وتأتي (بيوت رحيمة) كرد مضاد لحملة أطلقت مؤخرا يطالب أصحابها بخفض أجور العمال المنزليين وهو ما يصفه أصحاب المبادرة بأنه (هجمة غير مسؤولة وغير عادلة تسيئ لعمال المنازل).
ويعتمد أصحاب المبادرة وهم شباب من الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويقها. حيث دشنوها الأحد الماضي بتأسيس صفحات على (فيس بوك وتويتر) وقناة على (يوتيوب)، علاوة على موقع الشبكة العنكبوتية كما تقول نادرين عثمان وهي من أعضائها المؤسسين.
وتضيف عثمان أن المبادرة تهدف إلى (تحقيق علاقة متوازنة بين عمال وأصحاب المنازل تقوم على حقوق وواجبات متبادلة يحميها القانون ولا يعلو فيها طرف على الآخر).. والمهم بالنسبة لعثمان وزملائها كما تحدثنا هو أن (كثيرا من عمال المنازل والمخدمين يجهلون القانون الذي ينظم العمالة المنزلية ناهيك عن تطبيقه.. لذا سنركز على رفع الوعي بهذا القانون).
ويتفق زكريا عبد الحميد، مدير إدارة الاستخدام والقوى العاملة بوزارة العمل في ولاية الخرطوم، مع ما ذهبت إليه عثمان قائلا إن (عمال المنازل يجهلون الحقوق التي يعطيها لهم القانون مثل الإجازات الأسبوعية والسنوية والمرضية مدفوعة الأجر وساعات العمل وفوائد ما بعد الخدمة).
ويشير عبد الحميد إلى أن (القانون يلزم كلا من عامل وصاحب المنزل بتوثيق عقدهم في مكتب العمل، لكن الغالبية لا تهتم بمثل هذا الإجراء رغم أهميته كونه يحفظ حقوق الطرفين). ويحول عدم تسجيل عقود العمل المنزلية التي عادة ما تكون شفهية دون توفر إحصائيات رسمية حول أعداد العمالة المنزلية ومشاكلها حسبما أفاد به مسؤول وزارة العمل.
وتتفاوت أسعار العمالة المنزلية حسب طبيعتها، لكن في الغالب تترواح الآن ما بين 700 – 800 جنيه للشهر، مقابل 300 – 400 جنيه قبل عام من الآن. وترى تهاني عباس، وهي أيضا من الأعضاء المؤسسين للمبادرة، أن جميع أسعار السلع والخدمات تضاعفت خلال الأعوام القليلة الماضية، وبالتالي سيكون من قبيل (الإجحاف) رفض مطالب عمال المنازل بزيادة أجورهم.
وسيتضمن برامج المبادرة حملة إلكترونية لجمع توقيعات على تعهد من 15 بندا تتصل بالتعامل العادل والإنساني مع عمال المنازل عنوانه (بيتي مكان عمل لشخص آخر).. وينص التعهد في افتتاحيته (عندما أتولى تعيين شخص للعمل في بيتي أتعهد بأن أكون عادلا ومحترما، وأن أدرك تماما معنى أن يكون بيتي هو مكان عمل لشخص آخر).
وصور أصحاب المبادرة لقطات فيديو مع مثقفين وسياسيين وصحفيين يتلون فيها التعهد ونشروها على الصفحات المخصصة لها في مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب صور لعمال منازل ونشطاء كتب عليها عبارات مثل (عامل عمالك كما تحب أن تعامل في عملك – شكرا كلمة بسيطة لكن بتعمل الكثير).. وبالطبع لم يغفل أصحاب المبادرة عند تصميمها أن نسبة كبيرة من العمالة المنزلية هن فتيات مهاجرات من إثيوبيا وأريتريا وعلى نحو أقل جنوب السودان.
ومع حلول اليوم السادس انضم ما يزيد عن ثلاثة آلاف و400 شخص للمبادرة على صفحتها في (فيس بوك) مع أرقام قريبة نسبيا في بقية الصفحات، بينما تأمل تهاني عباس أن (يتضاعف العدد لتزداد تبعا له مساحة التأثير الإيجابي للمبادرة).
محمد الخاتم
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]