الحزب الحاكم يستعد لإعادة أحداث سبتمبر خلال فترة التصويت لمقاطعة الانتخابات التي تعد لها المعارضة.. هذا الخبر على ذمة النائبة البرلمانية العضو بالحزب الحاكم الأستاذة عفاف تاور بقولها: (حملة ارحل ممكن يروح فيها ناس بسطاء).. وعفاف تاور لا تصرح هكذا بمخاوفها ما لم تكن تعلم ما يتم الترتيب له خلف الكواليس.!
بلاغ نرفعه لوزير العدل ليفتي فيه كما أفتى في قضية القياديين بالمعارضة فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني اللذان ما زالا رهن الاعتقال على الرغم من صدور قرار (رئاسي) بإطلاق سراحهما.. البلاغ ضد (الحزب الحاكم) على ذمة تصريح عضوة ناشطة بالحزب.. وجود نية مبيتة في استهداف مواطنين عزل سيمارسون حقهم في التعبير حسب الدستور.. نريد أن نستبق الأحداث قبل طمس معالمها حتى يجد هذه المرة السيد وزير العدل بينة طالما أنه فقدها في أحداث سبتمبر..!
الحزب الحاكم بقياداته وقواعده هو جزء من هذا الشعب الذي يملك هذا السودان بخيراته المستغلة والخاملة.. وقد أخذ فرصته (عنوة) وأثبت فشله في إدارة هذه البلاد، بل (سطاء) على الأموال العامة عبر منسوبيه بقرائن ثابتة حملتها الصحف وما تزال تحملها المواقع الإسفيرية، بل ما تزال بعض قضايا الفساد التي لم يستطع الحزب الحاكم (لمها) أمام المحاكم تقف برهان ودليل على حجم الفساد وشكله والبعض الآخر استقوى على القانون.. أكثر من ربع قرن من الحكم (السادي) حطمت الوطن و(ركعت) الشعب.. شمخت فيها القصور وامتلأت شوارع العاصمة بالعربات الفارهة وتعددت الأعمال التجارية وراجت و(فقست) وليتها انحصرت على (الجواكر) لقلنا (الممسك بالقلم لا يكتب لنفسه شقي). ولكنهم شباب ما بين التاشرات والأربعين كل ما يميزهم أنهم يحملون بطاقة (مؤتمر وطني).. وليته انحصر في (نهب) مال الشعب المطعون في قلبه.. ولكنها السلطة التي (داست) على كرامة الشعب السوداني بأحذية هؤلاء المبتاعة من أموال ذات الشعب..!
قبل عام ونصف تقريباً كنت أقود عربتي في طريق الموردة.. وفجأة (بطّلت) العربة في حدث طبيعي ويحدث يومياً.. في أقل من ثانية أدرت مفتاح (السويتش) ومع انطلاقي كان يحادثني شاب يقود موتيسكل عبر نافذة العربة محتجاً على الوقوف وسط الطريق (لمدة ثانية).. تجاوزت احتجاجاته وانطلقت وإذا بعربة لاندكروزر (فارهة) في الخط الآخر الموازي تطلق بوقها بصورة متواصلة في إنذار بالتوقف.. من لمحة عرفت أنهم حملة البطاقات (السوداء) ولم أتوقف.. ظل يطاردني حتى لحق بي في شارع (مستشفى أمدرمان التعليمي) الضيق.. ونزل من العربة وخاطبني بأنه من (مكافحة الإرهاب).. ولم يقل إنه (من أجل الإرهاب).. وبعد نقاش طويل لم يستطع أن يثبت علاقة مكافحة الإرهاب بشرطة المرور المعنية بالأمر إن كان هناك ما يستدعي.. ولم يجدني سهلة المنال خاصة بعد أن اطلع على البطاقة الصحفية ووجد من يعرف حقوقه ويفهم في القانون.!
هذا ما يحدث في الوطن الآن.. مكافحة الإرهاب موجهة ضد المواطن وليس ضد العدو الخارجي.. إرهاب مستمر يتعرض له المواطن من بعض حملة البطاقات بكل ألوانها.. والآن تعبأ البنادق أيضاً ضد المواطن فهل من مغيث..
صحيفة الجريدة