مواجهة جديدة: الاستقطاب على أشده بعد حملة للتبشير بنداء السودان والمقاطعة الفعالة للانتخابات.. وغياب عدد من رؤساء الأحزاب يفتح الباب واسعاً أمام التساؤلات

[JUSTIFY]بعد مرور شهرين تقريبا من التوقيع على ميثاق (نداء السودان) في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) في الثالث من ديسمبر الماضي تدافع الصحافيون ظهر أمس (الاثنين) نحو دار الحزب الشيوعي السوداني لمعرفة جديد أحزاب المعارضة التي أعلنت بدورها تدشين (نداء السودان) وحملتها الرامية لمقاطعة الانتخابات المقبلة. وتشير متابعات (اليوم التالي) إلى أن المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه الحملة أمس خالف توقعات كثير من الصحافيين لجهة أن جميع رؤساء الأحزاب المنضوية تحت لواء تحالف قوى الإجماع الوطني شكلت غياباً واضحاً باستثناء رئيس حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) المكلف أحمد شاكر دهب إلى جانب حضور المهندس صديق يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والدكتورة سارة نقد الله الأمين العام لحزب الأمة القومي.. ورغم كل ذلك سيفتح غياب عدد من الأحزاب ورؤسائها الباب واسعاً أمام التساؤلات.

ويعدد القيادي في تحالف المعارضة البروفيسور بابكر محمد الحسن أزمات البلاد الراهنة منتقداً المؤتمر الوطني، ويشدد بكري على ضرورة تطوير النشاط السياسي بغرض تأسيس دولة مدنية ديمقراطية، مبينا أنهم شرعوا في تأطير المفاهيم الوطنية وتحويلها إلى أهداف وبرنامج عمل ميداني لرسم خارطة طريق تقود إلى تحقيق مراميهم.
* الخيارات المتاحة والخيارات الأخرى وتركز الخطة التي تدشنها أحزاب النداء غدا (الأربعاء) على المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والحريات العامة وحرية التعبير ومناهضة القوانين المقيدة للحريات ووقف الحرب والمطالبة بإصلاح الحالة المعيشية للمواطنين والدعوة لمحاربة الفساد والعمل على جمع الصف وتوحيد الإرادة الشعبية من خلال الحراك السلمي المتواصل الذي يقود إلى توحيد القوى الوطنية التي تسعى بدورها إلى تأسيس دولة المواطنة. ويمضى بابكر في حديثه ليؤكد على أنهم تاريخيا ضد العنف ويدعون للحل السلمي وفي حالة اعتراض السلطات لتدشين الحملة ستكون لأحزاب النداء خيارات أخرى، مؤكدا أن أحزاب التحالف موحدة ومتفقة حول إقامة نظام ديمقراطي.

ويتوقع البعض أن يعمل المؤتمر الوطني الذي أعد نفسه للانتخابات القادمة جاهدا على إعاقة الحملة الأمر ذاته دفع القيادية في حزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي لأن تصف المؤتمر الوطني بأنه (خائف) من الحملة، ونفت أن تكون الحملة عبارة عن انتخابات بديلة وإنما هي تعبير عن إرادة الشعب السوداني وتابعت بالقول: “نحن لا نعمل على تهديد أمن البلد وما نقوم به قانوني وحق مشروع” وتوقعت مزيدا من الاعتقالات في الفترة المقبلة.

المؤتمر الوطني من جانبه يبدو أنه ماض في سيناريوهات الاستحقاق، ولا يعير اهتماما لما تفعله المعارضة، وقد جدد الدعوة مؤخراً بأن الباب مفتوح لمشاركة الجميع، ولم يفوت السانحة ليشن هجومه على المعارضة في مواقفها الأخيرة، حيث يتهم بعض أطراف من المعارضة بتشكيل خلايا لتخريب الانتخابات.

* “الحشاش يملا شبكتو” الخطوة المعلنة بالنسبة للكثيرين جاءت بعد مخاض عسير وبموجبها شرعت قوى النداء في تفعيل العمل المشترك بينها إنفاذا لما تم الاتفاق عليه في نداء السودان، واتفق الموقعون على النداء على تكوين هيئة تنسيق بالداخل بمشاركة كل من (قوى الإجماع الوطني ومبادرة المجتمع المدني وحزب الأمة القومي) لتقوم الهيئة بتنظيم العمل السياسي المشترك وإنشاء لجان لوضع البرامج التفصيلية.

ويرى بكري يوسف مساعد رئيس حزب المؤتمر السوداني للشؤون الإعلامية، ضرورة أن يتعامل النظام بشكل مختلف مع الحملة المنتظرة التي يعتبرها تحديا بالنسبة له، مؤكدا أن ما يجري الآن لا يمكن أن يطلق عليه انتخابات وتابع قائلاً: “الحشاش يملأ شبكتو”.

على الضفة الحكومية يرى الدكتور مصطفى عثمان بحسب ما نقلت صحيفة (اليوم التالي)، على لسانه أمس الأول (الأحد) أن حزبه ليست لديه مشكلة في ممارسات المعارضة، قبل أن يستدرك بأن الأمر لابد أن يكون في إطار القانون، معتبراً أن هذا حقهم، لافتا إلى أن القانون كفيل بحسم أي ممارسة خارجة، مؤكداً على أن الحكومة ستدير انتخابات نزيهة وشفافة ومن حق المواطن أن يدلي بصوته فيها، ولكن أن ينأى المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بأي وسيلة كانت فهذا خرق للقانون لا نقبله ولا نرضاه، حسب تعبيره.

حسناً؛ والحال كذلك فإن حملة التبشير بنداء السودان والمقاطعة الفعالة للانتخابات بحسب بعض المراقبين ربما أدخلت فرقاء السياسة السودانية ممثلة في تحالف المعارضة وحزب المؤتمر الوطني بشكل فعلي في حالة استقطاب حادة ومواجهة ربما تنسف العملية القادمة برمتها ما لم يصل الطرفان تفاهمات بشأن العملية.

عبدالرحمن العاجب
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

Exit mobile version