مصر.. العبور الثاني

[JUSTIFY]
مصر.. العبور الثاني

بظهور نتائج الاستفتاء على مشروع الدستو المصري، وبظهور ملامح الجمهورية الجديدة، التي أخذت تتشكّل من خلال مواد الدستور، وترقب الشعب المصري للانتخابات الرئاسية، على اعتبار أنها علاج للحالة السياسية القائمة على العنف والعنف المضاد، وليست مسكّناً لآلام ما بعد الثورات، التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية..

بظهور تلك النتائج يمكننا القول بأن الدولة المصرية، بكامل شعبها وأرضها وجيشها ومؤسساتها الحاكمة، عبرت إلى بر الأمان، إلا من مقاومة هنا، ومواجهة هناك، تستطيع شرعية النظام الدستوري الجديد من وضع حد لها، وتعيد بعض غلاة المعارضة المنسوبة لجماعة الإخوان المسلمين إلى العمل السري من جديد، الأمر الذي يتطلب حلاً من اثنين.. الأول أن يؤسس النظام الدستوري الجديد لشرعيته باستئصال كل جيوب المقاومة، بينما الثاني أن يؤسس لشرعيته بفتح أبواب الحوار مع معارضيه من جماعة الإخوان المسلمين، لكن ذلك سيتطلب وقتاً للاتفاق على ما يمكن أن نسميه أصول وفنون التعامل السياسي، القائم على عدم إقصاء الآخر وضرورة الممارسة الديمقراطية التي تقضي بالاعتراف بالآخر، وهو ما لا تريده جماعة الإخوان في هذه المرحلة، إذ أنها لا زالت تتمسك بشرعية الدكتور محمد مرسي، رئيساً شرعياً منتخباً، دون اعتبار لشرعية الشارع ـ إن صح التعبير ـ التي استدعت تدخل الجيش للإطاحة به.

الجيش المصري، مثلما قاد مصر إلى العبور في حرب «رمضان ـ أكتوبر 1973م» واجتاز أكبر مانع ترابي على امتداد قناة السويس، وحقق النصر لمصر في حربها مع إسرائيل، وحطم أسطورة الجيش الذي لا يهزم ـ هو ذات الجيش الذي استطاع أن يقود مصر إلى العبور الثاني وإلى بر الاستقرار السياسي، لكنه يجد مقاومة ـ لا نحسب أنها ستطول ـ من جماعة الإخوان المسلمين، إذا ما بدأ قادة الجيش الذين سيدفعون بقائدهم الفريق عبد الفتاح السيسي، إلى رئاسة الدولة، إذا ما بدأ الرئيس الجديد حواراً جاداً ومسؤولاً مع الجماعة، وإطلاق سراح قياداتها، والتعاهد في اتفاق غير مكتوب على نبذ العنف وعدم اللجوء إليه، رغم أن هذا يبدو صعباً في الوقت الحالي، إلا أنه لن يكون مستحيلاً في المستقبل.

مبروك للشعب المصري العزيز، وللرئاسة المصرية وللقوات المسلحة المصرية نجاح عملية الاستفتاء التي نعدّها بحق، هي العبور الثاني لمصر، ولكن نحو المستقبل الآمن، المستقر، ليس معزولاً عن الإسلام كما يحاول البعض أن يروّج لذلك، إذ أن الأزهر الشريف ما زال قائماً وداعياً للوسطية، إلى جانب الجماعات والأحزاب الدينية الأخرى مثل حزب النور، وجماعات الطرق الصوفية، وغيرها.. مع عدم إغلاق الباب في وجوه قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version