(1)
يقول (الزاكي) إن حماره الذي يستخدمه في جر عربة الكارو يتجول في اليوم بحوالي أربعة وعشرين من أحياء مدينة القضارف حيث يقوم بتوزيع المياه على زبائنه، غير مكترث لعداد الكيلومترات التي يقطعها في تلك المسافة، إلا أنه يبدأ عمله قبل شروق الشمس وحتى مغيبها، حاملا على ظهر حماره برميلين من المياه تزن حوالي (240) لترا من المياه، وكذلك فإن الهادي يحرك حماره بوساطة سوط (كرباج) من البلاستيك يلهب به ظهر الحمار كلما أحس الأخير بالإعياء والرهق، دون أي مبالاة بالقانون الذي يمنع كل تلك القسوة ويعاقب عليها بالغرامة والسجن، فالهادي وغيره المئات من الممتهنين لهذه الوظيفة لا يعلمون حتى الآن ولم يسمعوا بإصدار قانون الرفق بالحيوان.
(2)
لكن القانون المجاز حديثا من البرلمان تواجهه مصاعب التنفيذ من الحكومة نفسها، فولاية القضارف التي تتمتع بثاني أكبر قطيع من الماشية في البلاد (يقدر بحوالي 5 ملايين رأس)، وأكبر مرعى تضمه منطقة البطانة، تواجه الحيوانات فيها أوضاعا قاسية حيث تبدأ المعاناة في الحصول على العلاج ولقاحات التطعيم. ورغم القرار الصادر من حكومة القضارف نفسها بمجانية تطعيم القطيع إلا أن القرار تم إلغاؤه نهائيا رغم أن الولاية تتحصل عبر إدارة القطعان حوالي (5) جنيهات على رأس الضأن و(10) جنيهات على رأس الإبل وتقدر مدخلات الولاية من هذه الرسوم بحوالي السبعة مليارات جنيه سنويا رغم أن الرعاة والمربين لا يجنون أي خدمة سوى مطاردة قطيعهم وإجبارهم على الدفع بالقوة في بعض المرات، ويقول بيطري ريفي طلب عدم ذكر اسمه إن القانون مفيد لكنه يحتاج إلى بنية تحتية تمكن الحيوان فعلا من العيش برفق وسط استغلال كبير له من قبل الإنسان.
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]