالي