من أنباء الانتخابات المزمعة في أبريل القادم ، أن المفوضية جعلت ( الماسورة ) رمزا من الرموز الانتخابية ، ولم أفهم لماذا تختار المفوضية هذا الرمز رغم علمها التام بدلالته السالبة منذ أن صارت ( الماسورة ) رمزا لكل ماهو فاشل ومضروب عند السودانيين ، في أعقاب كارثة ما أصطلح المجتمع والصحافة على تسميته ( سوق المواسير ) ، هل انعدمت الرموز لهذا الحد ، أم أن في قناعة المفوضية أن هناك مرشحين مواسير لا يستحقون غير رمز الماسورة ، ثم من هو هذا المرشح الذي يقبل بهذا الرمز ، أم أن المفوضية ستفرضه عليه شاء أم أبى ،وعلى كل حال ليست هذه هي القضية ، القضية الأكبر والأهم هي أن تحدث خرمجة وجوطة فنية وادارية ولوجستية تتسبب في تبديل رموز المرشحين وسقوط أسماء بعضهم وربكة في الدوائر الانتخابية على النحو الذي شهدته الانتخابات السابقة ، فتستحق معها العملية برمتها أن يطلق عليها ( انتخابات ماسورة ) ، ويبقى من الواجب علينا أن نذكر المفوضية بجوطتها وخرمجتها السابقة لعل هذه الذكرى تنفعها فلا تقع في ذات الأخطاء الساذجة، التي لا نظن أن إنتخابات سابقة قد شهدتها حتى في الدول التي تمارسها لأول مرة دعك عن بلادنا، التي عرفتها قبل أكثر من نصف قرن …
ففي الانتخابات السابقة وجد بعض المرشحين عند الاقتراع أن رموزهم الانتخابية قد تبدلت ، وكمثال على ذلك من كان رمزه القلب تغير ليصبح مروحة ، ومن كان رمزه الجرس تفاجأ عند بداية الاقتراع أن رمزه صار القطر، وهكذا صار النمر حصان واللوري انقلب الى عجلة وهلمجرا من ( سواطة ) ، بل أن بعض المرشحين قد سقطت أسماءهم نهائياً مثل المرشح الزميل الصحافي الهندي عز الدين بالدائرة «31» الثورة، ومرشحين آخرين كثر ، هذا غير إختلاط حابل صناديق الاقتراع بنابل مراكز التصويت، حيث وجد مثلاً صندوق يخص الدائرة «81» شمبات الشمالية وقد «توهط» في مركز تصويت للدائرة «71» وهذا غيض من فيض رصده المراقبون عند أول ساعة فقط على بدء الاقتراع في الانتخابات السابقة ، هذا غير بطاقات التصويت التي تكرر فيها رمز واحد أكثر من مرة كما حدث ببعض الدوائر ، وكل هذا لم يكن سوى ملمح خاطف لأول ساعة للتصويت ، والغريب أن كل هذا الذي حدث مع كثير من المرشحين ورموزهم الانتخابية ، لم يحدث أبدا لأي أحد من مرشحي الحزب الحاكم ولا لرمزهم الانتخابي ( الشجرة ) ، والأغرب من ذلك أن المفوضية علّقت تبدل الرموز على تروس ماكينات المطابع، كما حملت التبادل الذي حدث لأوراق الاقتراع فصار كل ورق في غير مكانه للدفارات التي نقلت هذه البطاقات، أما غريبة الغرائب أنها نحت باللائمة في تأخير موعد بدء الاقتراع عدة ساعات على إتساع مساحة السودان …و … بأي حال عدت يا انتخابات بما مضى أم لأمر فيك تجديد…
بواسطة : حيدر المكاشفي