(النقلتي) ابراهيم عبد الله لـ(السوداني):
خريجو الجامعات بقوا (ينافسونا) في مهنتنا.!
الخرطوم: محاسن احمد عبدالله
يهتم الانسان بمظهره بدءاً من الملابس التي يرتديها مرورا بالحذاء الذي ينتعله وهو ما يحرص عليه الكثير من الناس بأن يكون نظيفا وبراقا وخاليا من العيوب الظاهرة، وهناك مقولة شهيرة تشير إلى أن اختيار الحذاء يدل على اناقة الرجل، لذا دائما ما نجد الاهتمام بنظافة وجمال ما تنتعله الرجل او المرأة من حذاء ايا كان نوعه امرا ضروريا مما يقود البعض إلى اصلاحه اذا دعت الحاجة لذلك لاشخاص مختصين في هذا الامر وهي الوظيفة التي يقوم بها الاسكافي او (النقلتي) كما نناديه في السودان.
اسكافية ونقلتي:
وتعتبر مهنة (الاسكافي، النقلتي، الصرماتي) من المهن المنتشرة في السودان و التي يزاولها عدد من الشباب من مختلف الاعمار بحثا عن الرزق الحلال بعد أن ضاقت ببعضهم السبل من اجل الحصول على مهنة تدر عليهم مالا وفيرا، لذلك حرصت (السوداني) على الالتقاء باحد النقلتية ومعرفة ما يدور في اضابير تلك المهنة.
شاب مكافح:
ابراهيم عبدالله شاب في منتصف الثلاثينات من العمر، تحمل ملامح وجهه بعض من العناء والمشقة والتعب، هادئ لا يكترث لما حوله من حركة فجل تركيزه على المنضدة الحديدية الصغيرة الموضوعة امامه وعلى ظهرها (عدة شغله) من احذية وقطع جلدية و فرش من مختلف المقاسات وكمية من الدبابيس والمسامير والابر وغيرها ينتقي منها ما يريد.
تعريف مهنة:
تقدمت نحوه وجلست بجواره بعد أن القيت عليه التحية وقبل أن اعرفه بنفسي لاطرح اسئلتي، باغتني سريعا وهو يخيط حذاء كان بيده قائلا: (اها خياطة ولا تغير وش).؟…اجبته سريعاً:(انا صحفية دايراك تكلمني عن مهنتك شوية)، هنا فقط استرخي بعض الشيء ووضع ما في يده على المنضدة كأنما كان ينتظرني متحدثا:(اولا نحن اسكافية ما نقلتية لانو النقلتي بيقوم بوضع الحذاء في سندانة ويطق فيهو المسمار ونحن بنختلف، لاننا بنقوم بخياطة الحذاء داير ما يدور او تغيير (الوشوش) او اللصق او تغيير الارضيات القديم حسب الطلب)، والاغلبية بيجونا عشان يغيروا ارضيات وبعضهم بيكون داير يخيط جزء من الحذاء ونوع ديل شغالين بالخسارة معانا.
اسعار مريحة:
عن سؤالنا له حول ارتفاع اسعارهم رد ابراهيم بسرعة: (ابدا..نحنا ابسط ناس في التعامل المادي، وما بنختلف مع زول ابداً، حصل شفتي ليك زول غادر الاسكافي عشان ما اتفق معاهو..؟ طبعا لا، ودا لاننا دايرين نلقط رزق يومنا).
مهنة لا تموت:
ابراهيم اطلق ضحكة قصيرة عند حديثنا له باقتراب ميعاد اندثار مهنتهم قبل أن يقول: (منو القال ليك..؟ بالعكس مع الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الاحذية الواحد بقي حذاءه كلو (مرقع) من كترة الخياطة عشان ما بقدر يشتري ليهو حذاء جديد ودا طبعا في صالحنا).
حذاء (ملجن):
ابراهيم يحكي كذلك عن المواقف الطريفة التى مرت به في حياته ويقول: (بتذكر كان في شاب كل اسبوع بيجي يخيط عندي نفس الحذاء وفي نفس المكان لحدي ما انا ذاتي زهجت، وفي المرة الاخيرة ما لقيت مكان اخت فيهو الابرة للخياطة لان الحذاء كان (ملجن) عديل، فقمت رميت الحذاء في القمامة وخلعت حذائي الجديد واعطيته ليهو لوجه الله واتقبل الامر بفرح شديد وغادرني دون رجعة).
منافسة طلبة:
ابراهيم يختتم: (انا اعمل في هذه المهنة منذ اكثر من عشر سنوات وبالرغم من انها لا تكفي منصرفاتي لكن الحمد لله مستورة)، قبل أن يضيف: (بالمناسبة في الفترة الاخيرة بقوا يزاحمونا خريجين جامعيين نسبة لظروف العطالة، لكن الله كريم والرزق اقسام.)
السوداني