“سمن على عسل” يبدو “الشعبي” سعيداً بنجاحه في استقطاب ثلاثة عشر حزباً جاءوا أمس معلنين استمرارهم في الحوار معه في قادم المواعيد

يبتسم القيادي بالمؤتمر الوطني، أحمد كرمنو، لجماهير حزبه في حاضرة الجزيرة مدني، ولا ينسى الرجل أن يرفع لافتة تنظيمه الحاسمة (المؤتمر الوطني باق بالانتخابات أو بغيرها) لكن ابتسامة الثقة لدى قيادات الحزب الحاكم فيما يتعلق باستحقاق الانتخابات واستحقاقهم الفوز بأصوات الناخبين سرعان ما تتجاوز الجزيرة لتهبط في (المنشية) بدار حزب المؤتمر الشعبي، يرسلها في هذه المرة لوسائل الإعلام الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر وهو جالساً تحت لافتة الأحزاب المحاورة، معلناً استمرار عملية الحوار الوطني.. عمر يخبر الإعلاميين بأنهم سيمضون في الحوار لنهايته. الوطني يتمسك بالصندوق الانتخابي وله مبرراته في ذلك، لكن ما الذي يجعل حزب الشيخ متمسكاً بمائدة الحوار.؟

ينفي كمال عمر لـ(اليوم التالي) ما رشح عن وجود صفقة بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني فيما يتعلق باختيار الاستمرار في عملية الحوار.. عمر يرى في مائدة الحوار بديلا موضوعيا لأطروحات التغيير الأخرى المتمثلة في العمل المسلح أو مشروع الإسقاط بثورة شعبية بحسب ما تطرح المعارضة الآن.. يقسم كمال عمر بعدم وجود (طبخة) بينهم والمؤتمر الوطني فيما يتعلق بمسألة استمرارهم في الحوار، ويردف: لو أن ثمة سيناريو متفق عليه بيننا لاخترنا الاتجاه نحو الصناديق الانتخابية.. ما بيننا والحزب الحاكم هو قضايا تتعلق بمسارات الاستقرار السوداني وأنهم لا يحملون أي أجندة سرية يخفونها عن الآخرين، عمر يحسم كل الأمر بأنهم يخافون على الوطن من القادم.!

الشعبي يبدو سعيداً بنجاحه في استقطاب ثلاثة عشر حزباً جاءوا أمس معلنين استمرارهم في الحوار مع الشعبي في قادم المواعيد، عمر يبدو غير قلق من توصيف هذه الأحزاب بأنها ضعيفة أو (تمامة جرتق).. بحسب ما يقول البعض العملية تمضي كما هو مخطط لها بإبعاد الرافضين للحوار في الآلية واستبدالهم بقوى جديدة من الأحزاب المعارضة المحاورة.

لكن خطوة أحزاب الحوار كغيرها من الخطوات تنظر لها قوى الإجماع الوطني بأنها مجرد عملية مواصلة في نهج تنفيذ مطلوبات المؤتمر الوطني للحفاظ على سلطته.. القوى التي دشنت مشروعها الموازي وهي تطالب النظام بالرحيل وفتح الأبواب نحو المستقبل السوداني وتهاجم الحزب الحاكم والذين يمضون في طريقه.. لم تنج أيضاً، فكمال يقول بأنهم باتوا لا يثقون في المعارضة وبأجندتها المعلنة، وقال إنهم في (الشعبي) يعلمون مقدار الاختلافات التي تضرب صفوفها، فقوى (نداء السودان) تطرح التغيير دون أن تجد الإجابة على سؤال، ثم ماذا بعد إسقاط النظام؟.. الشعبي الذي لا يثق في قوى الإجماع هو ذاته الشعبي الذي لا يمنح ثقته لطرف الحوار الحزب الحاكم، فهو يتحدث عن خفوت مسألة الرجاء والأمل في استجابة الوطني لأطروحات التغيير التي يمكن أن تصل إليها عملية الحوار، لكن ليس هذا مبرراً لترك العملية برمتها، فالشعبي بتأثيره الكبير وباعتباره أكبر القوى المشاركة في الحوار الآن يقول إنه يسوق الأحزاب المعارضة في المحاورة ولكن ليس في اتجاه المؤتمر الوطني وإنما في طريق الحرية والديمقراطية والاستقرار وإنهم سيضغطون من أجل تحقيق هذا الهدف الشعبي.. وكشف عن مبادرة من أجل إطلاق سراح فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني.

الوطني يعلن أنه باق في كرسيه غض النظر قامت الانتخابات أو لم تقم، والشعبي يسوق الآخرين في اتجاه موائد التفاوض حتى وإن لم تفض نتائجها الختامية إلى حالة استقرار سياسي ينتظره الجميع يكمل نواقص 7 زائد 7.. ويقول بأن العلاقة بينهم باتت الآن (سمن على عسل).. قوى الإجماع الوطني تحشد المناصرين في دار الأمة لتقدم لهم ورقتها الجديدة المذيلة بعبارة (ارحل) دون أن تختم الورقة بالمنتظر.. ثم ماذا بعد الرحيل المستحيل.؟

اليوم التالي

Exit mobile version